مع قرب حلول موسم الأمطار يتزايد الخوف والقلق لدى سكان حي المساعد في جدة، الذين ما زالوا ينتظرون من الجهات المسؤولة حمايتهم من خطر سيل ثانٍ ربما يداهمهم في أي لحظة!. وأكد معظم السكان ل«المدينة» أن حي المساعد ما زال على نفس حاله منذ كارثة السيل الأول الذي ضرب أحياء شرق جدة قبل عامين وألحق أشد الضرر بحي قويزة وحي المساعد بشكل خاص. واشتكوا من تأخر الجهات المسؤولة عن تنفيذ مشاريع الحلول العاجلة لدرء مخاطر السيول وكذلك معالجة مانتج من اثار سيل العام قبل الماضي.. واكدوا أن مشروعات الحماية العاجلة لم تصلهم بعد وان شركة المياه ما زالت تتجاهلهم. في البداية يقول سعد المطيري : إن الصورة لم تنقل للمسؤولين بشكل دقيق فيما يخص الاجراءات المتعلقة بمعالجة آثار السيول، حيث لم يصلنا شيء من مشاريع تنفيذ الحلول العاجلة التي أوصت بها اللجنة المكلفة بهذا الموضوع. ويضيف: متأكدون أن الدولة لم ولن تبخل معنا بأي شيء نحن المتضررين على وجه الخصوص وعامة المواطنين بشكل عام، لكن الذي حدث وما زال هو أن المشروعات التي أوصت بها اللجنة المسؤولة لم ينفذ منها أي شيء على أرض الواقع وكل الذي تم هو ترصيف بعض الشوارع وإزالة ما يعيق حركة السير بعد الكارثة فقط. ونحن نثق في سمو الامير خالد الفيصل وفي متابعته وحرصه ولكن هذا الحي كان الاكثر تضررا من السيل الاسبق ولم نسمع عن اي مشروع لحمايته حتى الان كما تم في حي السامر وأم الخير. المياه الجوفية تغرق الحي. أما القاضي الشيخ سعيد الأسمري إمام جامع المساعد فقال انه منذ حدوث كارثة السيل العام قبل الماضي ونحن نعاني من مشكلات جمة في هذا الحي على كل الأصعدة سواء من نظافة أو سفلتة أو مشروعات تصريف السيول والمجاري. يضيف: ما زلنا نعاني الضرر حتى هذه اللحظة، لان الذي حصل بعد السيل ظهور طفوحات للمياه الجوفية في عدة أماكن خصوصًا من أعالي الحي أو ما يعرف بالحي الشعبي وقمنا بتنبيه وإخطار شركة المياه لكن لم يصدر منهم شيء ولم يكلفوا أنفسهم بالنزول إلى الميدان وحل المشكلات بشكل جذري!!. واشار إلى أن ما حدث يعرفه جميع سكان المساعد حيث اختفى جميع العمال ومعداتهم التي تواجدت أثناء الكارثة وقال انهم قاموا بحفر حفر وهمية على أساس انهم سوف يشرعون في تنفيذ مشروعات التصريف، ولكن بمجرد أن انتهت زوبعة الكارثة واختفت كاميرات الإعلام سارع المقاولون بسحب معداتهم وعمالهم من الموقع !!. وقال: لو أن شركة المياه تتجاهلنا فقط كنا تقبلنا الموضوع بشكل آخر لكنها تدعي أن مشروعات تصريف المجاري قد أنجزت وهي لم تنجز الا على الورق من الأساس في هذا الحي منذ أكثر من 20 سنة. من جانبه قال عجلان سعد: أعجزتنا عملية تصريف مياه المجاري، وأصبحت تأخذ منا ما يعادل نصف دخلنا، كنا في السابق نتحمّل تكلفة النزح لكن الآن وبعد تشبع الأرض بالمياه الجوفية واختراقها للخزانات وظهور طفوحات المجاري والمياه بين شوارع الحي لم نعد نستطيع أن نتحمل هذه الواقع.وطالب الجهات المسؤولة أن تقوم بأداء مهامها المكلفة لهم والتي هي أمانة في أعناقهم وسوف يحاسبون أمام الله إذا نجوا من الحساب في الدنيا. وهناك أماكن كثيرة تظهر بها المياه بشكل دائم وبخاصة في المنطقة التي توجد بها مدارس أبنائنا في قلب الحي وأصبحت تشكل طوقًا على المدارس من كل الجهات وهي مياه راكدة وأصبحت تشوبها الفطريات التي قد تسبب وباء لأبنائنا لا سمح الله. بينما يقول بنيان الحربي : إن الوضع الصحي سوف يصبح مأساويًا لو هطلت أمطار فقط وتجمعت المياه في داخل الحي. ويقول عبدالله الشهري: عندما استنفدنا جميع السبل للخروج بحل من مشكلة المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي قمت بالاتصال بمكتب أمين محافظة جدة أكثر من مرة ودائمًا كان مدير مكتبه يقول لي بالحرف: «الأمين مو فاضي»!!.. تارة يقول لي هو في اجتماع وتارة في جولة خارجية! لا أعلم متى سيلتفتون إلينا في هذا الحي !!. رأي «الامانة» وأوضح مدير إدارة المياه في أمانة محافظة جدة المهندس محمد قطان أن مشروعات التصريف بحي المساعد لا تقع تحت مسؤولية أمانة جدة.. وقال: نطاق عملنا فقط بحي السامر وحي أم الخير .. غير ذلك لسنا مسؤولين عنه.