طارق عبدالحكيم لُقب ب «عميد الفن السعودي» ولد في مدينة الطائف عام 1338ه (1918م) بضاحية المثناة. أكمل تعليمه الابتدائي في الطائف. امتهن الزراعة في بداية حياته، وأحب الفن منذ صغره، عندما كان يساعد والده بالزراعة، حيث كان المزارعون يرددون الأغاني والأهازيج وقت العمل، ومن هنا أحب الفن إلى أن صادف في أحد الأيام عندما كان الناس يزورون مدينة الطائف بالصيف شخصًا يحمل آلة العود، وكان يحضر لسماع الأنغام والاستمتاع بها إلى أن تولع بهذه الآلة، فقرّر أن يجمع المال ليشتري به آلة عود دون أن يعرف أحد من أهله، وتعلم العود وبدأ يلهمه في اختراع الألحان والمعزوفات التي تغنى بها كبار المطربين والمطربات السعوديين والعرب أمثال: طلال مداح وصباح ووديع الصافي وفايزة أحمد. التحق الفنان طارق عبدالحكيم بالجيش السعودي عام 1939م، وحصل على مرتبة وكيل مدفعي، ثم انتقل من الطائف التي كانت مركز الجيش السعودي آنذاك إلى الرياض، ثم تم ابتعاثه إلى مصر لدراسة الموسيقى عام 1952، وبعد أن عاد إلى المملكة حاملا شهادة في الموسيقى وأصبح أول موسيقار سعودي يجيد قراءة «السلم الموسيقي»، قام بتأسيس فرقة موسيقات الجيش السعودي، وأسس أيضًا نادي ضباط الجيش، ومعهد موسيقى الأمن العام، ونادي الأمن العام، وفرقة الإذاعة والتليفزيون الموسيقية، وشارك في تأسيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عام 1968، وأسس إدارة الفنون الشعبية السعودية وعمل مديرًا لها ثم مشرفًا عامًا عليها ثم خبيرًا للفنون الشعبية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب. ترأس الموسيقار طارق عبدالحكيم المجمع العربي للموسيقى بجامعة الدول العربية منذ عام 1983 إلى 1997م. وحصل على العضوية في جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في باريس عام 1969. حاز على جائزة اليونسكو الدولية للموسيقى من المنظمة العالمية للمجلس الدولي للموسيقى كأول فنان عربي يحصل عليها وسادس موسيقي عالمي يحصل على هذه الجائزة عام 1981، وغنى لهيئة الأممالمتحدة في قاعة همرشولد في عام 1986. كما مُنح جائزة الدولة التقديرية (ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية). تعاون مع الكثير من الشعراء السعوديين ولحّن الكثير من قصائدهم، ومنهم: الراحل الأمير عبدالله الفيصل، والشاعر إبراهيم خفاجي الذي كان ثنائيًا معه قدما أجمل الأعمال الغنائية، والشعراء الأمراء خالد الفيصل وبدر بن عبدالمحسن، والشاعرة ثريا قابل، والشاعر محمد الفهد العيسى، وغيرهم. كانت للموسيقار الراحل جهود كبيرة في الحفاظ على الأعمال التراثية القديمة، والألوان الغنائية المشهورة في المملكة وفي منطقة الحجاز بشكل خاص، مثل ألوان: الدانة، والمجرور، واليماني الكف، والخبيتي، والمجس، ومن أشهر الأغنيات التي لحنها وغناها بصوته الجميل: «يا ريم وادي ثقيف/ أبكي على ما جرالي يا هلي/ يا ناعس الجفن/ قلت يكفي البُعد/ وآسرتي بالحسن/ عسى الحوية مقر السيل/ يا لابس الإحرام/والمروتين/ وحبيبي في روابي شهار وغيرها.. ومن أشهر المطربين والمطربات السعوديين والعرب الذين تغنوا من ألحانه، فنان العرب الأستاذ طلال مداح وغنى من ألحان طارق عبدالحكيم: «خليك معايا هنا» من كلمات الشاعرة الكبيرة ثريا قابل، وأغنية «لك عرش وسط العين» كلمات محمد الفهد العيسى، وغنى من ألحانه فنان لبنان وديع الصافي في أغنية «لا وعينيك»، والمطرب السوري فهد بلان في أغنية «محبوب قلبي»، والمطربة سميرة توفيق في أغنية «أشقر و شعره ذهب» من كلمات إبراهيم خفاجي وهذه الأغنية فازت بالإسطوانة الذهبية في السبعينات، والمطربة صباح في أغنية «قلت يكفي البعد»، والمطربة فايزة أحمد في أغنية «أسمر عبر»، وغنى له الفنان السعودي محمد عبده عدة أغنيات منها: «سكة التايهين/ لا تناظرني بعين/ لنا الله» وغيرها.. ويعتبر الراحل الكبير طارق عبدالحكيم هو من اكتشف موهبة محمد عبده وقدمه للجماهير. كما غنى له الفنان محمد عمر أغنية «يا ريم وادي ثقيف»، وقدم المطرب عبدالمجيد عبدالله أغنيته الشهيرة «أبكي على ما جرالي» وحقق من خلالها نجاحًا كبيرًا.