لم تفق أحياء شرق جدة من كارثة سيل الأربعاء، حتى عاد إليها كابوس الغرق مرة أخرى ولكن بمياه آسنة هذه المرة، حيث تواصل ارتفاع منسوب المياه الجوفية في شوارع حي السامر بشكل مخيف، مما منع الأهالي من الخروج من منازلهم وأقض مضاجعهم بأسراب البعوض التي أصبحت تشن حملاتها عليهم ليل نهار، لدرجة أن البعض منهم اضطروا إلى مغادرة منازلهم بانتظار انتهاء المشكلة. السكان الذين تضرروا من بحيرات المياه الآسنة قالوا إنهم تنقلوا من مكان إلى آخر دون أن يجدوا آذانا مصغية - حسب وصفهم - وأشاروا إلى أن توقف شفط المياه لمدة تجاوزت الثمانية أيام وتعثر مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية ساهم في ارتفاع منسوبها بشكل مزعج أعاق دخولهم إلى منازلهم وخروجهم منها إلا عبر طرق بديلة، حيث استخدموا الأخشاب والحجارة لإيجاد طرق وسط هذه البحيرات. وأكد مصدر في أمانة جدة أن الأمانة تسعى إلى سرعة إنهاء معاناة سكان حي السامر مع المياه الجوفية، مشيراً إلى أن هناك مشروعا لتخفيض منسوبها بالحي بالإضافة إلى حلول عاجلة مثل عمليات الشفط والرش. لم نجد آذانا مصغية عبد الرحمن الأحمدي قال : هي همّ نعانيه ليل نهار لم نستطع الخلاص منه طوال الفترة الماضية، كثرت شكاوانا ولم نصل إلى أذن مصغية، وكل الحلول التي طرحتها الأمانة ليست سوى “مسكنات” ينتهي مفعولها سريعا. وأضاف : نعاني كثيرا من طفح المياه الجوفية في الحي مراراً وتكراراً، ولكن هذه المرة كان الوضع مأساويا حيث ارتفع منسوب المياه بشكل غير مقبول حتى إنها منعتنا من الدخول إلى منازلنا أو الخروج منها، وأصبحنا نفكر في هجرها والبحث عن منازل أخرى إذا لم نصل إلى حل، خاصة وأننا خاطبنا كافة الجهات ولم نجد إجابة شافية. الحي يسبح في مياه آسنة ويضيف عادل باعشن: منذ سنوات ونحن نعاني من مشكلة المياه الجوفية وقد تفاقم الوضع بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة حتى إننا خسرنا الكثير جراء تكرار عملية شفط ودفن هذه المياه ولكن يظل الوضع كما هو، حيث تعود المياه مرة أخرى للظهور بشكل مفاجئ، ولكن هذه المرة كان الظهور مخيفاً حيث ارتفع منسوب المياه لحوالى نصف المتر في أغلب شوارع الحي وأصبحت سياراتنا ومنازلنا تسبح في المياه الآسنة. «البعوض عمل فينا بلاوي» أحمد صالح الحربي قال: «البعوض عمل فينا بلاوي» وقد تعبنا من مناشدة الجهات المعنية للتدخل وإنقاذنا من المياه الجوفية التي أصبحت أبرز معالم الحي، وكل ما تقوم به تلك الجهات هو عملية شفط "في السنة حسنة" ومن ثم ترحل وكأنها لم تر شيئاً بعد ذلك، وكنا نأمل أن تنتهي هذه المشكلة ويوضع لها حل جذري، حتى مشروع تخفيض منسوب المياه تعطل في الحي ولم نجد أي مساعدة وكما ترون منسوب المياه أصبح مفجعاً، ونخاف أن نغرق في المياه الآسنة. “الأمانة”: الوارد إلى محطات التصريف أكبر من قدرتها الاستيعابية مصدر مسؤول في أمانة جدة أكد أن الأمانة تسعى إلى سرعة إنهاء معاناة سكان حي السامر مع المياه الجوفية، وذلك من خلال التحرك بشكل سريع لوضع حلول جذرية على أرض الواقع. وأضاف: بدأت الأمانة في تنفيذ مشروع لتخفيض منسوب المياه الجوفية بالحي والعمل يجري فيه، ونأمل سرعة إنجازه لإنهاء معاناة سكان الحي، وقد طالبنا الشركة المنفذة للمشروع بتسريع وتيرة العمل، كما وجهت الأمانة أيضاً باتخاذ حلول سريعة مثل تكثيف عمليات الشفط واستمرار الرش اليومي على الموقع. وقال المصدر إن ما يحدث في بعض الأحياء من طفح يعود إلى أن الوارد إلى محطات التصريف أكبر من قدرتها الاستيعابية، مشيراً إلى أن المشكلة تعود إلى الشركة الوطنية للمياه. “الشركة الوطنية”: لا علاقة لنا بالمشكلة ولكن نتعاون في حلها نفى مدير وحدة المياه في الشركة الوطنية للمياه بجدة المهندس عبدالله العساف أي علاقة لشركته بالطفوحات أو إرتفاع منسوب المياه الجوفية في حي السامر، مشيراً إلى أن المناطق الجديدة في شرق وشمال جدة توجد بها شبكات صرف صحي ولكنها غير عاملة إلى أن تنتهي منظومة الصرف الصحي كاملة، واستدرك: أما بخصوص المياه الجوفية فهي نتيجة للأمطار التي هطلت مؤخراً ونتيجة لتسرب بعض البيارات ونحن نعمل في تنسيق مع الجهات ذات العلاقة لمعالجة هذه المشكلة والمساعدة فيها. المجلس البلدي : درسنا المشكلة مع “الأمين” وتوصلنا لعدة اتفاقيات قال عضو المجلس البلدي الدكتور حسين البار : قمنا بعدة زيارات ميدانية ودرسنا المشكلة وحلولها ولكن الحلول المطروحة مؤقتة، وناقشنا في جلسة المجلس البلدي يوم الأربعاء الماضي بحضور أمين جدة المهندس عادل فقيه موضوع المياه الجوفية في حي السامر كموضوع رئيسي وخرجنا بعدة اتفاقيات مع الأمانة، أولها تنفيذ فوري لأحد عقود تخفيض منسوب المياه الجوفية، وبدأ العمل فيه بالفعل على مسؤولية الأمين الشخصية بعد أن أمر بالعمل الفوري في المشروع الذي من المتوقع الانتهاء منه قريباً، كما سخرت الأمانة قرابة التسعين وايت شفط لسحب المياه بشكل دوري وتركيب مضخات ضخمة بجانب السد الثالث لتصريفها إلى مجرى السيل الشمالي. وبين البار أن المجلس البلدي اقترح أن يتم الضخ من خلف السد الثاني مباشرة إلى المجرى الشمالي وعمل آبار خلف السد الثالث بعمق 14 مترا تسحب منها المياه الجوفية ومن ثم تضخ إلى المجرى الشمالي. وأضاف: نحن في المجلس البلدي متعاطفون مع سكان السامر وقلوبنا معهم وطلبنا تكثيف الرش ومتابعة شفط المياه وزيادة اعتمادات المشاريع المخصصة لهذا الشأن في حي السامر.