فيما يتبادل المسؤولون بكل من أمانة جدة وشركة المياه الوطنية الاتهامات بشأن طفوحات مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية في حيي المساعد وقويزة شرق محافظة جدة، لا تزال الشوارع والساحات والميادين العامة في الحيين تغرق بالمياه الآسنة، حيث يشكو السكان من استمرار تفاقم الوضع الصحي الحالي وانتشار الحشرات والروائح الكريهة، في ظل إهمال الجهات المختصة حل المشكلة وعدم الالتفات لشكاواهم المتكررة وخطاباتهم التي ذهبت أدراج الرياح -حسب وصفهم. وفيما حذر مسؤول في المجلس البلدي من كارثة بيئية محتملة، نفى المسؤول الأول عن أعمال الشركة الوطنية للمياه بجدة ما ذهب إليه عضو المجلس البلدي وعضو الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة المهندس بسام أخضر عن قيام الشركة بتفريغ كميات من المياه التي كانت تحتجزها بحيرة الصرف الصحي في الأحياء المجاورة، مشيرًا إلى أن هذه الادعاءات ما هي إلا محاولة للظهور الإعلامي فقط. كارثة بيئية فقد حذر رئيس لجنة الصحة والبيئة في المجلس البلدي بمحافظة جدة الدكتور حسين البار من كارثة بيئية وصفها ب “العويصة” في ظل تجاهل شركة المياه الوطنية للوضع القائم حاليًا في حيي المساعد وقويزة، إضافة إلى تقاعسها عن الاضطلاع بدورها المنشود كجهة مسؤولة عن طفوحات مياه المجاري، وفرض غرامات مالية على المتسببين في طفح بيارات منازلهم، لافتًا إلى أن المقلق في الوضع الحالي هو الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي فئة (أ) الذي ينتقل عن طريق تلوث الايدي بالفضلات وبالتالي الى الاكل ومن ثم الى جسم الانسان، لافتا الى كثرة المطاعم الشعبية هناك. وأبان أن طفح مياه الصرف الصحي مشكلة عامة في جدة بأكملها وهي متعلقة بوزارة المياه. حلول مؤقتة من جانبه أوضح وكيل أمين محافظة جدة المهندس علي القحطاني أن “الأمانة” قامت بوضع خطة عاجلة من أجل إيجاد حلول مؤقتة لمشكلة حيي المساعد وقويزة، لافتًا إلى أن عددًا من المواطنين لا يحرصون على شفط بياراتهم ويتركونها تنساح في الشوارع. وأضاف أنه سيتم قريبًا جدًا توصيل القناة الجنوبية والتي تبعد 200م فقط بالجهود الذاتية لتستوعب كميات المياه إلى أجل مؤقت فقط، إضافة إلى مشروع سيتم القيام به بعد عدة أشهر وسيساهم بشكل واضح في تخفيف حدة المشكلة في الحيين. وقال إن الهاجس المؤرق هناك هو حمى الضنك، وهناك يومين للرش الحشري في شوارع الحي. بل هو من صميم اختصاصها وأبان المهندس القحطاني أنه قرأ تصريحًا للشركة الوطنية مفاده أنها لا علاقة لها بالامر القائم هناك، لافتا الى أن هذا الأمر بالذات هو من صميم اختصاصها ومسؤولياتها التي يجب عليها القيام بها والوصول إلى حلول عاجلة بشأنه، مطالبا الشركة بعمل خطة شاملة للمشروعات هناك حتى يتم القضاء على هذه السلبيات وتخفيف العناء عن المواطنين في تلك الاحياء. وأشار إلى أن الامين وجه الإدارات المعنية في الأمانة بسرعة الانتهاء من أعمال صيانة مجاري السيول والعبارات ونظافتها، ووضع حلول مشكلة الطفوحات في قويزة والمساعد. وأعمال السفلتة في شارعي جاك وقويزة، ومخطط العدل ومجرى السيل الموجود به وأعمال الصيانة ونظافة وصيانة قنوات السيول. 20 جولة ميدانية وبين أن أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو رأس تفقد الشهر المنصرم عددًا من أحياء شرق طريق الحرمين واطلع على سير العمل بمشروعاتها، واستمع إلى شكاوى المواطنين والمواطنات الذين أبدوا تخوفهم وملاحظاتهم تجاه تلك المشروعات. وشارك في الجولة مدير الدفاع المدني في جدة العقيد عبدالله جداوي، ولجنة الأراضي الحكومية والتعديات وعدد كبير من مسؤولي الأمانة. وحسب قول وكيل الأمين للخدمات المهندس علي القحطاني، فقد قام أمين جدة ب 20 جولة ميدانية على مختلف أحياء شرق محافظة جدة. لا صحة لادعاءات أخضر مدير وحدة أعمال جدة بالشركة الوطنية للمياه المهندس عبدالله العساف المهندس نفى ما أعلنه عضو المجلس البلدي وعضو الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة المهندس بسام أخضر ونشر في عدد من الصحف المحلية عن قيام الشركة بتفريغ كميات من المياه التي كانت تحتجزها بحيرة الصرف الصحي في الأحياء المجاورة، مشيرا الى ان هذه الادعاءات ما هي الا محاولة للظهور الاعلامي فقط. وقال: إن هناك مشروعًا لشبكة الصرف الصحي في حي قويزة ومخطط المساعد سيتم الانتهاء منه بنهاية عام 2012م. هذه هي الأسباب وأرجع طفوحات مخطط المساعد إلى عشوائية المنطقة، وعدم استيعابها لضخ المياه المتواصل، إضافة إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية، ومعظم خزانات المواطنين صغيرة لا تستوعب كمية المياه الواردة إليها، وهي قديمة وتحتاج إلى صيانة ومعالجة التشققات الموجوده بها، إضافة إلى استخدام المواطنين لآبار عمودية جوفية لتصريف مياه الصرف الصحي وعدم سحب تلك المياه، وباختصار فإن تلك الطفوحات عائدة إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية هناك وطفح بعض البيارات، وليس لها علاقة بشبكة المياه. *************************** مواطنون يطالبون بحل سريع للمشكلة ومحاسبة الجهات المقصرة طالب عدد من أهالي الحيين (قويزة ومخطط المساعد) بإيجاد حل سريع لهذه المشكلة التي تؤرقهم ومحاسبة الجهات المقصرة فيها، ملوحين بأنهم سيلجؤون إلى جهات عليا في ظل تجاهل الأمانة وشركة المياه الوطنية لشكاواهم المتكررة. وبيّنوا أن الوضع لم يعد يطاق في ظل استمرار تدفق المياه الآسنة في شوارع الحيين وانتشار الروائح الكريهة مهددة بتفشي الأوبئة، ما لم يتم التعامل السليم مع المشكلة وبأسرع ما يمكن، مشيرين إلى أن بعضهم رحل عن الحيين وسكن في غيرهما بالإيجار، فيما عرض آخرون منازلهم للبيع مؤكدين عدم رغبتهم في العودة إليها ثانية. شكاوى متكررة سعدي الغامدي قال إنه بصدد التقدم بشكوى لدى الجهات المختصة بسبب كثرة الشكاوى التي أرسلها ل “الأمانة” دون أي إجابة أو تحرك منها لحل هذه المشكلة، مشيرًا إلى أن المعاناة التي يتكبدها سكان الحي لم تكن موجودة قبل سيول جدة، وبدأت بالظهور بشكل تدريجي منذ أكثر من 4 أشهر، وأصبح الآن الوضع الصحي والبيئي في حالة يرثى لها، وطالب بتدخل الجهات المختصة لحل هذه المشكلة، ومحاسبة الجهات المقصرة في هذا الشأن. وبيّن أن عددًا من سكان الحي ساهموا في تفاقم هذه المشكلة بسبب تركهم لمياه المجاري تتسرب الى عرض الشارع، لافتًا إلى أنهم كانوا في السابق يشفطونها بالوايتات التي كانت أيضا تأتي بشكل مستمر ويدفعون مبالغ عليها، والآن بعد أن تعبوا من كثرة الدفع المالي تركوها تتسرب في الطريق لتملأ الشوارع وتنتشر الروائح الكريهة في أرجاء الحي. بحيرات الصرف الصحي واتفق معه محمد سلمان مشيرا إلى أن هناك من قام بمد المواسير إلى الأراضي الفضاء شمال الحي، وترك العنان لمياه الصرف الصحي تتجمع فيها، مشكلة بحيرات صغيرة وكبيرة هنا وهناك، وقاموا بتكسير الاسفلت من أجل عمل جداول تنساب منها المياه الآسنة. إضافة إلى أن مندوبي الامانة الذين يحضرون إلى الحي لا يفعلون شيئًا لحل هذه المشكلة، كما أن أعمال الرش للحشرات التي تتكاثر بشكل كبير وتتسبب في العديد من الامراض الوبائية لا تتم بالشكل المطلوب. عقوم بجهود ذاتية وقال خويتم دخيل المطيري إنه استأجر عددًا من العمال من أجل جلب كميات من الاتربة لعمل عقوم ترابية أمام باب منزله لحجز تدفق المياه الاسنة والحيلولة دون وصولها إليه، وأشار إلى أنه يقوم بهذا العمل وعدد من الجيران بشكل دوري، والمياه تأتي أحيانا بكميات كبيرة مما يتسبب في حجز السيارات وعدم تمكنها من الوصول إليها. منازل للبيع وقال جبران المطيري إن عددًا من الجيران تركوا منازلهم وهجروها والبعض الآخر عرض منزله للبيع بأي ثمن بسبب محاصرة المياه الآسنة له، وأيضا عدم استجابة الجهات المعنية بحل هذه المشكلة وإهمالها التعاطي مع هذا الوضع الذي تسبب بدوره في متاعب عديدة لمواطني الحي. وضع غير صحي أما سعيد الزهراني فقد أكد أنه تعب من كثرة الاتصال على عمليات الأمانة والشركة الوطنية، لافتًا إلى أن كل من الطرفين يلقي بالتهم على الآخر، حتى انه وصل إلى مرحلة من اليأس وعدم الرضا على الوضع غير الصحي في الحي وانه ينوي الانتقال إلى حي آخر بالإيجار من أجل صحة أسرته وأطفاله.