حي النزلة من أقدم أحياء جدة، كان له بصمة واضحة في تاريخ جدة القديم والحديث، إذ خرج من بيوته العديد من المشاهير الذين نشأوا فيه، وأسماء شوارعه لها دلالات جميلة .. ولكن كل هذا كان في الماضي .. أما في الحاضر فالحي وسكانه على هامش مدينة جدة واهتمام مسؤوليها ... النفايات متكدسة في كل شارع والحيوانات النافقة متناثرة على الأرصفة وروائحها الكريهة تزكم أنوف المارة .. وهناك بيوت عدة هجرها أصحابها لصالح مشروع تطوير منطقة خزام فأصبحت مأوى للأفارقة ومستودعات لغنائمهم من حاويات النظافة، وأصبحت أسماء الشوارع لا تمت بصلة لواقع الحال في الحي. «المدينة» قامت بجولة في الحي الذي أصبح حاله يرثى له، استوقفنا في بداية الجولة منظر عامل نظافة منهمك أثناء دوام عمله الرسمي في جمع الكراتين .. سألناه لماذا لا يقوم بعمله الأساسي؟ وماذا يستفيد من جمع الكراتين؟ والغريب في الأمر أنه أستقبلنا بدون خوف وشرح لنا سبب لجوئه لجمع الكراتين، مبينًا أن هذه الكراتين تعود عليه بنفع مادي يعادل راتبه في عمله الأساسي، وذكر أنه يكسب في كل ثلاثة كيلو من الكراتين ريالاً واحدًا، وهو يقوم ببيعها في سوق يسمى سوق الباكستانيين وهو معروف لدي عمال النظافة فقط والنساء الإفريقيات. تطفيش متعمد ضيف الله الحزنوي والذي امتنع عن التصوير يقول: يبدو أن الإهمال الذي نواجهه في هذا الحي من قبل الجهات المسؤولة إجراء متعمد، نعم أقولها بكل صدق، فمنذ بدء عجلة التطوير في هذه المنطقة تحت مظلة مشروع تطوير منطقة خزام لاحظ الأهالي تدني مستوى الخدمات بكافة أشكالها في الحي، وأقولها بكل صراحة أصبح لدينا قناعة بأن ما يحدث مسألة تطفيش للسكان الذين لم يخلوا مساكنهم لكي يغادروها بأسرع ما يمكن، ولكن بعض السكان يعزون ذلك الإهمال المتعمد إلى أن الحي سوف يزال لذلك لا تريد الجهات المسؤولة عن النظافة والطرقات بذل مجهود في حي سوف يحال للتقاعد. ويضيف: حتى الجوازات التي كانت فاعلة في هذا الحي قبل سنتين أصبحت مختفية نهائيًا، وكثر وجود المخالفين لأنظمة الإقامة في أزقة الحي، وهناك بعض الأفارقة أستوطنوا المنازل التي أخلاها سكانها للمشروع، واستخدموها لتخزين مغانمهم من حاويات النفايات، بإختصار نحن نتعرض لكارثة بيئية ولا أحد يلتفت لنا من المسئولين، هل هناك أكثر من تناثر الفئران النافقة على جنبات الطرق وداخل أزقة الحي! وكذلك القطط النافقة أصبحت ظاهرة للعيان في الفترة الأخيرة وبكثرة.