عندما جاء منصور الميمان إلى كرسي رئاسة البنك الأهلي «أكبر بنك سعودي» متسلحًا بما يقارب ال40 عامًا من العمل الحكومي الاقتصادي، معظمها في صندوق الاستثمارات العامة، اعتقد البعض أنه سيحول هذا البنك التجاري إلى مؤسسة حكومية «بيروقراطية»، لكنه فاجأ الجميع محليًّا وعالميًّا عندما «نفض» الغبار عن هذه المؤسسة المالية «الستينية». الميمان «الفارس المصرفي» قرر أن «يترجل» بعد 2190 يومًا قضاها رئيسًا لمجلس إدارة البنك الأهلي، حقق خلالها نقلات تاريخية في هذا البنك، وفي القطاع المصرفي السعودي، فقد جاء للبنك وكان رأسماله 15 مليار ريال في عام 2012، وأرباحه الصافية تقارب ال6.5 مليار ريال، وإجمالي موجوداته 345.3 مليار ريال وودائع عملائه 274 مليار ريال. وبعد 2190 يومًا يغادر الميمان هذا البنك، وقد تضاعف رأسماله إلى 30 مليار ريال وأرباحه إلى 9.8 مليار ريال في عام 2017، وارتفعت موجوداته إلى 444 مليار ريال، كما وصلت ودائع العملاء إلى 309 مليارات ريال، وفوق ذلك كله فقد نجح الميمان في قيادة تحويل البنك إلى شركة مساهمة عامة، وطرح جزء من رأسماله للاكتتاب العام في أكبر عمليات الاكتتاب في سوق الأسهم السعودية. الميمان الحاصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة دالاس تكساس قبل نحو 38 عامًا، يعتبر من القلائل الذين يُشار إليهم بالبنان في تطور الاقتصاد السعودي منذ أوائل السبعينيات الميلادية؛ حيث ظل يقود صندوق الاستثمارات العامة في الكثير من المبادرات والمساهمات؛ لتأسيس الشركات المحلية المساهمة أو الشركات العالمية، إضافة إلى السنوات العشرين التي قضاها وكيلًا لوزارة المالية لشؤون الميزانية، مستفيدًا من وجوده تحت إدارة 3 من أهم وزراء المالية، وهم: محمد أباالخيل، سليمان السليم وإبراهيم العساف. واشتهر الميمان طوال سنوات عمله في وزارة المالية وصندوق الاستثمارات العامة، بجرأته في قيادة الصندوق للمساهمة بتأسيس الشركات السعودية المساهمة وخصخصة وتحويل بعض الشركات الحكومية إلى مساهمة عامة، منها شركة الاتصالات السعودية، شركة التعدين العربية السعودية «معادن»، شركة مرافق المياه والكهرباء بالجبيل وينبع، التعاونية للتأمين، مصرف الإنماء، الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار». ولم يكتفِ الميمان بقيادة التأسيس أو التحويل في هذه الشركات وغيرها، ولكنه ظل يُسهم في مجالس إداراتها ممثلًا لصندوق الاستثمارات العامة في هذه الشركات، ومفعلًا لنشاطاتها وأعمالها. لكن الميمان الذي ظل طوال عمله الحكومي «صندوقًا مغلقًا» أمام وسائل الإعلام، ولم يظهر في تلك الحقبة إلا القليل جدًّا، ولكنه استثمر بعد ذلك وجوده في قيادة دفة البنك الأهلي، متسلحًا بما يملكه من علم وخبرات واسعة، وثقافة مصرفية واقتصادية؛ ليقدم في كل ظهور له معلومات ومادة إعلامية «دسمة» تحرك شجون المتابعين والمستثمرين في الأسواق المحلية والدولية. آن للفارس أن يستريح.