تناقلت الأنباء عن سعادة القنصل الصيني في جدة قوله: إن بعض التجار السعوديين يطلبون ويُصرّون على استيراد البضائع الصينية الرخيصة ذات الجودة الرديئة، سعيًا وراء الكسب السريع.. ونحن نقول: الحمد لله، وقد شهد شاهد من أهله..؟! لقد انتشرت ظاهرة البضائع المغشوشة وتفاقمت وأصبحت مصدر تهديد للمستهلكين لما يترتب عليها من أضرار بالغة..! والمؤلم أن بعض تجارنا مشهود لهم بما ذكره سعادة القنصل، ولا شيء يمنعهم من ذلك، حيث إنه لا يوجد عقاب رادع ولا مساءلة إضافة إلى غياب ضميرهم..؟! كما شجعهم على فعل ذلك تمرير بضائعهم وسلعهم المغشوشة بسهولة، حتى أصبحت بلادنا مرتعا لمخرجات سلع المصانع الرديئة في الصين..! والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام: كيف تمر هذه البضائع والسلع المغشوشة من قبل المواصفات والمقاييس وكذلك من قبل الجمارك؟! وبسبب الهجمة الشرسة بل الغزو بدون جودة وضوابط للبضائع الرديئة والتي أغرقت بلادنا نجد من الطبيعي أن المواطن هو الذي سوف يدفع الثمن غاليًا إن لم تكن حياته! فهناك الأدوات الكهربائية والإطارات وقطع الغيار المقلدة للسيارات التي تتسبب في حوادث قد تفضي إلى الموت، خلاف أدوات ومعدات المستشفيات وما ينتج من ذلك أثناء إجراء العمليات الجراحية..؟! ولا ننسى المحلات التجارية المليئة بالملابس المقلدة والكماليات والإكسسوارات وما يتبعها من أضرار يعاني منها أصحاب الماركات الأصلية وتسبب لهم خسائر فادحة..! وقد أسهمت إلى حد كبير محلات أبو عشرة وأبو خمسة وأبو ريالين وبعض محلات القرطاسيات وبعض محلات الأواني المنزلية، ومحلات الألعاب المنتشرة هنا وهناك في تسويق السلع المقلدة والمغشوشة والبضائع الرديئة التي تستقطب عددًا كبيرًا من المستهلكين من ذوي الدخول المحدودة خصوصًا الوافدين..! وكما هو معلوم فالصين لديها بالإضافة للمنتجات الصناعية الرخيصة والرديئة هناك صناعات غالية الثمن ذات جودة عالية، وكما هو معروف فالغالي سعره فيه.. وقد نجد ذلك منتشرًا في الدول الغربية وغيرها من الدول المتقدمة، والتي تتلقى أحجام صادرات صينية قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات لكن هذه الدول تلتزم بمعايير ومقاييس عالية الجودة..! وللأسف في بلادنا -رغم رقيها وتقدمها- أصبحنا لم نعد نستمتع بالأصلي إلَّاَ نادرًا..؟! فمتى تكون الرقابة حازمة، ومتى تتوحد الجهود لمحاصرة هذه البضائع في المنافذ، ومتى تتحرك الضمائر لتحديد مواصفات عالية لكافة السلع والبضائع، ومتى يراعي المستوردين السعوديين الله في وطنهم ومواطنيهم..؟! [email protected]