إن هجوم الغرب وأتباعه على الأمة العربية والدين الإسلامي ورسول الله محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - في السنوات القليلة الماضية له دلالاته الواضحة التي لا تخفى على كل ذي بصيرة، فبعد احتلال الغرب لبعض الدول العربية والإسلامية، وإخلال في الأمن في دول عربية أخرى، بدأ الغرب في توجيه سهامه المسمومة إلى سيد البشر رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ورسالته الخالدة، فقد نادى سيناتور بضرب مكةالمكرمة بقنابل نووية، وقام رسام كركاتير غربي برسم صور بذيئة عن رسول الإسلام، ثم تبع ذلك توجيه تهمة الفاشية للإسلام، ثم تبع ذلك الطامة الكبرى من بابا الفاتكان حيث نعت الإسلام ورسوله بعدم استخدام العقل وباستخدام السيف في أسلمة الشعوب، وغير ذلك من التهجمات القبيحة سواء في القنوات الفضائية أو الصحف والجرائد الغربية. إن القضية في وجهة نظرنا لما يحدث اليوم هي قضية حضارية، أو هي بمعنى أدق ما هي إلا صراع حضاري ممتد منذ عشرات السنين، لأن تقدم الحضارة العربية قد سبق ظهور الحضارة الغربية وكانت هي الحافز الأول لانبثاق الحضارة الغربية، ومع تقدم الحضارة الغربية وتمكنها من السيطرة على التقنية كان هذا مصحوباً بانحسار الحضارة العربية وهذا مما أتاح لدول في أوربا من السيطرة على دول وشعوب أخرى من بينها أغلب الدول العربية. إذا نظرنا اليوم إلى خارطة الدول العربية، نجد أن هناك دولاً في شرقها قد امتلكت الطاقة النووية -الهند وباكستان-، ودولاً أخرى تحاول بكل ما أوتيت من قوة من امتلاكها وهذه الدول ليست في عمومها بأحسن حال من دول عربية معينة، والأدهى والأمر أن الصهاينة وهم في وسط خارطة العالم قد امتلكوا الطاقة النووية منذ عقود. وسؤالنا هو: ما هو وضع الدول العربية في هذا الخصوص؟. إذا نظرنا إلى دول العالم اليوم يتبيّن لنا أن أيّ دولة لا تحترم أبداً من دول أخرى إلاّ إذا كانت تمتلك القوة في مختلف المجالات - قوة عسكرية، وقوة علمية، وقوة اقتصادية، وقوة اجتماعية-.. وإذا ألقينا نظرة فاحصة إلى دول الجامعة العربية، نجد أن هناك دولتين عربيتين مهمتين هما المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية. فالمملكة ولله الحمد قوية في حكامها وجيشها واقتصادها وتطورها العلمي وتلاحمها الاجتماعي.. وجمهورية مصر العربية غنية بحضارتها وشعبها وعلمائها، وجيشها وجامعاتها. والذي قررته جمهورية مصر في الآونة الأخيرة من إحياء لمشروعها النووي السلمي القديم ما هو إلا بصيص أمل في مستقبل مشرق لأمة عربية عظيمة في ماضيها، وقد تكون كذلك في مستقبلها، والأمل بعد الأمل بالله هو في قيادة المملكة العربية السعودية وقيادة جمهوية مصر العربية.. والله من وراء القصد. الرياض: 11642- ص.ب: 87416