حذر خبراء في الاقتصاد الغذائي الصائمين من شراء الأغذية خلال وقت الصوم، مؤكدين أن العامل النفسي يؤثر بشكل كبير على ديناميكية تغيير الاتجاهات للمستهلكين المستهدفين، فيما تطال تأثيراته السالبة الكيفية التي يقوم بها المستهلك باتخاذ قراراته المتعلقة بتوزيع وإنفاق الموارد المتاحة لديه من مال وجهد ووقت خلال فترة الصوم أو الجوع، وقالوا إن هذا العامل المؤثر سلباً على سلوك المستهلك يبلغ أوجه خلال الفترة التي تسبق الإفطار بوقت قليل. وأشاروا أن سلوك المستهلك الشرائي خلال فترة جوعه الشديد يفتقد للتركيز ويتميز بالنهم، حيث بينت الدراسة أن سلوك المستهلك خلال الفترة التي تكون فيها معدته ملآ بالطعام تجعله يشتري فقط 35% مما يشتريه في حال الجوع الشديد والتي يكون فيه مهيأ لشراء كل ما لذ وطاب من الأطعمة. وأكدوا أن عربة المستهلك والتي يدفعها أمامه في الأسواق المركزية قبيل أو مع دخول الشهر الكريم، يمكن ملاحظة أنها أغذية فارغة (صحياً) وعالية الطاقة بنسبة تتعدى 80% مما تحمله العربة، مشيرين إلى أنه يمكن تأكيد النتائج السيئة لذلك السلوك الغذائي من خلال عدد من الأمراض مثل السمنة وأعراضها وزيادة ضغط الدم والتي تظهرها الفحوصات المخبرية بصورة أكثر حدة وتزداد إحصائياتها عقب شهر الصوم الكريم. واستغربوا أن يكون هذا النهج الغذائي الاستهلاكي السالب للمتسوقين هو سلوك عام يجتمع فيه المثقفون وغير المثقفين، غير أنهم أكدوا أن تأثير السلوك الغذائي للصائم يعمل بقوة على تغييب السلوك الاستهلاكي القويم حتى لمن يحملون وعياً استهلاكياً رصيناً. ودعا الدكتور فهد الغامدي المستهلكين من التقليل قدر الإمكان من ارتياد الأسواق والمطاعم خلال فترة الصوم. مشيراً إلى أن وقت قبيل الإفطار قد تصل لمراحل من الخطورة على صحة البشر في كثير من الأحيان من خلال حوادث سير أو من خلال احتكاكات أو ملاسنات غير مستحبة وقد تذهب بأجر الصوم، وقال إن ذلك ما يجعل المستهلك مغيب ذهنياً بشكل كبير عن اختيار قراراته الشرائية وافتقاده للإشباع الاستهلاكي خلال فترة الجوع والذي يجعله يشتري أضعاف ما يأكله وما لا يفيده صحياً. وقال الغامدي إنه ومن خلال الإحصائيات التي تبين الفائدة الصحية السليمة لأغذية رمضان، ومن خلال عدد من أمراض العصر التي انتشرت بصورة كبيرة في المجتمع السعودي مثل البدانة ومضاعفاتها وارتفاع ضغط الدم والتي تظهرها الفحوصات المخبرية بشكل جلي عقب فترة قصير من انتهاء الشهر الكريم، ومن خلال المسالك الغذائية غير الواعية لشريحة كبيرة من المتسوقين خلال شهر الصوم الكريم مثقفين منهم أو غير مثقفين، يمكن التأكيد على أن 80% من الأغذية المرتبطة بالشهر الفضيل والتي تحويها عربة المستهلك هي أغذية عقيمة صحياً وتحوي عناصر عالية الطاقة.