يُعرّف الكاتب أنيس منصور الزواج بأنه مثل علم مصر: يوم أبيض، ويوم أحمر، ثم يوم أسود! يتكرر كثيرًا. بالطبع هذا التعريف، ربما ينطبق أكثر على الزواج على الطريقة المصرية. فالزوج لا يكتشف عادة هذا الأمر إلاَّ بعد مدة من الزواج، يتعرّف فيها الزوجان على ألوان الطيف المختلفة؛ ليستقر في النهاية على اللون الذي ستكون عليه حياتهما الزوجية. الزواج عندنا في السعودية مختلف شيئًا ما، فعلاوة على أن الزواج هو عملية «شختك بختك»، لا تُعرف ملامحه إلاَّ متأخرًا، فإنه بالنسبة لبعض الأزواج السعوديين هو أسود اللون من اليوم الأول، وغالبًا ما يكون هؤلاء هم مَن يختارون شكل ولون وملامح الزواج بأنفسهم، وبدون تدخل من الزوجة؟! وإذا كان الزواج حماقةً يُقدم عليها الزوجان باختيارهما.. فإن الطلاق هو حماقة أكبر، خاصة إذا انطلق من عقل قاصر، قليل الإدراك. وآخر قصص الحماقات الزوجية هي ما نُشر أخيرًا عن شاب طلّق زوجته بسبب إجرائها عملية زائدة دودية. وحسب الشاب، فإنه اتّخذ قرار الطلاق لأن الزوجة أجرت العملية بدون علمه، ولاعتقاده بأنه تعرّض لعملية خداع من أهلها الذين أخفوا عنه أن ابنتهم «ناقصة»، مشيرًا إلى أنه لا يريد أن ينتقل استئصال الزائدة الدودية إلى أبنائه، باعتبارها مرضًا وراثيًّا، على حد اعتقاده! وأقول للزوجة إنها هي الرابحة!! ويكفيها أن تتصوّر أن يحكم عليها الارتباط بزوج يحمل مثل هذه العقلية القاصرة، فاقدة العقل والتدبير والمنطق، كأب لأبناء سيخرجون للقرن الحادي والعشرين لتُدرك مدى ما كان يمكن أن يكون لون حياتها مع مثل هذا الزوج المُتخلّف!!