إن من يتابع الساحة الرياضية لدينا وخاصة منافسات كرة القدم بمسابقاتها المختلفة يجد أن التعصب الرياضي ارتقى إلى مستويات خطيرة تهدد تماسك ووحدة أفراد المجتمع.. ولعل ما يعزز ذلك التعصب هو انحدار فكر بعض المنتمين للوسط الإعلامي بكتاباتهم التي تهيج جماهير الأندية. للأسف الكرة عندنا إثارتها خارج الملعب.. فالكثير من الجماهير والإعلاميين هم من يصنع الإثارة بتعصبهم الأعمى الذي يثير الخصوم.. فليس هناك ما يشد في دورينا سوى الحضور الجماهيري للمباريات فضلاً عن تصرفاتهم خارج الملعب وما تنشره عنهم وسائل التواصل الاجتماعي.. ومثل هذه التصرفات تؤجج الشارع الرياضي وتعكس فكر المجتمع الذي يعيشه واقع أولئك المشجعين. كنا في السابق حينما يهم الكابتن ماجد عبدالله بتنفيذ ركلة جزاء مع المنتخب ترى الجميع بمختلف الميول يخشى أن تهدر هذه الركلة فتضيع معها آمال شعب في تحقيق طموحاته.. أما في زمننا هذا فعندما يتقدم الكابتن ياسر أو السهلاوي تجد كثيرين أيديهم على قلوبهم خوفاً من أن تسجل وكأنها تمثل مفترق طرق لمستقبل أولئك المشجعين. إن ما يحدث في الوسط الرياضي أصبح يؤثر على علاقات المجتمعات ويزرع الأحقاد بينهم ويتجاوز المعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف ما يدعونا إلى طرح المبادرات لإيجاد الحلول وتعزيز الوعي الرياضي لدى المشجعين وإيضاح خطورة ذلك التعصب الذي يخدش التنافس الرياضي الشريف ويثير الفتن في زمن نحن في أمس الحاجة إلى تكاتف أفراد المجتمع حول همومنا الوطنية وتطلعاتنا التنموية.