ينشغل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في اتصالات هاتفية مكثفة مع وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المساهمة بجنود في قوات السلام الدولية في لبنان لاطلاعهم على آخر مساعي المبعوث الدولي تيري لارسون الرامية الى تصفية الخلافات العالقة بين لبنان واسرائيل ولتمهيد الطريق أمام الاجتماع الذي يتوقع ان يعقده مجلس الأمن حول لبنان في وقت لاحق من هذا الاسبوع. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي قد أبلغ عنان ان اسرائيل قد انسحبت من جنوبلبنان بشكل كامل وبشكل ينسجم مع نص وروح قراري مجلس الأمن رقم 425 ورقم 426 وان مسؤولية صيانة الأمن في الجنوباللبناني وتمهيد الطريق أمام وصول قوات السلام الدولية الاضافية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية. ونقلت مصادر الأممالمتحدة عن وزير الخارجية الاسرائيلي انه قد نقل الى الأمين العام للأمم المتحدة مزاعم اسرائيل بأن انسحابها من مزارع شبعا لا يرتبط بأي شكل من الأشكال بقراري مجلس الأمن رقمي 425 و 426 وانما يرتبط بقرار مجلس الأمن رقم 242 المتصل بالصراع العربي الاسرائيلي. وأفادت مصادر دبلوماسية مطلعة هنا ان وزير خارجية الدول المساهمة بقوات السلام الدولية وفي طليعتها فرنسا أعربت عن قلقها العميق الى الأمين العام بشأن الأوضاع الأمنية وحول ما أسمته تراخي الحكومة اللبنانية في صيانة أمن الجنوباللبناني واضطلاع ميليشيات حزب الله بدور أمني بديل لا يضمن أمن وسلامة قوات السلام الدولية بعد وصولها. وعلى صعيد لبناني آخر فقد أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ان مجلس النواب سيعقد جلسة عامة للمرة الأولى اليوم الأربعاء في بنت جبيل، القرية التي تبعد ثلاثة كيلو مترات عن الحدود مع اسرائيل. قال بري في تصريح نشرته الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ان الجلسة ستعقد قبل ظهر اليوم الأربعاء في مبنى الثانوية الرسمية لبنت جبيل التي كانت تحتلها اسرائيل حتى الأربعاء الماضي. وجاء في نص الدعوة هذا المجلس الذي كان حارسا للمقاومة وعاملا للتحرير ومن أجل تثمير النصر يدعو لهذه الجلسة وعلى جدول أعمالها نقطة واحدة وهي الاطلاع على برنامج الحكومة لاعادة اعمار المناطق المحررة واتخاذ الاجراءات اللازمة . ويرأس بري حركة أمل التي شارك مقاتلوها الى جانب عناصر حزب الله في العمليات المناهضة لقوات الاحتلال الاسرائيلية وميليشيا جيش لبنانالجنوبي العميلة لها. وفي أيار/ مايو 1996م وبعد عملية عناقيد الغضب التي دمرت البنى التحتية وأوقعت خلال 15 يوما 175 قتيلا في لبنان غالبيتهم من المدنيين، عقدت الحكومة اللبنانية التي كانت برئاسة رفيق الحريري آنذاك جلسة في النبطية المتاخمة للمنطقة التي كانت تحتلها اسرائيل. وفي بيروت أفادت الصحف اللبنانية أمس الثلاثاء ان الموفد الخاص للأمم المتحدة الى الشرق الأوسط تيري رود لارسن طلب من السلطات اللبنانية تسليمه وثيقة موقعة من لبنان وسوريا حول ملكية لبنان لمزارع شبعا ليصار الى اعتمادها في الأممالمتحدة. ونقلت الصحف عن مصادر لبنانية قولها ان الرئيس أميل لحود شدد خلال لقائه رود لارسن على لبنانية مزارع شبعا فاقترح مندوب الأممالمتحدة اتفاقا بين لبنان وسوريا على ترسيم الحدود بينهما في منطقة مزارع شبعا ليصار الى اعتماده في الأممالمتحدة . وأضاف المصدر نفسه ان الجانب اللبناني اتهم اسرائيل بالمماطلة في هذه النقطة خصوصا ان المسؤولين السوريين صرحوا مرارا بلبنانية مزارع شبعا . ورد لارسن حسب المصادر نفسها بالتأكيد ان الأممالمتحدة ستقر الحدود الجديدة خلال اسبوعين من تسلمها أي ترسيم للحدود بين لبنان وسوريا فطالبه الرئيس اللبناني بضمانات في هذا الاطار .