اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد امس الخميس ان الانتخابات الرئاسية التي ابقته في منصبه لولاية ثالثة، شكلت «رسالة قوية» للدول الغربية الداعمة للمعارضة، فيما اعتبرتها هذه الاخيرة «غير شرعية»، مؤكدة استمرار «الثورة». وبينما رأت عواصم غربية ان الانتخابات التي اقيمت في مناطق سيطرة النظام «اهانة للسوريين» و»لا معنى لها»، اشادت موسكو وطهران حليفتا النظام بها، ورحبتا باعادة انتخاب الاسد لولاية ثالثة من سبع سنوات. وفي اول تعليق له، قال الاسد إن «نسبة المشاركة العالية في الانتخابات تشكل رسالة قوية للغرب والدول المتورطة بالحرب على سوريا، بأن الشعب السوري حي ومصمم على تقرير مصيره بنفسه، وهو يتطلع دائما نحو المستقبل»، وذلك في تصريحات نقلها مساء اليوم التلفزيون الرسمي. وسيؤدي الاسد اليمين الدستورية امام مجلس الشعب في 17 يوليو، على ان يلقي خطابا يضمنه برنامجه للولاية التي تستمر سبع سنوات، بحسب ما افاد مصدر مقرب من النظام وكالة فرانس برس. واشار الى ان حكومة وائل الحلقي ستقدم استقالتها لتعيين حكومة جديدة بدلا منها. وفي ظل الاحتفالات التي اقيمت ليل الاربعاء في شوارع عدد من المدن السورية، قتل عشرة اشخاص بينهم سبعة في دمشق، جراء اطلاق النار ابتهاجا في الهواء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. بدورها، سارعت المعارضة الى رفض الانتخابات التي كانت دعت الى مقاطعتها، معتبرة انها «انتخابات الدم»، وتمنح الاسد «رخصة لاستمرار القتل». وأكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان «ان هذه الانتخابات غير شرعية ولا تمثل الشعب السوري»، مؤكدا ان «الشعب مستمر في ثورته حتى تحقيق أهدافها في الحرية والعدالة والديمقراطية». واذ وصف الانتخابات ب»المسرحية الهزلية»، اعتبر انها «تستوجب ضرورة زيادة الدعم للمعارضة لتغيير موازين القوى على الارض واجبار نظام الاسد على القبول بالاتفاقيات الدولية التي تشكل الاساس للحل السياسي»، وابرزها بيان جنيف الذي يتضمن تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة. ومع اعادة انتخاب الاسد، اعاد ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي رفع شعار بداية الاحتجاجات «الشعب يريد اسقاط النظام». وقال الناشط ثائر المتحدر من مدينة حمص التي كانت تعد «عاصمة الثورة»، لفرانس برس عبر الانترنت، ان اعادة انتخاب الاسد تعني «ان المعارك ستتواصل، الدم سيبقى يسيل، واللاجئون سيبقون في المخيمات». وفي المواقف الغربية، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان ان «الاسد فقد الشرعية قبل تلك الانتخابات وبعدها. ليس لهذه الانتخابات اي علاقة بالديموقراطية الحقيقية»، معتبرا انها «طريقة للحفاظ على النظام الديكتاتوري، انها اهانة للسوريين الذين يطالبون بالحرية والتغيير السياسي الحقيقي». الا ان موسكو، ابرز حلفاء الاسد، اكدت على لسان المتحدث باسم خارجيتها ان السوريين اختاروا «مستقبل البلاد».