خرجت الأسرة المكونة من أبناء وبنات العم والوالدين في رحلة برية قريبة من العاصمة الرياض عندما وصل الجميع بالسلامة إلى أحد الأماكن التي ينشدونها، أخذ الكبار مكانا وجلسوا به، بينما انتشر الأطفال بين اللهو واللعب البريء كل مجموعة تمارس ألعابا مختلفة. فالبنات يلعبن لوحدهن والصبيان يمارسون اللعب بمفردهم وعلى غفلة انفردت إحدى البنات وذهبت بعيدا عن الجميع سارت وهي تتأمل وكأنها تبحث عن شيء معين وما هي الا لحظات حتى لمحت قطعة حديدية تشبه الأنبوبة الصغيرة من شدة فرحتها بها وسعادتها فقد اخفتها في ملابسها خوفا أن يراها أحد ويأخذها منها ولم تخبر أحدا بعثورها على ذلك الشيء الغريب ثم عادت لقريناتها وواصلت اللعب واللهو معهن وكلما سألتها إحداهن أين ذهبت سكتت وحاولت بذكاء تغيير موضوع الحديث حيث نجحت في كتم سرها. وعند الغروب بدأت الأسرة ترتيب الأمور للعودة قبل أن يخيم الظلام حيث سعدت الفتاة أنه حتى الآن لم يستطع أحد معرفة ما تخفيه وعندما وصل الجميع بالسلامة لبيت الأسرة تفرق الجميع منهم من ذهب للاستعداد لصلاة المغرب من رجال ونساء ومنهم ذهب للاستحمام بعد عناء الرحلة. أما الفتاة فقد جمعت بعض أبناء عمومتها من بنين وبنات لكي تفرجهم وتطلعهم على ما معها والشيء الذي أخفته عليهم والذي عثرت عليه خلال الرحلة البرية الذي لم يكن الجميع يتخيلون ما الذي سيحدثه هذا الشيء. أخرجت الفتاة ما معها وبدأت تلعب به بين يدها وترفعه للأعلى ثم تعيد التقاطه وتسألهم: هل تعرفون ما هذا الشيء الذي عثرت عليه في البر.. الكل صار يخمن ويفكر أحدهم قال: سبق وشاهدته فهو انبوبة تخرج صوت كالذي تخرجه الصافرة وما هي الا لحظات والجميع يفكرون ما هو هذا الشيء؟!! وفي لحظة رفعت الفتاة تلك القطعة وحاولت إعادة التقاطها لكن حدث ما لم يكن في الحسبان وما لا يتوقعه الجميع حيث وقعت تلك القطعة على الأرض محدثة صوتا مدويا يرافقه شعلة من النار حيث انفجرت تلك القطعة وتسببت في تمزيق ساق أحد أبناء العم الذي وقعت تلك القطعة بالقرب منه.. ذهل الجميع من الدماء التي نزفت من ابن العم، تدافع كل من في المنزل من شدة الصوت الذي سمعوه، ليجدوا الطفل ملقى والدماء تنزف منه حيث تم إسعافه بسرعة واتضح أن ما كانت تخفيه الفتاة كان عبارة عن رصاصة بندقية صيد وقد ستر الله أن الفتاة لم تحاول كسرها لتعرف ما بداخلها فربما كانت الخطورة أكبر لكن الله ستر وكان الضحية الطفل الصغير الذي ظل طريح الفرش بسبب ابنة العم التي أخفت تلك الرصاصة جهلا منها وكادت أن تودي بحياته لولا لطف الله ورحمته.