ويا ربّ مِنْ أجْلِ الطُّفولةِ وَحْدَها أَفِضْ بَرَكاتِ السِّلْمِ شَرْقاً ومَغْرِبَا ويا ربّ حَبّبْ كُلّ طِفْل فلا يُرَى وإنْ لَجَّ في الإِعْنَاتِ وَجْهَاً مُقَطَّبَا وهَييِّءْ لهُ في كُلّ قلبٍ صَبَابةً وفِي كُلِّ لُقْيَا مَرْحَباً ثُمّ مَرْحَبَا وصُنْ ضِحْكةَ الأطفالِ يا رَبّ إنّها إذا غَرّدَتْ في مُوحِشِ الرَّمْل أعْشَبَا تذكرتُ هذه الأبيات للشاعر العربي الكبير محمد سليمان الأحمد (بدوي الجَبَل) وأنا أقرأُ - وقد عدتُ قبل أيام من الأحساء- معاناة أطفال مرضى سرطان لسانُ حالِهم يقول:" لا يمكننُا أنْ نَصِفَ لكم المعاناةَ الشديدةَ التي نَجِدُها نحنُ وأسرُنا، عندما نذهبُ للعلاج في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالدّمّام، أو مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، في ظل ارتباط الوالديْن، وتَكرار المواعيد، وبُعْدِ المسافة، وطولِ الانتظار، وبخاصة بعد أنْ أخذْنا جرعاتٍ من الكيماوي" (صحيفة اليوم،10 جمادى الآخرة 1434ه، ص 35). أنقلُ عن البوابة الإلكترونية لوِزَارة الصحة أنّ " عدد الأطفال المصابين بالسرطان في المملكة العربية السعودية من عمر (0-14 عاما) عام 2007م كان 800 حالة منها: 475 من الذكور و 325 من الإناث" وهذا قبل ست سنوات، أما الآن فلم أتبين العدد الحالي. المعلومة الثانية" أنّ سرطان الأطفال يُمَثِّل نسبة 7% من جميع أنواع السرطانات في المملكة العربية السعودية" يضاف إلى ذلك معلومة ثالثة تقول:" إن سرطان الدم (اللوكيميا) من أكثر أنواع السرطانات في المملكة العربية السعودية". ما طُرقُ علاج سرطان الأطفال ؟ قالت وِزَارةُ الصحة:" مِن المهم للغاية الحصول على أكبر قدْر من المعلومات عن: طبيعة السّرطان في الأطفال، ومدى انتشار المرض، لتوفير أفضل علاج" وأضافتْ الوِزَارة" يعتمدُ العلاج على نوْع السرطان، ومرحلة المرض، وعُمْر الطفل" واختتمت قائلةً:" غالباً ما تكونُ فترةُ العلاج مُعَقَّدَة، وتكون هناك تغيراتٌ للعلاج كلّما استجدتْ معلوماتٌ جديدة". أسأل: هل تَمّ هذا بالنسبة لأطفال مرضى السرطان في الأحساء ، الذين يعيشون الآن بوجوه شاحبة، وركضٍ ولَهْثٍ وراء العلاج، ضمن أُطِرٍ عمليةٍ معقّدة، تكسرُ الظهورَ القوية، فما بالكم بظهور أطفال يمثلون طُهْر الحياة، ونقاء الأحياء، وإذا تَمّ فما الخُطّة التي وُضِعت لعلاجهم في الأحساء، دونَ أن يتكبّدوا عناء السفر إلى: الرياض تارةً، وإلى الدّمام تارةً أخرى؟ أطفال الأحساء مرضى السرطان أمانةٌ في عُنُقِ وِزارة الصحة، أرجُو أنْ توفر لهم العلاج حيثُ يسكنون ، ولا تكبدهم عناءَ السفر إلى: الرياض تارةً، وإلى الدّمام تارةً أخرى. [email protected]