في دراسة شارك فيها 400 شخص من السعودية يمثلون 70% من الذكور و 30% من الإناث وجرت ضمن حملة أطلقت من قبل مجموعة من طلاب الماجستير في جامعة الملك سعود بهدف التوعية بالآثار السلبية للاستخدام المفرط للهواتف الذكية على العلاقات الأسرية وتجاهل واجبات المنزل ومطالب وحقوق الأسرة ، فقد أظهرت الدراسة أن 79% من المشاركين يعترفون بالآثار السلبية المترتبة على الاستخدام المفرط للهواتف الذكية في المنزل. وأقر 44% من المشاركين أنهم تعرضوا لمشاكل أسرية بسبب الهواتف الذكية ، وأن 49% تجاهلوا أحياناً واجباتهم الأسرية بسبب انشغالهم باستخدام هذه الهواتف . وأشارت الدراسة إلى أن هناك 21% ممن شملتهم الدراسة يقضون أكثر من 6 ساعات يوميا في استخدام تلك الهواتف وأن 81% مداومون على برنامج ( واتس آب ) ، لأغراض الدردشة وتبادل المعلومات ، إضافة إلى وجود 79% يستخدمون التويتر . ومن الواضح أن القضية لم تعد محصورة في أن استخدام هذه الاجهزة قد أصبح يتعارض مع واجبات الأسرة المنزلية بل تجاوز ذلك حتى بالنسبة للعمل إذ تجد كثيراً من الموظفين يتركون مهامهم وأعمالهم وينشغلون بالدردشة والتواصل مع الآخرين من خلال بعض شبكات التواصل الاجتماعية . والقضية تحتاج إلى توازن وضبط إذ إن هذه الأجهزة مهمة ومفيدة غير أننا نستخدمها أحياناً بشكل خاطىء ونسرف في استخدامها بحيث تتجاوز حدود التواصل الطبيعية وتصل إلى مرحلة الإدمان فتجد أن البعض يكاد لايترك الجهاز من يده في كل مكان يذهب اليه والأخطر من ذلك أنه يستخدمه حتى أثناء القيادة مما قد يؤدي إلى كوارث وحوادث قاتلة . إن استخدام هذه الأجهزة يحتاج منا إلى بصيرة وتعقّل خصوصاً إذا شعرنا أنه يؤثر في مسؤولياتنا وواجباتنا الأساسية ولو أدى هذا الأمر إلى استبدال هذه الأجهزة بأخرى فالحفاظ على العائلة أهم وأولى من التواصل الاجتماعي لأن العائلة هي أساس هذا التواصل. [email protected]