صعدت أمريكا لهجتها ضد سوريا، داعية إلى وقف ما وصفته ب «حملة القمع» على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والمستمرة منذ قرابة ثلاثة أشهر. ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس عن ناشطين حقوقيين قولهم إن 25 متظاهرًا لقوا حتفهم برصاص قوات الأمن السورية، والتي ساندتها مروحيات هجومية. يأتي ذلك، فيما تدفق مئات اللاجئين السوريين في الساعات ال 24 الأخيرة إلى تركيا مما يرفع إلى 4600 عدد هؤلاء في مخيمات أقيمت على الحدود السورية جنوب تركيا، طبقا لوكالة انباء الأناضول نقلًا عن السلطات المحلية. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي.) عن شاهد عيان فر عبر الحدود من سوريا إلى تركيا أن القوات السورية استخدمت الدبابات في مهاجمة قرية في شمال البلاد. وقال الشاهد انه جاء من قرية على بعد اربعة كيلومترات من بلدة جسر الشغور الشمالية وانه في حوالى الساعة السادسة صباحا يوم الجمعة شاهد 40 دبابة تدخل قرية قريبة وقد احاط بها جنود يحملون البنادق. واضاف: أن اشخاصا قتلوا وان الجنود اشعلوا النار في حقول القمح ثم قطعوا اشجار الزيتون. وفيما حذرت سوريا الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن مشروع قرار اوروبي يدين سوريا، لن يؤدي الا إلى تشجيع «المتطرفين والارهابيين»، وبأنها تأمل مساعدتها والدول الاعضاء في مواجهة تحديات التطرف والارهاب، رفض الرئيس السوري بشار الاسد الرد على اتصالات هاتفية من مون، بحسب المتحدث باسم الأممالمتحدة. من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أمس أن وحدات من الجيش السوري ألقت القبض على مجموعتين قياديتين للتنظيمات المسلحة في مدينة جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب. وقال المتحدث باسم الرئاسة الامريكية جاي كارني في بيان إن «الولاياتالمتحدة تدين بشدة الاستخدام المشين للعنف من جانب الحكومة السورية في جميع انحاء سوريا وخصوصا في المنطقة الشمالية الغربية». وطالب كارني بوقف فوري لأعمال العنف والتي وصفها ب «الوحشية»، مشددا على أن الحكومة السورية تقود سوريا في طريق خطر، معتبرا أن قوات الامن السورية تواصل اطلاق النار على المتظاهرين ومهاجمتهم واعتقالهم، وما زال هناك معتقلون سياسيون في السجون. إلى ذلك، رفض الرئيس السوري الرد على اتصالات هاتفية من قبل الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بينما يفترض أن يواصل مجلس الامن الدولي مناقشاته حول الوضع في سوريا. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي للصحافيين إن بان كي مون حاول الاتصال هاتفيا بالاسد الخميس الا أن الرد كان أن الرئيس السوري «غير موجود».وانتقد «بان» الاسد مرات عدة منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا منتصف مارس والتي اسفر عن اكثر من 1100 قتيل بحسب منظمات حقوقية.وبعد اعلان نبأ الاتصال الاخير، اعرب الامين العام للأمم المتحدة عن «قلقه الشديد» من استمرار اعمال العنف في سوريا، مؤكدا أن «استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين امرغيرمقبول». وكانت سوريا حذرت الامين العام للأمم المتحدة من أن مشروع قرار اوروبي يدين سوريا لن يؤدي الا إلى تشجيع «المتطرفين والارهابيين». وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ل «بان كي مون» في رسالة حصلت «رويترز» عليها امس الأول: «من المهم ضرورة الا يتدخل مجلس الامن في الشؤون الداخلية لسوريا وهي عضو مؤسس للأمم المتحدة. «اننا متأكدون تماما من أن اي قرار يتبناه هذا المجلس تحت اي عنوان لن يؤدي الا إلى تفاقم الوضع وارسال رسالة لهؤلاء المتطرفين والارهابيين مفادها أن التدمير المتعمد الذي يقومون به يحظى بدعم مجلس الامن». والتقى دبلوماسيو مجلس الامن الدولي مرة أخرى في نيويورك الجمعة في محاولة للخروج من مأزق بشأن مسودة قرار لن يفرض عقوبات على سوريا ولكن سيدينها بسبب القمع، ويشير إلى أن قوات الأمن السورية ربما تكون مذنبة بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقال المعلم في الرسالة المؤرخة بتاريخ الخميس: «نأمل أن تساعد الأممالمتحدة والدول الاعضاء فيها سوريا في مواجهة تحديات التطرف والارهاب والا تتبنى بشكل متعجل موقفا يوفر غطاء للعصابات القاتلة والمدمرة». واضاف أن التحركات الدبلوماسية لادانة سوريا في نيويورك واماكن اخرى تمثل تدخلا صارخا في الشؤون الداخلية لسوريا ومحاولة لزعزعة استقرارها والتحكم في القرارات الحالية والمقبلة ومقدرات شعبها.