قتل 553 شخصًا في سوريا غالبيتهم الساحقة من المسلحين المتطرفين غير السوريين في ضربات التحالف الدولي التي بدأت قبل شهر في هذا البلد والتي تشمل منذ ايام مواقع في مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا حيث احرز الجهاديون امس الخميس تقدما. فيما انتزع «داعش» السيطرة على قرية سنية بغرب العراق امس الخميس من أيدي أفراد العشائر الذين كانوا يدافعون عنها والذين أبدوا مقاومة شرسة على مدى أسابيع كما شدد المقاتلون حصارهم للأقلية اليزيدية فوق جبل في الشمال. بينما هددت الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على كل من يشتري النفط مما يسمى ب»تنظيم داعش» في مسعى لتعطيل ما تقول إنه مصدر تمويل يقدم مليون دولار يوميًا للتنظيم الإرهابي. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس امس الخميس ان «553 شخصا هم 464 عنصرًا من تنظيم الدولة الاسلامية و57 عنصرًا من تنظيم جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) و32 مدنيًا قتلوا في الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد اهداف في سوريا منذ شهر». واضاف إن «الغالبية الساحقة من هؤلاء المسلحين الذين قتلوا في الغارات ليسوا سوريين». كما ذكر المرصد في بريد الكتروني ان القتلى المدنيين وبينهم ستة اطفال وخمس نساء قتلوا في ضربات استهدفت خصوصا مناطق نفطية يسيطر عليها مسلحون متطرفون. وشنت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في 23 سبتمبر الماضي اولى غاراتها على مواقع المسلحين المتطرفين في سوريا، بعد نحو شهر ونصف على بدء ضربات التحالف الذي يضم دولا عربية ضد اهداف في العراق المجاور. وبعد ساعات قليلة من اولى الغارات في سوريا، اكد الرئيس السوري بشار الاسد تأييد بلاده «لاي جهد دولي» يصب في خانة «مكافحة الارهاب». وهذه الغارات التي تمثل التدخل الاجنبي الاول منذ اندلاع النزاع في سوريا منتصف مارس 2011، تستهدف بشكل خاص تنظيم «اعش» المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة من سورياوالعراق المجاور. وأمس احرز تنظيم «الدولة الاسلامية» بعد اشتباكات طويلة بدات الاربعاء واستمرت حتى صباح الخميس تقدما في شمال المدينة وفي وسطها، بحسب المرصد، وذلك للمرة الاولى منذ ايام. كما تمكن التنظيم من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل ايام لصالح المقاتلين الاكراد، وفقا للمرصد ايضا. ويخوض عناصر التنظيم في موازاة ذلك ومنذ الصباح اشتباكات مع مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الذين يدافعون عن المدينة التي تبلغ مساحتها بين خمسة وستة كلم مربع من اجل التقدم من جهة الجنوب فيها. وبحسب المرصد، فقد قتل في معارك امس في كوباني سبعة من عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» وثلاثة مقاتلين اكراد. وبدأ مقاتلو تنظيم «الدولة الاسلامية» المتطرف هجوما في اتجاه مدينة عين العرب في 16 سبتمبر، وتمكنوا في السادس من اكتوبر من دخولها، وهم يسيطرون حاليا على اكثر من خمسين في المئة منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ويواجه عناصر التنظيم المتطرف مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الاكراد الذين تلقوا في بداية الاسبوع مساعدات عسكرية القتها طائرات التحالف، وينتظرون وصول مقاتلين اكراد من قوات البشمركة بعدما وافق برلمان اقليم كردستان العراقي على ارسال مقاتلين. وقال يوسف محمد صادق رئيس البرلمان في الاقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي اثر اجتماع في اربيل إن البرلمان «قرر ارسال قوات الى كوباني للدفاع عنها». وتأتي هذه الموافقة اثر قرار تركيا بقبول انتقال قوات البشمركة من الاكراد العراقيين عبر اراضيها الى مدينة كوباني، رغم رفضها انتقال اكراد اتراك من مقاتلي حزب العمال الكردستاني الانفصالي الى مدينة عين العرب للقتال فيها. وقال المسؤول الكردي السوري انور مسلم من كوباني «لا نعرف ما اذا كان مقاتلو البشمركة سيصلون ومتى، ولكن لا بد من ان ينسقوا معنا لكي يتكلل قتالنا بالنجاح». لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعلن الخميس في ريغا في لاتفيا ان سلطات اقليم كردستان العراق حددت بمئتين عدد المقاتلين الذين سيتوجهون لمساعدة القوات الكردية السورية. وتشارك قوات البشمركة بشكل فعال حاليا في المعارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق حيث اعاد تنظيم «الدولة الاسلامية» فرص حصاره على جبل سنجار في شمال غرب البلاد الذي لجأ الآلاف من ابناء الاقلية الايزيدية اليه قبل اكثر من شهرين، بحسب ما افاد مقاتلون يدافعون عن الجبل.