كلُُّنا نؤمن بقضاء الله وقدره وما يختاره الله لنا في هذه الدنيا فالجميع ينتظر أجله ليرحل من هذه الحياة الدنيا ولسنا بذلك من أهل الاختيار .. فالإنسان لا يعلم مصيره ورزقه قال تعالى {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} (34) سورة لقمان . فإنّ النفس خطبها عظيم ومصابها جلل بفقد الأحبة والآباء والإخوان. ولعل من قبيل الوفاء والعرفان لهذا الصديق الذي عرفه الكبير والصغير بخلقه وتواضعه بأن أكتب هذه الأسطر المتواضعة بهذا الرجل .. إنّه الصديق علي بن محمد الضلعان أحد منسوبي شركة الكهرباء بالرس الذي انتقل إلى رحمة الله ظهر يوم الخميس الماضي 20-4-1427ه وذلك إثر تعرُّضه لجلطة مفاجئة خلال سفره إلى المدينةالمنورة .. نعم إنّ العين لتدمع وإنّ القلب ليحزن وإننا على فراقك يا أبا محمد لمحزونون .. قال تعالى {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} «155-156» سورة البقرة. فمن صبر فليبشر بثلاث أولها أنّ عليه صلوات من ربه وثانيها عليه رحمة من ربه والثالثة أنّه من المهتدين. لقد فقدنا صديقاً قلَّما تجد مثل هؤلاء أحبه الجميع لأنه كان يتصف بصفات جعلت من الجميع يحبه كان - رحمه الله - ذا أخلاق عالية يحترم الكبير ويرحم الصغير .. ملأت وجهه ابتسامة صافية ولكنه كما قال الشاعر: حكم المنيةالبرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار إنّ عزائي في زميلي وأخي الكريم علي المحمد الضلعان - عليه رحمة الله -، بأنه جوهرة غالية الثمن يتمتع بمزايا حميدة من جميع محبيه وزملائه بالذكر الحسن والخلق الرفيع والسيرة المحمودة والإخلاص في عمله دؤوباً فيه محبوباً لدى الخاص والعام .. يقول كعب بن زهير: فقلت خلوا سبيلي لا ابالكم فكل ما قدر الرحمن مفعول كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول فهنيئاً لك يا فقيدنا بما خلّفت من ذكر طيب ومحبة واسعة في جميع من عرفك في حياتك .. فلقد حضرت جموع غفيرة للصلاة على هذا الرجل والدعاء له ومن يرى هذه الجموع يعرف مكانته ومحبته عند الخالق والمخلوقين، فمن أحبه الله أحبه خلقه وهذه الجموع والحشد الكبير دليل على ما كان عليه من أخلاق فاضلة وصفات جليلة. رحم الله أبا محمد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته والله أسأل أن يجمعنا بك في جنات النعيم .. فلله ما أعطى ولله ما أخذ وكلُّ شيء عنده بمقدار ... {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.