لا يخلو حديث مخيمات الحجاج في منى، من قصص شارع 204 في المشعر، الذي شهد حادثة التدافع أول أيام عيد الأضحى المبارك، في وقت تحولت الأنظار إلى الشارع المتعارض معه 223، والذي حوله البعض إلى «متهم» معتبرين إياه السبب في زيادة الكثافة العددية لحشود الحجاج، مما تسبب في التدافع. «عكاظ» تجولت صباح أمس في موقع التدافع واستمعت لروايات الكثير من الحجاج الذين كانوا يتواجدون في الموقع، فكان الوضع يسير بشكل طبيعي، حيث أصحاب الحملات يقدمون الخدمات للحجاج والمحلات التجارية «المطاعم» التي تطل على الشارع يقدمون الوجبات للحجاج. وبرز المشهد الجديد، حيث استنفر عدد من أصحاب المخيمات في الشارع 204 لإيقاف التفويج للحجاج ومنعهم من مغادرة المخيمات إلا في الوقت المحدد لهم حتى لا يتعرضوا للازدحام ولسلامتهم وسلامة الآخرين. الحاج عياش المغربي وأحد أبنائه انشغلا في توثيق تواجدهم في نفس الشارع بهواتفهم الجوالة بالتصوير، مؤكدا أن الحادثة لن تؤثر في جهود المملكة التي حملت الحجاج على أكف الراحة وكانوا يسعون لراحة الجميع، مشيدين بشجاعة رجال الأمن الذين كانوا يتواجدون في الموقع، حيث شاهدوا الكثير من رجال الأمن يتساقطون من قوة الإجهاد الذي واجهوه أثناء نقل المصابين وتوقيف الحركة للحجاج وكانوا يعملون فوق طاقتهم لإنقاذ الحجاج من الموت وهذه بحد ذاتها شجاعة منهم ضحوا بأنفسهم من أجل الحجاج. ويتذكر عياش شريط الحادثة بقوله: إن التدافع والازدحام بدأ من الشارع 223 والذي كان يتقاطع على شكل حرف (T) مع الشارع 204 حيث توقف الكثير من الحجاج في منتصف الطريق، لكن الأعداد الكبيرة التي كانت تتدفق مع الشارع 223 كانت أكبر من العدد فكان التوقف للبعض والبعض الآخر كان يحاول الخروج والبحث عن طريق لمغادرة الموقع، لكن عندما بدأ الازدحام ارتفعت حالات الإجهاد وعدم وجود مخرج للبعض بدأ التدافع بشكل كبير والتساقط. وأشار عدد من العمالة المجاورين للموقع إلى أن التدافع بدأ من الشارع 223، حيث كان عدد من الحجاج يحاولون الدخول باتجاة الشارع 204 حتى تم تطويق المنطقة وتوقيف الحركة وتحويلها لشارع آخر، مبينا أن رجال الأمن حملوا المصابين على أكتافهم لإيصالهم للسيارات والإسعاف وتقديم الرعاية الطبية لهم.