فاز المعتدل حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الايرانية بحصوله على 50,68% من اصوات الناخبين في الدورة الاولى للانتخابات متقدما على خمسة مرشحين محافظين . منهيا بذلك ثمانية اعوام من حكم الاصوليين، وفق ما اعلن وزير الداخلية الايراني مساء امس السبت. وأوضح وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الرسمي أن روحاني حصل على 18.613.32 من أصل 36 مليون و704 ألف و156 ناخب شاركوا في الانتخابات. وحل مرشحو التيار المحافظ في المراكز التالية بفارق كبير عن روحاني حيث حل عمدة طهران محمد باقر قاليباف بالمرتبة الثانية بحصوله على 6.077.292 صوت فيما تلاه مسؤول الملف النووي الإيراني سعيد جليلي ب 4.168.946 صوت ثم أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي ب 3.884.412 صوت ثم علي أكبر ولايتي ب 2.268.753 صوت وأخيراً وزير النفط الأسبق محمد غرضي ب 446.015. صوت وفور اعلان النتيجة تجمع نحو الف شخص في احدى الساحات الكبيرة بوسط طهران للاحتفال بفوز مرشحهم . واشاد الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني ب»انتصار الاعتدال على التطرف»، طالبا «الاعتراف بحقوق» ايران على الصعيد النووي. واكد روحاني في بيان له ان «هذا الانتصار هو انتصار الذكاء والاعتدال والتقدم (...) على التطرف». واضاف «على الساحة الدولية، ومع الفرصة التي انتجتها هذه الملحمة الشعبية، (اطالب) من يتغنون بالديموقراطية والتفاهم والحوار الحر (الدول الغربية) بان يتحدثوا باحترام الى الشعب الايراني ويعترفوا بحقوق ايران ، حتى يتلقوا ردا ملائما»، في اشارة الى المفاوضات النووية المتعثرة مع الدول الكبرى. واكد ايضا ان «الوجود القوي» للشعب «سيجلب الهدوء والاستقرار والامل في المجال الاقتصادي». واعرب اخيرا عن «امتنانه للمرشد الاعلى» الايراني اية الله خامنئي معتبرا انه «ابنه الاصغر»، فضلا عن اشادته ب»دور اكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي» الرئيسين السابقين المعتدل والاصلاحي اللذين ايداه في حملته الانتخابية. فيما رحب المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي بانتخاب حسن روحاني رئيسا جديدا لايران، وفق ما ورد على الموقع الرسمي للمرشد. وكتب خامنئي على الموقع «اهنئ الشعب والرئيس المنتخب»، مؤكدا ان «على الجميع مساعدة الرئيس الجديد وحكومته» بدوره، وجه الرئيس الايراني المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد رسالة تهنئة الى روحاني. وكانت اعادة انتخاب احمدي نجاد العام 2009 اشعلت تظاهرات لانصار المرشحين الاصلاحيين. وألحق المرشح الاصلاحي حسن روحاني الهزيمة بمرشحي تيار الاصولية الذين كانوا يعوّلون علي المرحلة الثانية لدورة الانتخابات الرئاسية من خلال تشتيت الاصوات وعرقلة حسم الجولة الاولي للانتخابات لكن المشاركة الاستثنائية لانصار الاصلاحات والاعتدال في الانتخابات سحبت البساط من تحت اقدام الاصوليين الذين خضعوا إلى دعم المرشد ومؤسسات النظام والحرس والبسيج ؛ وفي ثورة ربيعية اصلاحية هادئة تمكن الاصلاحيون من خلال المرشح حسن روحاني العودة من خلال صناديق الاقتراع الي المشهد السياسي الايراني وبقوة ؛ وكان الحرس الثوري والبسيج يعوّلون علي فوز سعيد جليلي اولا ومحمد قاليباف ثنايا في حالة خسارة جليلي ؛ لكن المفاجأة كانت قوية من مرشح جبهة الاصلاحات والاعتدال حيث تمكن من حسم الجولة الاولى من الانتخابات بحصده 50.68% من الاصوات وهي نسبة كافية تؤهله للفوز في المرحلة «الاولى « وقد نقل المشهد الانتخابي امس صور عن حشود من الاصلاحيين وهي تسعي لانتزاع كرسي الرئاسة من المتشددين الذين اغرقوا البلاد طيلة الثماني سنوات بالمشكلات الاقتصادية والسياسية؛ وسعى الثنائي الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي والشيخ هاشمي رفسنجاني الى تنظيم ائتلاف يجمع الاصلاحيين والمعتدلين في الدقائق الاخيرة من الحملات الدعائية وهكذا تنحي المرشح الاصلاحي محمد عارف بتوصية من خاتمي ورفسنجاني والاعتماد علي مرشح واحد هو روحاني ؛ وقد نجحت الحكمة «الخاتمية- الرفسنجانية» في عبور حقول الالغام والعراقيل الاخرى التي وضعها المتشددون في الحضور الى المشهد السياسي من خلال حسن روحاني الذي تربي وترعرع طيلة ال30 عام في المدرسة الرفسنجانية- الخاتمية ) ويقول المحلل الايراني سعيد وثوقي: ان فوز المرشح حسن روحاني كان متوقعا من قبل المراقبين ذلك لان استطلاعات الرأي كان تؤكد علي فوز روحاني بسبب الحضور المكثف للاصلاحيين والاصوليين المعتدلين في الساحة منذ الترشيح وحتى الفوز واضاف: لقد شارك جمع كبير من الايرانيين الذي قاطعوا في السابق الانتخابات وانضموا الى جانب روحاني واكد وثوقي: ان روحاني لن يتمرد علي النظام لكنه بالطبع يحمل افكارا معتدلة تستطيع اقناع الاخر مهما كان الاخر» امريكي- غربي – عربي « واضاف: ان هناك اساليب وسياسات متشددة أضرت بإيران خلال عهد الرئيس نجاد وان روحاني يحمل برنامج رفسنجاني(الاقتصادي) وبرنامج خاتمي لتسوية الملفات السياسية الساخنة مع الغرب.