أوضح وزير الحج أياد بن أمين مدني أن عدد الذين توفاهم الله في حادث التدافع الذي وقع صباح أمس بين الحجاج عند رميهم جمرة العقبة بلغ 244 حاجا فيما بلغ عدد المصابين الذين نقلوا إلى مستشفيات مكةالمكرمة المختلفة 244 مصابا أيضا أوضاعهم عادية إلا أن ما بين 7 إلى 8 حالات أوضاعهم حرجة وليست خطرة جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الحج بعد ظهر أمس بمنى. وأوضح مدني أن الحادث وقع في الساعة الثامنة صباحا واستمر سبعا وعشرين دقيقة وحضرت على الفور فرق قوات الطوارئ الخاصة والدفاع المدنى وقوات امن الحج والفرق الطبية كما كان هناك تواجد لفرق طوارئ العمليات بوزارة الحج وكانت هناك مساندة من بعض قوات الحرس الوطني. وبين وزير الحج أنه تم ايقاف التفويج الساعة التاسعة وخمس دقائق واستؤنف بعد ذلك فى تمام الساعة الثانية عشرة والنصف بعد الظهر وتضرع معاليه للمولى عز وجل أن يكلأ برحمته ورضوانه أرواح الذين اختارهم الى جواره صباح امس أثناء رميهم جمرة العقبة مؤكدا أن كل الاستعدادات قد بذلت لمثل هذا الطارئ تجهيزا واعدادا ولكن ارادة الله سبحانه وتعالى نافذة ولا يمنع حذر من قدر . وقال اياد مدنى : ان ما حدث صباح أمس مع ايماننا المطلق بقضاء الله وقدره سيكون محل مراجعة وتطوير ونحن نترحم على كل روح انتقلت الى بارئها . واضاف قائلا : ان الحجاج الذين يتدفقون فى العاشر من ذى الحجة يأخذون مسارات متعددة واقل من نصفهم فقط هم الذين يتجهون الى خيامهم بعد النفرة من مزدلفة اما الباقون فكما تعلمون فهم فى حركة دائمة فى طرق وشوارع منى.. فالبعض يفضل ان يذهب الى مكة مباشرة لاداء طواف الافاضة او التوجه الى جسر الجمرات لرمي جمرة العقبة ومن ثم فان جدولة وتفويج وصولهم الى جسر الجمرات تكتنفه طبيعة الحركة فى هذا اليوم. واستطرد يقول: ان نسبة الحوادث في حج هذا العام أقل من 1 % مشيرا إلى أن الصعوبة الأخرى ترجع الى أن الحجاج غير النظاميين بعضهم من متخلفى العمرة والبعض الآخر من المواطنين والمقيمين الذين يتسربون الى المشاعر 0 0 الشواهد والبقايا التى جمعت كانت مما يحمله الحجاج الذين اختارهم الله الى جواره وهى تدل على ان معظمهم من المقيمين والمتسربين والمتخلفين بصورة غير نظامية. وأضاف : أردت أن انقل لكم ان تدفق الحجاج المفوجين أى الذين تمت جدولة وصولهم الى الجمرات أمس بدأ من الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل واستمر الخروج من مخيمات الحجاج وفق ما خطط له حتى الساعة الثامنة والنصف من صباح أمس.. ونفذ من خطة التفويج ما يقرب خمسمائة الف حاج أى ما يمثل حوالى 47 بالمائة من الحجاج المجدولين. وبين وزير الحج أن اجمالى عدد المتوفين خلال هذا الموسم قبل الحادث بلغ 272 وهى وفيات طبيعية تمثل الاحصاءات العادية وهى نتيجة لمرض او شيخوخة او ارهاق. وأوضح أن القوات المتواجدة فى الجمرات تتمركز حول الجسر وليس على الجسر وهى قوات ذات تخصص ولكل قوة تخصص يختلف عن القوة الاخرى ولها مهام لا تتعارض أو تختلف او تشوش على مهام القوات الاخرى فهناك قوات الطوارئ الخاصة والدفاع المدنى وقوات أمن الحج وقوات الحرس الوطنى المساندة التى أتت لاغراض المساندة بعد حدوث الحادث وليست قوات مرابطة بطبيعتها فى الجمرات فليس هناك تداخل فى المسؤوليات او ان قوة كانت سببا فى تعثر أداء قوة أخرى . وعلق مدير ادارة شؤون الحج بالامن العام العميد منصور ين سلطان التركى على طبيعة مهام القوات الامنية المرابطة حول الجسر قائلا : ان كل قوة تختلف طبيعتها عن القوى الاخرى.. القوة الاساسية المكلفة بادارة جسر الجمرات هى قوة الطوارئ الخاصة من قيادة قوة أمن الحج وهى قوة مكلفة بأمرين هما التحكم بكثافة التجمع عند مدخل الجسر وتنظيم دخولها ووصولها الى الجمار والآخر تنظيم التوازن لانتشار الحجاج حول الجمرة وهذا يتم ثانى أيام التشريق بتوزيع كثافة الحجاج بشكل منتظم حول الجمرات المختلفة سواء فوق الجسر او فى الدور الارضى فيما يشارك الدفاع المدنى كقوة متخصصة بمهمة الانقاذ والتنسيق مع الشؤون الصحية والاخلاء الطبي. وأفاد وزير الحج أنه لم يتم التعرف حتى الان على جنسيات المتوفين وأنه سيتم الاعلان عن ذلك فور حصرها وقال: ان المؤشر الذى دلنا على انهم من المتخلفين والحجاج غير النظاميين هو الامتعة التى خلفها المتوفون وتم نقلها بالرافعات مشيرا الى أن الحاج النظامى يسكن فى مخيم ومتاعه يكون فى مخيمه ولا يأتى للجسر لرمى الجمرات وهو محمل بالامتعة. وكشف اياد مدنى ان المملكة استقبلت العام الحالى 1424 ه حوالى مليونين وثلاثمائة الف معتمر تخلف منهم نحو 12 فى المائة موضحا أن هناك عددا من الدول كانت تمثل نسبة التخلف منها 96 فى المائة منها مصر والباكستان واليمن والسودان ونيجيريا وأثيوبيا واندونيسيا وللتعامل مع هذا الوضع تم ايقاف التعامل مع كل الوكالات والشركات السياحية التى اتى عبرها هؤلاء المعتمرون. وأوضح أنه سيتم خلال العام المقبل بمشيئة الله خصم عدد المتخلفين من حصة الدول التى أتى منها هؤلاء بمعنى انه اذا كانت حصة دولة ما 50 ألفا وكان عدد متخلفى العمرة منها 20 ألفا فسيتم حساب الحصة على اساس 30 ألفا لافتا النظر الى أنه بالنسبة للحجاج غير النظاميين من المواطنين والمقيمين فهى قضية وعي واحساس داخلى لان كسر القواعد والتسرب للمشاعر يشكل خطورة على الشخص نفسه وعلى الآخرين. وشرح معالى وزير الحج أن خطة التفويج لا تشمل الحجاج غير النظاميين وانما تشمل الحجاج النظاميين فقط وتبدأ من مخيم الحاج حين حلول الساعة التى خصصت لهذه المجموعة من الحجاج للتوجه الى جسر الجمرات. وبين معاليه أن الحوادث المماثلة في جسر الجمرات هى حوادث متباعدة ومتفرقة وأن معظم الحجاج يأتون الى جسر الجمرات في حالة من الاجهاد والارهاق تمثل نسبة الحجاج الذين يسيرون على الاقدام من عرفات الى مزدلفة ثم الى منى حوالى 30 في المائة و متوسط أعمارهم ما بين الخمسين الى الستين عاما وهذا يتطلب قدرا من الطاقة والحيوية متجاهلين الجدولة المحددة لهم الامر الذى يعرضهم لبعض المخاطر وأفاد معالى وزير الحج أن خطة التفويج وخطة تشغيل الجسر هما خطتان تكامليتان وتداران بصورة موحدة وما يقوم به معهد ابحاث الحج يعد عنصرا من العناصر التى تؤخذ بالاعتبار وبجدية وبعناية حين وضع أى خطة لها علاقة بالحج مستشهدا بخطة النقل الترددى التى بدأت كبحث بمعهد ابحاث الحج وتطبق الان على الاف الحافلات. وأرجع معاليه ما حدث الى تدفق أعداد كبيرة من الحجاج بصورة لم تعهد من قبل في اى موسم حج سابق على الجسر لرمى الجمرة في هذا اليوم أوجدت حالة من الهلع والى مزيد من التدافع والاصابات وكذلك كثافة عدد الحجاج في كل متر مربع يجعل هناك صعوبة لوصول الفرق المعنية لانقاذهم. ومن جانبه أبان مدير ادارة شؤون الحج ان هناك خطة مشتركة تقوم بها كافة الجهات وتساهم بها امانة العاصمة بفعالية من خلال التنسيق بين رجال قوات الطوارئ وادارة وتشغيل منطقة الجسر وايضا فيما بين عمال النظافة حيث يتم في فترات متقطعة ايقاف تدفق الحجاج الى حوض الرمى وذلك لتمكين العمال من ازالة النفايات مشيرا الى أن معدل تساقط النفايات في بعض الاحيان أسرع من وقت ازالتها وفي حين يظل الحجاج يقومون بعملية الضغط من الخلف لمحاولة الوصول. وبين التركى أنه تم ايقاف تدفق الحجاج على الجسر بعد الحادثة واثناء تنفيذ عمليات الاخلاء الطبى حتى يتم نقل الاصابات والمتوفين وفي نفس الوقت كان هناك ضغط كبير من الحجاج الذين كانوا ينتظرون الدخول الى الجسر مع وجود قوات تسعى لايقافهم والى ارشادهم للتوقف والانتظار ولكن قوة الدفع احيانا تتجاوز القدرات الموفرة لمنعهم من ذلك. وحول خطة وزارة الحج في تفويج الحجاج في اليوم الثانى عشر من ذى الحجة وسبل تفادى الحوادث نتيجة الكثافة الكبيرة بين معاليه أن طبيعة يوم الثانى عشر تختلف عن اليوم العاشر ومن ثم فان خطة التفويج تنطلق من مكان ثابت في اليوم العاشر نظرا لان الحجاج يكونون في حركة مستمرة ومن ثم يكون هناك صعوبة. وأما اليوم الثانى عشر فان معظم الحجاج يأخذون مبدأ التعجيل وهو عدم المبيت بمنى ليلة الثالث عشر ويريدون النفرة الى مكة ومن ثم عليهم الانتهاء من رمى الجمار مع غروب الشمس. وقال معاليه اذا أخذنا بمبدأ أن رمى الجمرات لا يبدأ الا مع زوال الشمس تكون الفترة محدودة طبعا وهذا هو الرأى السائد بين جمهور العلماء ولكن نحن نقول في كل لقاء مع الاخوة القادمين الى الحج من مختلف دول العالم أن هناك اجتهادات اخرى في فهم النصوص تذهب الى ان بداية الرمى يبدأ من طلوع الفجر الى طلوع الفجر في اليوم الذى يليه أو من طلوع الفجر الى غروب الشمس في حالة اليوم الثانى عشر. وأردف معاليه يقول: نحن في خطة التفويج نأخذ هذا في الاعتبار ولحسن الحظ اصبحت هناك فئة من الحجاج وبعض المذاهب تقول بالذى ذكرت وهو ان يكون الرجم منذ بزوغ اليوم الثانى عشر من ذى الحجة وهذا يخفف من الضغط على الجسر في اليوم الثانى عشر. ونفى معاليه أن يكون هناك بين المتوفين أو المصابين أحد من رجال الامن مشيرا الى أن عدد رجال الامن الذين تتم الاستعانة بهم على الجسر الواحد يبلغ عشرة الاف رجل استعدادا لمواجهة مثل هذه الاحداث منهم عدد كبير عند مدخل الجسر وذلك للسيطرة على حركة الحجيج وعلى التجمعات عند كل حوض لتمكين الحجيج الذين يريدون الخروج من اماكن الرمى. وأوضح معالى وزير الحج أنه تم الاستعانة اليوم بألفين من رجال الحرس الوطنى للسيطرة على الحجيج الذين يحاولون الوصول الى الاحواض بقوة مع اخلاء منطقة الحادث ونقل المصابين. واختتم معاليه تصريحه مفيدا أن هناك ثلاث نقاط للمراقبة على الجسر واحدة عند منتصف الجسر واخرى عند مدخل الجسر والثالثة عند المرتفع المطل على الجسر تمكن من رؤية حركة الحجيج على الجسر من جميع الجوانب. توسعة جسر الجمرات قامت المملكة بجهود كبيرة لتوسعة الجسر الذي تم تشييده في عام 1975، حيث انصبت كل الجهود لانجاز التوسعة على احدث المواصفات والشروط التي تكفل سلامة الحجاج، وتم انجازه في عدة اشهر بعد عمل متواصل ليل نهار، تكلف ملايين الريالات السعودية حتى اصبح المشروع متكاملا ويحتوي على كافة الاحتياجات الضرورية لضمان سلامة الحج والحجاج، وقد روعي في تنفيذ هذه التوسعة احدث المواصفات التقنية في مجال وسائل الامن والسلامة ووفق المعايير الهندسية ذات التقنيات الحديثة في مجال الانشاء والتعمير حتى يؤدي الحجاج نسكهم في امان وراحة. ومن اجل اتمام المشروع العملاق تمت ازالة العشرات من المباني والعقارات المجاورة والمحيطة بالموقع، وذلك لتوفير المساحات المطلوبة، وليتلاءم مع الكثافة العددية في ساعات الذروة، خاصة اليوم الاول للتشريق، وحتى يتمكن بعدها الحجاج في اليومين التاليين من رمي الجمرات الثلاث. واصبح طول الجسر بعد التوسعة نحو 800 متر، ونفذ فيه مخرجان من كل جانب عند الجمرة الكبرى (العقبة) في اتجاه مكةالمكرمة، اضافة الى توسيع وتعديل اتجاه منحدر الصعود، وتم ايضا استبدال الجزء الشمالي من الجسر المعدني، وازالة جزء من المظلات ناحية طريق المشاة لتأمين مساحة كافية بطول 60 مترا، كما ازيلت كل العوائق الارضية لتأمين مساحات حرة حول الجسر تكون في حالة انعزال تام عن حركة السيارات. أبرز الحوادث في الحج @@ خلال حج العام الماضي توفي 14 حاجا، منهم 6 نساء، في تدافع وقع خلال رمي الجمرات. @@ في حج عام 1421ه قتل 35 اختناقا خلال تدافع في وادي منى. @@ في حج عام 1418ه توفي ما لا يقل عن 118 حاجا، وأصيب اكثر من 180 حاجاً بجروح في تدافع وقع في نفس المكان في ثالث يوم من الحج. @@ في حج عام 1410ه وقع أسوأ حادث خلال أداء مناسك الحج عندما قتل 1426 حاجا اختناقا خلال تدافع ضخم في أحد أنفاق منى المخصصة للمشاة. مئات الآلاف من الحجاج يرمون الجمرات قبيل وقوع الحادثة الوزير اياد مدني يتحدث للصحفين