وسّع التحالف الدولي - العربي بقيادة الولاياتالمتحدة غاراته الجوية امس نطاق غاراته ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية في اطار موجة غارات «شبه متواصلة» ضد الجهاديين. وتفرغت المقاتلات الأميركية لسورية بعد توسيع التحالف في العراق. واستهدفت الضربات مقاتلي التنظيم المتطرف في بلدة عين العرب (كوباني) الكردية التي فر منها نحو 160 ألف شخص بسبب تقدم مقاتلي «داعش» فيها. كما وجّه التحالف للمرة الأولى ضربات جوية على مواقع للتنظيم في محافظة حمص في وسط سورية. ويأتي توسيع واشطن وحلفاؤها العرب لهذه الضربات بعد ان أرسلت ثلاث دول أوروبية مقاتلات للمشاركة في الضربات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، ما يتيح للطائرات الأميركية التفرغ لحملتها في سورية. ووافقت كل من بريطانيا والدنمارك وبلجيكا على الانضمام الى فرنسا وهولندا في شن غارات جوية ضد «داعش» في العراق، ما يترك لواشنطن فرصة التركيز على العملية الأكثر تعقيداً في سورية التي أقام فيها التنظيم مقار له. وهذه المرة الثانية التي يشن فيها التحالف غارات جوية على عين العرب منذ بدء تقدم تنظيم «داعش» فيها. وقالت وسائل الإعلام الرسمية و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن التحالف شنّ غارات على مشارف المدينة ليل الثلثاء - الأربعاء. وقال «المرصد»: «تعرضت تمركزات تنظيم «الدولة الإسلامية» في قرية سي طلب في جنوب شرقي مدينة عين العرب لقصف من طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف العربي - الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة وتنظيمات إسلامية أخرى تضمّ مقاتلين من جنسيات غير سورية، ومعلومات عن خسائر بشرية في منطقة القصف». في المقابل، سقطت قذائف أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية» على مناطق في الأحياء الشرقية في مدينة عين العرب «ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، وأنباء عن شهيد». وهذه المرة الأولى التي تسقط فيها القذائف على مدينة عين العرب منذ بداية الهجوم الذي نفذه «داعش» على ريف المدينة في 16 من الشهر الجاري. وصرح المسؤول الكردي البارز نواف خليل إلى وكالة «فرانس برس» ان الضربات الأخيرة أصابت بلدة علي شار التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية شرق عين العرب ودمّرت العديد من دبابات التنظيم. وقال: «نحن نرحب بكل تأكيد بالتحالف الدولي في القتال ضد الدولة الإسلامية». وجاءت هذه الضربات بعد يوم من عبور مئات المقاتلين الأكراد الحدود التركية لتعزيز صفوف المدافعين من ميليشيا عين العرب الكردية، حيث اخترقوا سياجاً حدودياً تحت أعين القوات الأمنية التركية التي يبدو انها غضت النظر عن دخولهم. كما قصف التحالف مدينة الرقة في شمال شرقي البلاد، التي يتخذها التنظيم المتشدد مقراً ل «الخلافة» التي اعلنت في حزيران (يونيو) الماضي في العراق وسورية. وقال «المرصد» انه سمعت أصوات «31 انفجاراً على الأقل في مدينة الرقة ومحيطها». وفي وسط البلاد، صرّح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن ان «طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (...) قصفت منطقة الحماد الصحراوية الواقعة في شرق مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية» بعيداً من خط الجبهة حيث تنتشر القوات النظامية السورية التي تسيطر على حمص، ثالث مدن البلاد. وأفاد «المرصد» بأن الولاياتالمتحدة وحلفاءها العرب شنت غارات جديدة مساء الخميس وأمس على منشآت نفطية في محافظة دير الزور في شرق سورية قرب الحدود مع العراق. كما استهدفت غارات الجمعة مقراً لعمليات «داعش» في مدينة الميادين في المحافظة ذاتها ومنشآت نفطية بالإضافة الى موقع للتنظيم المتطرف في محافظة الحسكة. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تنفيذ ضربات في سورية دمرت دبابات للمتطرفين في دير الزور وضربات في العراق في محافظة كركوك وإلى الغرب من بغداد. وأسفرت الضربات الجوية التي بدأت في سوريا الثلثاء عن مقتل 141 مسلحاً بينهم 129 اجنبياً وفقاً ل «المرصد» الذي لم يكن بوسعه تأكيد ما إذا أوقعت ضربات اليوم قتلى في صفوف الجهاديين. وبين الأجانب 84 ينتمون الى «داعش».