لم تقف معاناة السيول عند ساكني قويزة وأحياء الجنوب و طالت أهالي السامر 3 وشرق الخط السريع الذي يسكنه أكثر من 200 ألف نسمة وقال قاطنو الحى : إن معاناتهم تتمثل فى تجمع المياه الجوفية مع مياه الصرف الصحي واختلاطها بمياه السيول، وركودها في وسط الحي بشكل مخيف . واضافوا: إننا أصبنا بحمى الضنك وأمراض الحساسية من تجمعات الحشرات والبعوض والبكتيريا ونخشى أن تتفاقم الكارثة دون وجود حل أو تدخل سريع سوى الوعود الوهمية. مبدين تذمرهم من مد الأمانة أنبوبين لتصريف مياه بحيرة الصرف الصحي شرق الخط السريع إلى مجرى سيل التحلية من فوق الشوارع المفصلية التي تربط بين حي السامر 3 ومخطط الفهد. مياه ملوثة يقول غنوم العمري من أهالي حي السامر رقم 3 : نسكن الحي منذ سنوات بلا خدمات، فالشوارع مكسرة، والمياه الملوثة في معظم الأحياء، حيث أن المياه الجوفية والمختلطة بمياه الصرف الصحي ومياه الأمطار أغرقت الحي، فالسكان لا يستطيعون الخروج من بيوتهم ، فهنا قرابة 15 حيا من أحياء شرق الخط السريع بمدينة جدة، يسكنها قرابة 200 ألف نسمة. تعاني من نقص وقصور في الخدمات وإهمال واضح وغياب في النظافة، حتى إمام المسجد فقد عانى من هذه المشكلة، ويتفق محمد الزهراني من أهالي حي السامر مع معاناة العمري، حيث يقول لنا في هذا الحي أكثر من عام ونصف العام، وبيوتنا تضررت من تلك المياه الملوثة والجوفية التي كونت أودية وبركًا عائمة في وسط الحي يتكاثر فيها البعوض والحشرات، وتحتاج إلى شفط المياه ولكن دون جدوى ، فالوادي مغلق بشكل دائري وتتجمع المياه فيه، والأمانة وعدتنا ولكن دون جدوى . لقاء مع أمين جدة سعيد ظافر القرني وفايز الشهري وعبدالله الجهنى يقولون بصوت واحد : " تجمعنا والتقينا مع أمين جدة عدة مرات ولكن دون جدوى، وسيتم إغلاق المخرج الوحيد بين السامر 3 ومخطط الفهد وذلك من خلال مدّ مواسير تصريف الصرف الصحي، ونضطر نمشي إما من تحت العبارة أو جسر سليمان ونخشى من البحيرة أن تنتقل إلى هنا وبينوا أنهم شكوا إلى الجهات المسؤولة بضرورة التدخل وإيجاد حل للموضوع، والتخلص من المياه الجوفية، ومياه الأمطار، والسيول التي تتجمع في وسط الحي وتشكل خطرا بيئيا وصحيا على أهالي الحي، ويتحدث محمد المطيري إمام مسجد التوفيق يقول تعبت مداخل ومخارج الحي فالعبّارة امتلأت أثناء نزول المطر وكدت أغرق أنا وأسرتي، وسيارتي غرقت في الماء أثناء السيول وخرجت السيارة بلطف المياه مع أن المياه إلى سقف السيارة، فالعبّارة هي مثل الحفرة تجمعت فيها المياه وقت الأمطار والسيول. المهندس إيهاب الخطيب المشرف على مشروع " أنابيب تصريف البحيرة إلى مجرى السيل " يقول : " لدي أوامر واضحة بتمديد هذه الأنابيب، فمعروف أنه من الأفضل أن لا تقطع الشارع من الأعلى، ولكن نحن الآن في وضع حرج يحتاج إلى حل سريع وهذا الحل هو الأسرع. أما خالد كليس مشرف عن الحفر في المشروع فيقول: إن هذا المشروع سينقل المياه من بحيرة الصرف الصحي شرق الخط السريع إلى مجرى السيل عبر التحلية على مسارين يحمل كل أنبوب سعة 1000 مل، فهذا الحل يعتبر من أسرع الحلول لأن الحفر يأخذ وقت والمسألة لا تحتاج إلى تأخير ، وسكان الحي بإمكانهم أن يلتفوا من خلف الجبل ويصلوا إلى هذه المنطقة، وهم يرغبون في اختصار المسافة وهذا الأنبوب ليس له سوى هذا المسار، وسيتم عمل لوحات إرشادية بشكل مؤقت لفترة محدودة فقط لمدة شهر وتم العمل منذ بدء الأزمة، كما أن طاقة العمل فيه 24 ساعة تعمل في أكثر من 400 معدّة، ومن المتوقع أن يستكمل المشروع خلال الثلاثة الأيام المقبلة. من جانبه يقول إبراهيم الذي يعمل مسؤول في إحدى الشركات أن السد التي تم عمله أغلق الطريق على شركته التي تمتلك معدّات كبيرة، مبينا أن أعمالهم تأثرت ولديهم مشروع مع إحدى الشركات الصينية في أحد مشاريع الجسور الذي تم إيقافه لهذا السبب.