ربما لاحظ الكثير من القرّاء الأفاضل أنه خلال السنوات المقبلة أو أكثر، وكذلك خمس السنوات المقبلة، وأكثر أن مواسم الصرف والاستهلاك تأتي تباعًا! فتبدأ الإجازة الصيفية وما فيها من متطلبات الاستجمام والرحلات السياحية الداخلية منها والخارجية، ثم يليها شهر رمضان وما يحدث فيها من شراء لجميع أنواع المأكولات، ما لذا منها وما طاب، حتى أصبح موسمًا للمنافسة بين التجار في عرض بضائعهم، الرديء منها والجيد، عوضًا أن تكون مجالاً للمنافسة على فعل الخيرات والله المستعان. ثم نتفاجأ بعد ذلك بقرب حلول العيد، وما يتطلبه من ملابس وحاجيات بأغلى الأثمان، وشراء للحلويات الفاخرة ذات الأسعار المبالغ فيها، وما هي إلاَّ أيام معدودة، وبقليل من الاستعداد نبدأ رحلة العودة إلى مقاعد الدراسة، والسعي لتوفير متطلباتها من حقائب، وأدوات، وقرطاسية، وغيرها. ثم ما هي إلاَّ أسابيع حتى تبدأ الاستعدادات على قدم وساق للتجهيز لعيد الأضحى؛ إمّا لسفر، أو حج، أو شراء لأضحية، والتي تتضاعف أسعارها عامًا بعد عام. وفي الحقيقة إن تتابع المواسم أرهق كاهل الكثير من الأسر، لا سيما أصحاب المداخل المحدودة؛ ممّا سبّب لها شللاً ماليًّا مع نهاية كل عام، والذي يتطلّب منها بذل المزيد من الجهد، مع بداية العام الجديد من أجل سد وإصلاح خلل العام الماضي، والذي غالبًا لا ينتهي إلاَّ مع دخول المواسم المتتالية من جديد. لذلك نجد أن أغلب الأسر تدور في حلقة مفرغة، وكأنه لا نهاية مرجوة لها. ولعلّه من المناسب ذكر بعض التجارب اللطيفة والقيّمة لبعض الأسر، والتي استطاعت بشيء من الحنكة وحسن التدبير أن تتكيّف مع هذا الوضع، ونجملها في النقاط التالية: - حاول أن تشتري مستلزمات وحاجيات رمضان والعيد قبل دخول الشهر؛ وذلك بسبب أن الأسعار تكون معتدلة ومقبولة قبل دخول الموسم، والعكس صحيح، فترتفع الأسعار بشكل مغالى فيه، ويستغل التجار حاجة الناس وتدافعهم المحموم، بالإضافة إلى ضياع الكثير من الأوقات في زحمة الطرقات؛ ممّا يسبّب كذلك هدرًا للمركبات. - الاستعداد، ثم الاستعداد، ثم الاستعداد، وهي نقطة مهمّة جدًّا، وبخاصة مع معرفتنا أن هذه المواسم تتكرر كل سنة، فمن حسن التدبير الاستعداد لها مبكرًا؛ بوضع خطة مالية، وابتداع الأفكار في طرق التوفير والاقتصاد. - الاستفادة من العروض الترويجية في فترة الركود في شراء ما يمكن تخزينه للاستفادة منه في أحد هذه المواسم، مثل الملابس ذات الاستخدام اليومي، وبعض المواد الغذائية الجافة طويلة الأجل ونحوها. ودمتم في ثراء . [email protected]