تواجه الأسر السعودية من ذوي الدخل المحدود والمتوسط موسم العودة إلى المدارس، الذي ينطلق اليوم، بعد انتهاء شراء حاجات شهر رمضان والعيد براتب شهر واحد، تم تسلمه قبل نحو أسبوعين، ما يعني تحميلهم أعباءً كبيرة تزيد منها الأسعار التي تواصل ارتفاعها خصوصاً في المواد التموينية. إضافة إلى أن موسم الاستعدادات للمدارس يشكل هاجساً للأسر ويتسبب في الإخلال بموازناتها، إذ يُسخر جزء كبير من الدخل لتلبية رغبات الأبناء وحاجاتهم المدرسية استعداداً لبدء العام الدراسي. أما المحال التجارية فقد ارتدت حلة العودة إلى المدارس في تغيير سريع للنشاط التجاري، وظهرت السلع الخاصة بحاجات الطلاب والطالبات المتنوعة، فيما يرى تجار أن حجم تجارة مستلزمات المدارس تقدر بنحو 1.5 بليون ريال، إذ تمتد الأنشطة لهذا العام من المكتبات والقرطاسيات إلى محال بيع القماش، والخياطين إلى المحال التموينية، ما يشير إلى حركة واسعة في مختلف القطاعات التجارية ترفع فاتورة المشتريات على الأسر السعودية. وتفرض «العودة» إلى المدارس فاتورة إضافية على موازنة الأسر، إذ يتراوح متوسط الإنفاق على الطالب أو الطالبة بين 300 إلى 1000 ريال، فيما ترتفع فاتورة مقاضي رمضان والعيد 40 في المئة عن المصروف العادي، ما يعني ارتفاع الفاتورة بنحو 100 في المئة عن الشهر المعتاد. ويؤكد تجار أن الموسم لهذا العام لن يختلف عن الأعوام السابقة، إذ يبدأ الجميع الاستعداد باكراً للموسم، وبخاصة انه يأتي في الوقت الذي يبدأ فيه الناس من كل عام وقد انتهوا من شهر رمضان، وسيكون مماثلاً للعام الماضي، إذ شكل ضغطاً على الأسر حيث جاء في فترة رمضان والعيد، ولا يتعدى الفارق بينهما أسبوعين فقط. وأكد فوزي محمد (صاحب قرطاسية) أن قرب العودة للمدرسة من شهر رمضان لن يعطي الأسر راحة في تخير ما يريدون، على رغم أن جميع المستلزمات متوافرة في الأسواق حيث قام الموردون بتوفيرها، متوقعاً أن تشهد المحال ضغطاً كبيراً قبل يومين من فتح المدارس، مشيراً إلى أن انتعاش أسواق القرطاسية والأدوات المكتبية التي أكملت استعداداتها لموسم العودة الى المدارس، واسهم في بداية الانتعاشة المستهلكون الراغبون في الاستعداد للمدارس قبل بدء العام الدراسي استغلالاً لإجازة العيد، وتجنباً للزحام الذي تشهده السوق في مثل هذا الموسم من كل عام. وأوضح أن الأسعار قد ترتفع قليلاً، وبالتأكيد ستعتمد على النوعية، والبلد المصنعة، فضلاً عن وجود عشرات الأنواع التي تحاول تقليد ما يوجد في السوق من ماركات معروفة. وقال: «كثير من الاسر تفضل الانتظار حتى بداية الدراسة حتى يتم تحديد الحاجات المكتبية من المدارس، إلا أن هذا العام سيكون مختلفاً لقربه من شهر رمضان». من جانبه، أشار علي الزهراني (صاحب قرطاسية) أن موسم العودة إلى المدارس يشهد ارتفاعاً في حمى التنافس بين المحال التي تعنى بالقرطاسية ومحال أخرى من أمثال محال بيع المواد الغذائية والبقالات والمراكز التجارية، التي تقوم بتوفير مستلزمات القرطاسية. وأكد أن الحملات الإعلانية عن توافر متطلبات العام الدراسي لم تكن مثل الأعوام السابقة، إذ غصت الشوارع والصحف بالإعلانات تشمل التخفيضات والهدايا وغيرها من المغريات لاستقطاب اكبر عدد من المستهلكين، مشيراً إلى أن المنافسة هذا العام كانت في ذروتها خلال فترة محدودة سبقت الدراسة بيومين وستستمر لما بعد بدء الدراسة بأسبوع، وستقتصر المنافسة على مختلف القرطاسيات والأقلام وتشكيلات متنوعة من الحقائب، ولن تكون هناك كما العام الماضي عروض كبيرة على أجهزة الحاسبات الشخصية. وعبر حسين السالم (موظف) عن قلقه من مصاريف شراء مستلزمات المدارس، وقال: «أنا أب لابنتين وولد في المدارس، وراتبي لا يتعدى 6 آلاف ريال، وقد ذهبت حاجات رمضان والعيد بثلاثة أرباعه، وباقي على الراتب 20 يوماً، ماذا سأفعل في المصاريف المقبلة؟». وأشار إلى أن موعد العودة للدراسة أصبح هماً ثقيلاً يحمله كل أب من ذوي الدخل المحدود، والسبب يرجع إلى إرهاق جيوب الآباء خاصة من قبل مدارس البنات التي تشترط نوعيات معينة، تكون أسعارها مرتفعة، إضافة إلى طبيعة الفتيات حيث يتأثرن كثيراً بزميلاتهن، وما يحملنه من أدوات وحقائب قد لا تكون في متناول كل الأسر.