مصطلح (العالم الرقمي) يعكس التطور الهائل الذي صاحب التقنية وانتشارالأجهزة الإلكترونية الحديثة والمتطورة وخصوصاً أجهزة الحاسب الآلي والهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الرقمية الأخرى والتي تتعامل بلغة واحدة وهي لغة التقنية والابتكار وتتصل مع بعضها البعض من خلال شبكة الإنترنت، وقد أصبح جيل اليوم يعتمد بشكل كبيرعلى تلك الوسائل الرقمية في الكثير من شؤون حياته اليومية، سواء لاستخدام المواصلات من خلال التطبيقات الإلكترونية أو طلب الطعام أو التسوق أو غيرها من الخدمات الأخرى. برنامج التحول الرقمي هو أحد البرامج الأساسية لتحقيق رؤية 2030 ويهدف هذا البرنامج إلى بناء مجتمع واقتصاد ووطن رقمي على نحو يضمن التحول إلى مجتمع رقمي، وقد تم دعم هذا التوجه من خلال تحويل الخدمات الحكومية لتقديم خدماتها الرقمية، كما عملت على تطوير الثقافة الرقمية من خلال إطلاق منصات مختلفة مثل منصة « فكرة « لمعالجة تحديات القطاع الصحي ومنصة «رقمي» لاستقبال مقترحات التحول الرقمي، وفي مجال الحكومة الرقمية قدمت برنامج «مراس» والذي يقدم أكثر من 40 خدمة إلكترونية وقلص وقت المعاملة من 81 يوماً إلى 24 ساعة، وبرنامج «اعتماد» وهو أول منصة مالية تتعامل مع أكثر من 450 منشأة حكومية، وبرنامج «أبشر» والذي أسهم في ربط أكثر من 130 خدمة حكومية يستخدمها المواطن وتقليل وقت تجديد جواز السفر من 8 أيام إلى يوم واحد، إضافة إلى مبادرات أخرى في مجال الصحة الرقمية مثل تطبيق «صحي» والاقتصاد الرقمي . المسيرة نحو العالم الرقمي متواصلة فقد نشرت بالأمس بعض وسائل الإعلام موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- على تشكيل لجنة دائمة برئاسة وزير الاقتصاد والتخطيط وعضوية عدد من الوزراء وذلك باسم (اللجنة الوطنية للتحول الرقمي) وتعمل اللجنة على رسم السياسات والإستراتيجيات المتعلقة بالتحول الرقمي على مستوى الأجهزة العامة ووضع الخطط والبرامج اللازمة لتنفيذها وضمان تنسيق المبادرات المتصلة بذلك مثل الإشراف على برنامج التحول الرقمي واعتماد خطط عمله وتقاريره وإطار حوكمة مبادراته. كنا نسمع عن العديد من المبادرات المختلفة والتي تقوم بها بعض الجهات الحكومية في هذا الإطار، غير أننا كنا نرى بعض تلك الجهات الحكومية مثل وزارة الداخلية ووزارة العدل متقدمة في مجال الخدمات الإلكترونية في حين لازالت جهات أخرى متأخرة وتقدم خدماتها بالطرق التقليدية، ولذلك فإن مثل هذه الخطوة ستساهم في تطوير وتحفيز المضي نحو العالم الرقمي بشكل متكامل لكافة الخدمات من خلال التنسيق بين الجهود المختلفة لتوفير الجهد والوقت والمال للوصول إلى وطن رقمي يساهم في تحقيق الآمال والطموحات الكبرى وتحقيق رؤية 2030.