افتتح وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم أمس ورشة العمل التي تنظمها الغرفة التجارية الصناعية بالرياض تحت عنوان “الاستخدام الآمن للمبيدات” وذلك في مقر الغرفة بالرياض. وبدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبدالرحمن الجريسي كلمة بين فيها أن هذه الورشة تبحث قضية حيوية تتصل بالاهتمام بسلامة المنتجات الزارعية من الاستخدام غير الآمن للمبيدات الكيماوية من أجل حماية المستهلكين وسلامتهم من الآثار الضارة التي تحدثها هذه المبيدات على صحة المستهلك ، والسعي لتوعية المنتجين الزراعيين المحليين بإتباع الوسائل الآمنة والمعترف بها محليا ودوليا في مجال استخدام هذه المبيدات ، حتى لا يقعوا تحت طائلة العقوبات النظامية التي وضعت للحفاظ على سلامة المستهلكين. وقال // إن ما يكسب هذه الورشة أهميتها الحيوية ما تستقطبه من متحدثين من أصحاب الخبرات والكفاءات الزراعية والتطبيقية المهمة لمناقشة واحدة من القضايا الحيوية التي تؤثر في الصحة العامة للمواطنين والمقيمين ، وما تستقطبه من أوراق عمل كلها تصب في قناة البحث والتمحيص العلمي لهذه القضية وطرح الوسائل والآليات الكفيلة بالتخلص من هذه المشكلة التي تحمل الأذى للمجتمع والاقتصاد الوطني. وتمنى الجريسي أن تخرج الورشة بتوصيات تسهم بشكل فاعل في الحد من الاستخدام الخاطئ للمبيدات ومراعاة فترات منع الرش وتفعيل إجراءات الرقابة والفحص ، كي تكتمل حلقات العمل والمتابعة وتحديد الأدوار والمسؤوليات. بعد ذلك ألقى رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة سمير بن علي قباني كلمه قال فيها //تأتي عقد هذه الورشة في وقت تراه اللجنة الزراعية هاما ، حيث لاحظت اللجنة من خلال متابعتها لموضوع المبيدات الزراعية أن هناك تجاوزات في نسبة متبقيات المبيدات على الخضار والفاكهة رصدتها بعض المختبرات المتخصصة بنسبة (17%) من إجمالي العينات التي يتم فحصها بعدما كانت نسبتها (5%) قبل ثمان سنوات ، وفي سعي اللجنة الحثيث للتعرف على جوانب الخلل في هذا الموضوع فقد أرتأت أنه بات من الضروري عقد هذه الورشة //، مبينا أن الورشة تهدف إلى مناقشة مستجدات هذا الموضوع وكيفية الخروج بنتائج طبية من خلال التعاون والتنسيق مع وزارة الزراعة وباقي الجهات الحكومية الأخرى والقطاع الخاص. وأوضح قباني أن حماية المستهلكين من متبقيات المبيدات هي مسؤولية مشتركة من جميع الجهات الحكومية المعنية ، كما أن للقطاع الخاص دورا هاما في مساندة الجهود الحكومية المختلفة ، ونتطلع إلى تفاهم وزارة الزراعة مع الجهات الحكومية الأخرى نحو إصدار لائحة عقوبات لمخالفي الاستخدام الآمن للمبيدات تشمل المنتج والبائع يواكبها الاستمرار في برامج التوعية الشاملة لأخطار تلك المخالفات. وأكد أن اللجنة الزراعية ستواصل عقد مثل هذه الورش التي تهدف إلى تلمس القضايا التي تواجه القطاع الزراعي ومحاولة مناقشتها وإيجاد الحلول المناسبة. عقب ذلك ألقى وزير الزراعة كلمة أشار فيها إلى تعدد مدخلات الإنتاج الزراعي التي يوفرها المزارع للحصول على منتج زراعي أفضل ومن تلك المدخلات المبيدات الزراعية التي تختلف من مبيد لآخر وذلك لمكافحة الآفات الزراعية وزيادة الإنتاج الزراعي ،مبينا أن وزارة الزراعة تقوم بدورها في تنظيم وتسجيل وتداول المبيدات الزراعية منذ عام 1403ه حين كانت هنالك لائحة الاتجار بالمبيدات الزراعية والتي أدخلت الوزارة عليها كثيرا من التعديلات بهدف التطوير المستمر خلال تطبيقها لهذه اللائحة حتى انتهت الوزارة إلى تطبيق نظام المبيدات الزراعية الصادر عام 1427ه ولائحته التنفيذية عام 1428ه. وقال // إن الوزارة قامت حتى الآن بتسجيل أكثر من 400 مبيد تحتوي على مواد فعالة كمبيدات زراعية تستخدم بطريقة صحيحة وهذه المبيدات دوما مكان تمحيص ومراجعة من قبل الوزارة وتتابع لما يستجد حولها من خلال تقارير دولية أو زيارات ميدانية للمزارع أو من خلال الفحص المخبري لعينات من المنتجات في الأسواق المحلية // ،مضيفا أن الوزارة قامت بمنع استخدام عدد من المبيدات والتي وجدت لها بدائل أكثر أمنا أو أن الآفات على المحاصيل المعاملة بمبيد معين قد اكتسبت مناعة ضد هذا المبيد. وأوضح الدكتور بالغنيم أنه تم إنشاء إدارة مستقلة للزراعة العضوية ومختبر مركزي للمكافحة الحيوية للتوصل إلى ما يمكن إحلاله كبديل للمبيدات الكيماوية إلا أنه حتى الآن وعلى مستوى العالم لا بد من استخدام كثير من هذه المبيدات التي ما زالت هناك آفات لا يتم القضاء عليها إلا باستخدام هذا النوع من المبيدات. وقال // إن أغلب ما يثار من مشاكل حول هذه المبيدات هو نتيجة الاستخدام الخاطئ أو الاستغلال السيئ لهذه المبيدات ، مبينا أن الوزارة لم تغفل دورها في هذا الصدد حيث أقامت عدد من الدورات الإرشادية وأصدرت نشرات وأدلة لرفع الوعي عند مستخدمي هذه المبيدات وبعدد من اللغات لتوعية بعض الفئات من العمالة الوافدة التي تقوم بتداول هذه الكيماويات بالإضافة إلى الجهود التوعوية الأخرى عبر الوسائل الإعلامية المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة. وأشار الدكتور بالغنيم إلى أن هناك لجان من الوزارة تقوم بالتفتيش على المحلات الزراعية والصيدليات البيطرية بمختلف المناطق للتأكد من صلاحية المعروض في هذه المحلات وعدم بيع أي عبوات للمبيدات لغير مختص في هذا المجال والتأكد من أن جميع ما يعرض في هذه المحلات قد تم استيراده بطريقة نظامية مع التأكد من عرض المبيدات المقيدة والتي تستخدم تحت إشراف فني متخصص ولهذا فقد تم ضبط بعض المخالفات التي أدت إلى شطب مبيدات مسجلة وغرامات مالية على مرتكبي تلك المخالفات تم الإعلان عنها في حينه عبر وسائل الإعلام. ولفت وزير الزراعة إلى أن الوزارة تحرص على الاتصال المستمر بالهيئات الدولية ومتابعة المستجدات حيث يتم التقيد بما يصدر من توصيات هذه الهيئات مثل منظمة الصحة العالمية “WHO” ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية للأمم المتحدة “FAO” وبعض الهيئات والمنظمات الأخرى في الدول المتقدمة بالإضافة إلى أن الوزارة طرف مشارك في الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة مثل اتفاقية روتردام واتفاقية ستوكهولم واتفاقية مونتريال. إثر ذلك بدأت الجلسة الأولى لورشة “ الاستخدام الآمن للمبيدات” والتي رأسها مدير عام إدارة الخدمات الزراعية في وزارة الزراعة محمد بن سليمان المزروع وتحدث فيها مدير شعبة المبيدات الزراعية في وزارة الزراعة فهد بن حمد البريدي بورقة بعنوان “الدور الرقابي لوزارة الزراعة على المبيدات الزراعية” بعدها تطرق كبير الفنيين بإدارة وقاية المزروعات في وزارة الزراعة الدكتور حنفي عبدالحق في ورقته ل “المكافحة المتكاملة والزراعة النظيفة كبدائل عن المبيدات الكيماوية” وتناول المهندس سليمان بن عبدالكريم المحيميد من إدارة الزراعة العضوية في وزارة الزراعة في الورقة الثالثة ل”بعض الممارسات للزراعة العضوية”. واشتملت الجلسة الثانية التي ترأسها احمد بن عبدالعزيز السماري على الورقة الرابعة لمستشار قطاع الغذاء في الهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور عبدالعزيز رابح الحربي والتي جاءت بعنوان “سلامة المنتجات الزراعية” أما الورقة الخامسة فحملت عنوان “أهم النتائج والمؤشرات الواردة في التقرير السنوي لمختبر فحص العينات بسوق التعمير لجملة الخضار والفاكهة لعام 2008م” لمدير سوق الجملة للخضار والفاكهة بالرياض في شركة الرياض للتعمير المهندس عبدالله بن منصور الكثيري. وقد أكد وزير الزراعة أن الزراعة العضوية تعتبر زراعة آمنه وان جميع مدخلاتها طبيعية ولا يسمح باستخدام الاسمدة الكيماوية والمبيدات الكيماوية ، مبينا أن المبيدات المستخدمة هي مبيدات طبيعية. وقال معاليه في تصريح صحفي عقب حفل افتتاح ورشة العمل // إن الوزارة لها دور بالاضافة الى الجهات المعنية الاخرى في زيادة التوعية والتثقيف في المجتمع وهذه الورشة جزء من هذا الاتجاه //.