أخذت العلم، واحترفت المهنة عن والدها الذي لطالما ظلت تساعده في إتمام أعماله، فباتت رفيقته الدائمة، وجليسة مكتبه. خاضت رحلة عشقها ما بين ترتيب الأوراق، وقراءة كل ما تضمنته من سير، وقصص، وأحداث، وقضايا. إنها أمونة عبدالله توكل «ناشطة حقوقية ومحامية»، امرأة تخلّت عن خوفها، وتحدّت أنوثتها، وحاكت واقعها خروجًا من دائرة مكتب والدها الذي دام مزاولاً مهنته 27 عامًا مشركًا ابنته أسرار وفنون مهنته، فكانت ابنة وتلميذة مجيدة للإصغاء، والأداء. تقول توكل في حديثها عن إمكانية المرأة من مزاولة مهنة المحاماة: بأنها ليست بالمهنة السهلة والمتاحة للنساء؛ كون المرأة تنغمس في مجال يمتاز بالطابع الرجولي، وتفرض كامل أنوثتها عليه، مسيطرة على عاطفتها، وضعفها أمام قسوة الظروف، ورفض البعض لها، فان كانت المرأة تمتلك القوة والصبر والإرادة والإصرار فهي إذا قادرة. وعن عملها في أروقة المحاكم تفتخر توكل بنتاج أدائها وخبرتها على مدى 25 عامًا مستعرضة الكثير من القضايا التي كسبتها، وكان الحكم فيها لصالح موكليها ومنها القضايا الأسرية كالطلاق والحضانات والنفقة، وتقول بأن القضايا بحاجة للكتابة والتدقيق والتحليل قبل البدء في الترافع عنها فيما تستغرق بعضها الكثير من الوقت وقد تتجاوز 8 سنوات أو أكثر إلى إصدار الحكم. وتقول توكل: على القضاء أن يكون أكثر إنصافًا للمرأة ورادعًا لكل ما يعطل حياتها، كما أن تأجل الفصل في القضايا الأسرية كالطلاق والحضانة والنفقة من أهم معوقات المرأة في المحاكم. وترى توكل بأنه من الضروري وجود أخصائية اجتماعية داخل أروقة المحاكم للإصلاح والتوجيه، حيث تقوم بالإطلاع على القضايا التي تختص بالمرأة، ومن ثم العمل على معرفة احتياجاتها والمشكلات التي تعاني منها وتقوم الاخصائية بتوجيهها وإرشادها وتوعيتها وتأهيلها لتكن أكثر ثباتا وحكمة.