عند استعراض تاريخ العصابة الحاكمة في دمشق منذ ما يزيد على أربعين عاماً نجد أن تاريخها كله قائم على الأكاذيب والتذاكي وتبني شعارات كلها بلا استثناء كاذبة، ابتداءً من الثورة التصحيحية عام 70م، مروراً بشعار قلب العروبة النابض (الكاذب)، وليس انتهاءً بشعار المقاومة والممانعة الكاذب والمضلل، وصولاً إلى شعار محاربة الإرهاب الذي لم أجد أكذب منه إطلاقاً؛ إذ إن القاصي قبل الداني يعرف أن هذه العصابة وحلفاءها الفرس هم من ترعرع هذا الإرهاب في كنفهم وتحت رعايتهم، وهم من استعملوه في كثير من مفاصل الأحداث قبل غزو العراق وأثناءه وبعده، وصولاً إلى كارثة داعش الذين كانوا من أهم رعاتها. وما شاكر العبسي وفتح الإسلام وكارثة نهر البارد في لبنان وشكاوى المالكي واتهامه لهذه العصابة علناً بتصدير الإرهاب إلى العراق إلا دليل على ما نقول. إن ماضي هذه العصابة وحاضرها مليء بالغدر والإرهاب والترهيب وتصدير الإرهابيين والتفجيرات التي أهلكت العراقولبنان معاً، وهذا كله هو فقط ورقة هذه العصابة الرابحة طوال تاريخها، التي لا تجيد غيرها؛ فأصبحت دمشق في عهد هذه العصابة وكراً لكل العصابات الإرهابية وشذاذ الآفاق وقطاع الطرق واللصوص، ومقراً لكل الحركات الإسلامية الشيعية والسنية، منها حماس الإخوانية، في الوقت نفسه الذي تقوم فيه هذه العصابة بإبادة وترهيب الإخوان المسلمين السوريين. وأحداث حماة المروعة الإجرامية عام 82م خير شاهد. إنَّ احتضان كل هذه العصابات والحركات الإرهابية المتناقضة في أهدافها وتوجهاتها، وتوظيفها لخدمة مصالح هذه العصابة، ورفع الشعارات المضللة، والمتاجرة بها، وقمع وترهيب وإبادة الشعب السوري، هو فقط ما تستطيع فعله هذه العصابة طوال تاريخها التخريبي في المنطقة. أما الحرب الحقيقية والمقاومة والممانعة الصادقة فإن هذه العصابة وحلفاءها من فرس وشيعة أبعد ما يكونون عنها؛ إذ لم تُطلق هذه العصابة رصاصة واحدة لتحرير أو حتى محاولة تحرير الأرض السورية المحتلة، بالرغم من القصف الإسرائيلي لعقر دار هذه العصابة عشرات المرات بدون أي رد فعل يتجاوز التهديد الأجوف. فهذه العصابة كما يقول السوريون (ثقافي ما بتلاقي). والآن بعد أن أوشك السحر أن ينقلب على الساحر، وبعد أن استعملت هذه العصابة كل ما في جعبتها من أسلحة ومكر وخداع وإبادة وحقد طائفي، وبعد أن استمات الفرس وعملاؤهم الشيعة في الدفاع عن هذه العصابة لمنع سقوطها الحتمي، وبعد أن لعبت هذه العصابة ووظفت ورقة الإرهاب الإسلامي في معركتها مع الشعب السوري، ها هو العالم يرفض تمرير وقبول تذاكي واستجداء هذه العصابة لمن كانت تدّعي كذباً مع حلفائها من فرس وشيعة مقاومة مشروعهم في الشرق الأوسط بشأن التعاون والتنسيق لمحاربة الإرهاب، الذي تُعتبر هذه العصابة من أهم أعمدته منذ أكثر من أربعين عاماً. وتعتقد هذه العصابة وحلفاؤها أن هذا التذاكي هو خشبة الخلاص لإعادة إنتاج هذه العصابة مرة أخرى. فهل وصلت الأمور إلى خواتيمها، وانقلب السحر على الساحر، واتضح أن ورقة الإرهاب التي حاولت هذه العصابة وحلفاؤها جاهدين توظيفها لمصلحتهم قد انتهى مفعولها، وأن من سمح لهم بلعب كل هذه الأدوار التخريبية في المنطقة طوال الأربعين سنة الماضية لم يعد بحاجة إلى خدماتهم الآن، وأن بقاءهم أصبح أكثر تكلفة من رحيلهم، فقد أدت هذه العصابة دورها بنجاح، وحان رحيلها؛ إذ كانت هذه العصابة تعتقد أنها لاعب في هذه المؤامرة القذرة، وتبيّن أنها وكل أدواتها وأبواقها في المنطقة وفي لبنان تحديداً كانوا فقط أداة من أدوات المؤامرة الكبرى؟؟ أتمنى ذلك، وأعتقد أن رحيل هذه العصابة آتٍ لا محالة في قادم الأيام.