كشفت رئيسة قسم الأورام في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتورة ريما الحايك أن أعلى نسبة شفاء بين أطفال مرضى السرطان تتركز في أطفال سرطان الدم، حيث تصل النسبة إلى ما يقارب 80 % من مجمل أنواع السرطانات الأخرى التي يصاب بها الطفل في السعودية. بدورها أكدت الدكتورة هالة عمر استشاري مساعد أورام الأطفال بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام خلال محاضرة «سرطان الأطفال بين الألم والأمل» بغرفة الشرقية مساء، أمس الأول، على أن سرطان الأطفال من الأمراض غير الشائعة عموما، وأن 2 % من كل حالات السرطان تحدث لدى الأطفال ونحو 1 من كل 15 ألف طفل يتم تشخيصه بالسرطان سنويا، وعلى الرغم من ذلك تظل الحالات في تزايد مستمر في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أهمية التشخيص المبكر لحالات سرطان الأطفال وتحويلها للمراكز العلاجية المؤهلة؛ حيث يؤثر بشكل كبير في نسبة الشفاء، فتبلغ معدلات الشفاء القياسية لدى أورام الأطفال في المتوسط نسبة 75 % وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 90 % عند بعض الأنواع، بينما تبلغ لدى الكبار بالمتوسط نسبة 60 %. وأوضحت أن سرطان الدم «اللوكيميا» هو الأكثر شيوعا على الإطلاق بين الأطفال في السعودية بنسبة 30 إلى 40 % وتأتي في المرتبة الثانية أورام الدماغ 20 إلى 30 % ثم الأورام اللمفاوية 10 إلى 15 % وبعد ذلك أورام الأنسجة الصلبة مثل أورام الكلى والعظام والأنسجة الرخوة كالعضلات بنسبة 9 %. وعزت عوامل الإصابة إلى «بعض أنماط معالجات أورام الأطفال، مثل الجرعات العالية من العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي، قد تؤدي إلى تطور أورام ثانوية غير الورم الأصلي المعالج عند بعض الحالات خلال فترات لاحقة من الحياة. كما أن تأثيرات التعرض لبعض العوامل البيئية مثل التعرض للمبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية والسكن قرب خطوط الكهرباء عالية التوتر على سرطان الأطفال أمر محتمل لا يزال تحت الدراسة». وأوضحت أن الأعراض عند الأطفال، والتي تنبه عن وجود ورم سرطاني، «صداع مستمر يكون مصحوبا بالتقيؤ في أغلب الأحوال أو تغيرات فجائية بالعيون أو اختلال مستمر ومتكرر بالرؤية وحدوث انخفاض حاد وسريع بالوزن والشحوب غير المفهوم أو فقدان النشاط، وجود ألم موضعي ومستمر لفترة طويلة أو اختلال بالتوازن والترنح الحركي، أو عرج بالمشي دون سبب محدد»، مبينة «و يلاحظ أن مثل هذه الأعراض قد تشير إلى مجموعة واسعة من الأمراض التي تصيب الأطفال، ولا يعني ظهورها بالضرورة وجود نمو سرطاني، غير أنها تعد مؤشرا أوليا يستدعي ضرورة التقصي وإجراء المزيد من الفحوص والتحقق من الأمر». وعند تشخيص الأورام، يتم إجراء العديد من الفحوص والتحاليل المخبرية التي تستهدف تصنيف السرطان، سواء لتحديد تصنيف الورم ضمن فئته، وتصنيف درجته ومرحلته، كي يتسنى وضع خطة العلاج الملائمة وبالسرعة الممكنة، ويحدد التصنيف أيضا كم النسيج السرطاني الموجود بالجسم وموضعه ومدى انتقاله، وتتماثل علاجات سرطان الطفولة مع العلاجات المستخدمة عند أورام البالغين، بشكل عام وتشمل العلاج الجراحي، العلاج الكيماوي، العلاج الإشعاعي، زراعة نخاع العظام علاجات أخرى «مناعية، محورات جينية، وغيرها»، كما تعتمد الخطط العلاجية على نوع الورم، وقد يتم الاقتصار على أحد هذه العلاجات منفردا عند بعض الحالات، غير أن معالجة أغلب أورام الأطفال تتم بخطة مشتركة من علاجين أو أكثر للقضاء على الخلايا السرطانية، مبينة في ختام حديثها أن «أكثر من ثلاثة آلاف طفل يموتون سنويا في أمربكا بسبب سرطان الأطفال، وهو ما يفوق عدد الوفيات من مرض الإيدز والسكر والربو وتليف الرئة الوراثي كلها مجتمعة معا».