ساد الهدوء، وعادت الحياة إلى طبيعتها في تقاطع شارع 204 مع شارع 223 بمشعر منى، عقب حادث التدافع الذي وقع صباح أمس الأول. «الجزيرة» رصدت مساء أمس الأول حركة الشارع، والتقاء بعض الحجاج ببعضهم، وقضاء حوائجهم من التموينات الغذائية والبوفيهات، وخروج بعضهم أفواجاً استعداداً لرمي الجمار بعد الحادثة التي شهدها الشارع. وجاء الهدوء بعد إسعاف المصابين، ونقل المتوفين إلى المستشفيات. وشوهد حضور مكثف لرجال الأمن والجهات الأخرى المعنية. وأوضح الحاج شريف عثمان (سوداني الجنسية)، الذي كان في الشارع أمس أنه سمع عن الحادث، لكن لبُعد مخيماتهم لم يتمكن من الوصول إلى الشارع، وشاهد الأحداث المحزنة في التلفاز. وأكد شريف أن رجال الأمن والجهات الأخرى حضروا في مقر حادث التدافع بسرعة، وقاموا بواجبهم على أكمل وجه، مشيراً إلى أنه لحظة وقوع الحادث قام رجال الأمن بتحويل مسار الحجاج إلى طرق بديلة؛ حتى لا يزداد التدافع. وأكد الحاج عبدالمنعم (مصري الجنسية) الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال الأمن في سبيل راحة حجاج بيت الله الحرام. وقال إن ما شاهدته أمس الأول خلال الحادث هو تضحيات رجال الأمن البواسل، سواء في إرشاد الحجاج خلال وقوع التدافع وحسن المعاملة، بالرغم في ذلك الموقف الصعب، إلا أنهم يتعاملون بلطف مع مختلف الحجاج كافة، سواء الصغير أو الكبير، الذكر أو الأنثى. وأنا أشكر رجال الأمن في المملكة العربية السعودية على ما يبذلونه من أجل راحة وسلامة الحجاج وأمن واستقرار المشاعر المقدسة. وقال محسن عبدالكريم (يمني الجنسية)، عامل في أحد البوفيهات منذ أربع سنوات في الشارع الذي وقع فيه حادث التدافع: عندما شاهدت التجمع الشديد للحجاج حاولت إغلاق البوفيه والخروج من الخلف. وفي لحظات سمعت صراخ النساء، وشاهدت تجمعاً شديداً للحجاج؛ وحضر رجال الأمن لإنقاذ المصابين ونقل الجثث لسيارات الإسعاف. والحمد لله، الآن عادت الحياة للشارع. وأكد أن رجال الأمن يقومون بواجبات عظيمة تجاه الحجاج في التعامل الحسن، وحفظ الأمن، والسهر على راحتهم منذ دخولهم إلى أراضي المملكة حتى عودهم إلى بلدانهم سالمين. مشيراً إلى أن ما حدث هو قضاء وقدر من الله سبحانه وتعالى، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يعجل بالشفاء للمصابين، وأن يتقبل المتوفين في الشهداء، وأن يلهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان. وأوضح وسيم محمد، عامل في محل بيع فواكه في الشارع الذي وقعت فيه الحادثة، أن عودة الحياة إلى الشارع خلال مدة تعتبر قصيرة بالنسبة للمشهد الذي حصل يرجع الفضل فيها لله سبحانه وتعالى، ثم لجهود رجال الأمن الذين هبوا كالصقور عندما شاهدوا تدافع الحجيج، وكانوا يداً واحدة لاحتواء الحادث. والحمد لله، الآن عاد الحجاج إلى الشارع. وعندما شاهدنا صباح الأمس الحادث بدر إلى أذهاننا أنه لن تعود إليه الحركة مرة أخرى.