سجل الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني اسمه مرشحاً في انتخابات الرئاسة في إيران قبل دقائق من انتهاء المهلة المحددة للمرشحين لتسجيل أسمائهم أمس. وتعرض رفسنجاني، وهو من أشهر الشخصيات المعروفة في إيران، للتهميش منذ عام 2009 بسبب تأييده الضمني للمرشحين الإصلاحيين الذين زعموا أن إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد في ذلك العام شابتها عمليات تزوير. وعرض التلفزيون الإيراني لقطات لرفسنجاني (78 عاما) أثناء جلوسه في مكتب تسجيل أسماء مرشحي الانتخابات الرئاسية وهو يبتسم ويلوح. وشغل رفسنجاني منصب الرئيس خلال الفترة بين عامي 1989 و1997. كما قدم أمس حليف الرئيس نجاد، اسفنديار رحيم مشائي أوراق ترشحه لخوض الانتخابات المقررة في 14 يونيو المقبل. وواجه مشائي المدير السابق لمكتب نجاد اتهامات من المحافظين المتشددين المقربين من المرشد علي خامنئي بأنه يقود "تيارا منحرفا" يسعى لتقويض سلطة رجال الدين لصالح تيار أكثر قومية. وفي السياق، سجل كبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي اسمه أيضا. وتولى جليلي رئاسة المجلس الأعلى للأمن القومي منذ عام 2007 ويعتبر من المحافظين المتشددين المقربين من خامنئي. وهو من المحاربين القدامى في الحرب الإيرانية العراقية التي دارت في الفترة بين عامي 1980 و1988. وفي ساعة مبكرة من أمس ترشح رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف العضو في تحالف من ثلاثة رجال موالين لخامنئي ونظام رجال الدين مما يعني أنهم معادون لنجاد. وقدم عضو آخر في التحالف وهو غلام علي حداد عادل أوراق ترشحه الجمعة، حيث كشفت مصادر مقربة أنه يحظى بدعم خامنئي. وسجل 400 مرشح بينهم ثماني نساء أسماءهم حتى الآن منهم رجل الدين المعتدل حسن روحاني المفاوض السابق في الملف النووي في عهد الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، وعدد آخر من الإصلاحيين مثل عضو البرلمان السابق مصطفى كواكبيان، ومحمد عارف الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في عهد خاتمي. ويخوض الانتخابات أيضا اثنان آخران هما محمد حسن أبو ترابي فرد، ووزير الصحة السابق كامران باقري لنكراني، فضلا عن محسن رضائي الذي قاد الحرس الثوري وخسر أمام نجاد عام 2009. وستكون الانتخابات المقبلة أول انتخابات رئاسية بإيران منذ عام 2009 عندما اندلعت احتجاجات حاشدة وصفت باسم "الحركة الخضراء" بعد فوز نجاد بفترة ولاية ثانية أمام المرشحين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي في انتخابات أثارت نتائجها الخلافات. ومنذ ذلك الحين تعرض الإصلاحيون الذين يطالبون بحريات اجتماعية وسياسية أكبر للقمع أو التهميش. وخضع موسوي وزوجته وكروبي للإقامة الجبرية لأكثر من عامين. وثمة خطر بات يهدد مكانة خامنئي بسبب التناحر الشديد بين الجماعات المتشددة التي أثار نجاد انقساما في صفوفها في ظل اتهامه بالسعي وراء تقويض نظام حكم رجال الدين.