جاء اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ليوم افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في الأول من الميزان ، ليكون متزامناً مع الذكرى العطرة ( التاسعة والسبعين ) لتوحيد المملكة على يد المؤسس الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ليحمل في طياته العديد من المعاني والدلالات ، ليربط تاريخياً بين مرحلتي التأسيس والتحديث ، ومواكبة العصر علمياً وتقنياً ، وليكون بمثابة انطلاقة قوية لبلادنا المباركة وشعبها الوفي المخلص في ميادين العلم والمعرفة ، ويحدث وثبة للتقدم والريادة العلمية على المستوى العالمي. فالمطلع على تاريخ دولتنا الرشيدة يجد أن المؤسس رحمه الله كان ذا نظرة ثاقبة ، ورؤية متقدمة ، حيث كان يدرك تماماً أن العلم هو الركيزة الأساس للقفز ببلاده وشعبه إلى مواطن التقدم ، والنهوض على كافة المستويات ، ولهذا فقد سارع رحمه الله في وقت مبكر من مرحلة التأسيس إلى احتضان العلماء ، واستقدام المعلمين من الخارج ، وافتتاح المدارس ودور العلم ، وبذل جهوداً مضاعفة في هذا الاتجاه. واليوم يدشن رائد نهضتنا ، وباني مجدنا ، مليكنا المفدى حرسه الله هذا الصرح العلمي العملاق الذي ظل حلماً يراوده لأكثر من خمسة وعشرين عاماً ، ليهديه لبلاده الطيبة في يومها الوطني المجيد ، ولشعبه الوفي المخلص الذي يسعى إلى التسلح بالعلم والمعرفة ، لتكون جامعته رافداً قوياً ، وعلامة مضيئة في تاريخ المملكة ، في زمن البحث العلمي الدقيق ، والتقنية الحديثة المتقدمة ، حتى تتحقق تطلعات مليكنا المفدى في النهضة العلمية الشاملة لبلاده الطيبة ، وتصبح هذه الجامعة منارة علمية سامقة مضيئة تحتضن العلم والعلماء في العالم أجمع. رئيس مجلس إدارة شركة الأفكار السعودية للتنمية