بوتين يعتذر لرئيس أذربيجان: دفاعاتنا الجوية كانت نشطة أثناء مرور الطائرة المنكوبة    بعد حين    أمير حائل يدشن إنتاج أسماك السلمون وسط الرمال    جازان: القبض على شخص لترويجه 45 كيلوغراما من «القات»    بناء الأسرة ودور مراكز الرعاية الصحية الأولية    التعامل مع المرحلة الانتقالية في سورية    معرض الكتاب بجدة كنت هناك    البديوي: إحراق مستشفى كمال عدوان في غزة جريمة إسرائيلية جديدة في حق الشعب الفلسطيني    جمعية(عازم) بعسير تحتفل بجائزة التميّز الوطنية بعد غدٍ الإثنين    مراكز العمليات الأمنية الموحدة (911) نموذج مثالي لتعزيز الأمن والخدمات الإنسانية    الهلال يُعلن مدة غياب ياسر الشهراني    جوائز الجلوب سوكر: رونالدو وجيسوس ونيمار والعين الأفضل    الفريق الفتحاوي يواصل تدريباته بمعسكر قطر ويستعد لمواجهة الخليج الودية    ضبط 23194 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.. وترحيل 9904    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    حاويات شحن مزودة بنظام GPS    مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    سديم "رأس الحصان" من سماء أبوظبي    أمانة القصيم توقع عقد تشغيل وصيانة شبكات ومباشرة مواقع تجمعات السيول    بلدية محافظة الاسياح تطرح فرصتين استثمارية في مجال الصناعية والتجارية    الأونروا : تضرر 88 % من المباني المدرسية في قطاع غزة    «سوليوود» يُطلق استفتاءً لاختيار «الأفضل» في السينما محليًا وعربيًا خلال 2024    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    رفاهية الاختيار    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    حلاوةُ ولاةِ الأمر    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حدائق الملك عبدالله إنجاز تاريخي يضاف لإنجازات المملكة في مشروعات الحدائق ومكافحة التصحر
ذكرى البيعة تجديد لمسيرة تنموية حوَّلت الصحراء إلى جنة خضراء
نشر في الجزيرة يوم 17 - 05 - 2012

إن المتتبع المنصف لمسيرة المملكة التي بعث ذكراها هذا اليوم الأغر، يوم البيعة أن يدرك ويرصد كيف تحوّلت المملكة العربية السعودية من صحراء جرداء لا حياة فيها إلا نزر قليل إلى جنة خضراء، وليس ذلك فحسب بل لتضم أكبر حديقة مغطاة في العالم في مدينة الرياض.
هذه الحديقة تحمل اسم حدائق الملك عبدالله وهي هدية من شعب لملك بمناسبة البيعة يوم أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم.
ففي الناحية الجنوبية من العاصمة السعودية الرياض يبدأ العمل في تنفيذ واحد من أهم المشروعات البيئية على مستوى العالم وإنجاز تاريخي يضاف للمملكة في صناعة الحدائق لاحتوائه على نماذج متعددة من الحدائق العالمية القديمة والحديثة بتصاميم فريدة من بيئات مناخية متنوعة حول العالم.
ويتمركز المشروع غرب مدينة الرياض بمحاذاة طريق الرياض - جدة السريع في أرض صحراوية قاسية المناخ يجري العمل على تطويعها من خلال توفير الإمكانات من حيث التحكم بنسب الهواء والرطوبة والتربة لتلاءم العديد من النباتات الاستوائية والشتوية والرطبة التي سيتم جلبها من جميع مناطق العالم لتضمها حدائق الملك عبدالله في وسط بيئي مماثل لبيئاتها الطبيعية. وتتغلب حدائق الملك عبدالله العالمية على مشكلة المياه عن طريق الاستفادة من إعادة معالجة المياه من جديد واستخدام الطاقات البديلة في مجال المياه والكهرباء والاستفادة من أقل كمية ممكنة من المياه السطحية.
وتعيد حدائق الملك عبدالله في هذا المشروع الصورة التي كانت عليها النباتات في القرون القديمة في الجزيرة العربية لتقدم فكرة عن الحقب الزمنية التي مرت بها النباتات الطبيعية في بيئتها المحلية، وتنقل في الوقت ذاته رسالة تعريف عن البيئة التاريخية القديمة وتدرجاتها الزمنية التي مرت بها عبر متحف نباتي وحيواني يدمج التاريخ بالطبيعة، ويقدم لمحة تاريخية عن طبيعية المنطقة في الماضي السحيق.
ويتيح المشروع البيئي الفرصة لاكتشاف وشرح التغييرات البيئية في العالم وشرح عملية التغيير المناخي والبيئي على كوكب الأرض واكتشاف العصور النباتية من العصر الديفوني مروراً بالعصور الطباشيرية وصولاً إلى العصر الحالي من خلال حدائق تعكس التغيرات المناخية في العالم، وتحكي مسيرة العالم النباتي والبيئي كحدائق الكربونيفيوس والجيروسية والطباشيرية والسينوزيكية والبليوسنية.
أفضل تصميم
ويرى منجزو تصميم حدائق الملك عبدالله الذي حاز على جائزة أفضل تصميم على مستوى الشرق الأوسط أن الحدائق بإمكانها الاستفادة من المصادر الطبيعية للطاقة كتلك التي توفرها الشمس والرياح بالإضافة إلى الاستفادة من الأمطار عن طريق التخزين والحفر.
كما يعد المشروع الذي يقام على مساحة مليوني متر مربع وبتكلفة إجمالية تتجاوز ألف مليون ريال، أحد الإنجازات التاريخية في صناعة الحدائق ومن المشروعات العملاقة على المستويين المحلي والعالمي، الذي من المتوقع أن يتم الانتهاء منه كلياً خلال العامين القادمين بمشيئة الله.
وتتشابه هذه الحديقة مع العديد من الحدائق في العالم مثل حديقة تشيلسيا ومعرض باندس جارتن شوا بألمانيا ومعرض فلوريدا في هولندا التي نجحت استثمارياً فهي بذلك تعد فرصة استثمارية واعدة.
وتتكون حدائق الملك عبدالله العالمية من ست حدائق تشمل الحدائق النباتية وحديقة الوادي والحدائق العلمية والمائية والدولية والطبيعية.
وتنقسم الحدائق الست إلى حدائق أصغر منها وتتفرع عنها كحدائق الطيور والفراشات والزواحف والزهور والضوء والصوت وحديقة للفيزياء والاكتشاف والمتاهة وحدائق خاصة بالأطفال ومتنزهات للعائلات والشباب ومرافق خدمية متكاملة من الأسواق والمسارح والجلسات والمقاهي والملاعب وغيرها، بالإضافة للعناصر التكميلية الأخرى كالساحات الرئيسية للاحتفالات والمناسبات ولإقامة المعارض والمهرجانات وأماكن الجلوس والتنزه ومبنى الإدارة والمشتل الزراعي والمساجد ومجمعات التكييف والكهرباء ومباني الأمن ومراكز التذاكر ومواقف للسيارات التي تتسع لأكثر من 50 ألف سيارة.
الحدائق النباتية: وتحتوي على الحديقة الديفونية والحديقة الفحمية والحديقة الجورسية والحديقة الطباشيرية والحديقة السينزيكية والحديقة البليوسينية وحديقة الاختبارات والأخيرة تعنى بالقضايا التي تواجه البشرية وما يترتب عليها وما نقوم به نحن تجاه البيئة وإشكالاتها في ضوء ما يحدث خلال السنوات الأخيرة من تقلبات في درجات الحرارة بالإضافة لتزايد معدلات التصحر وذوبان الثلوج.
حديقة الوادي: وفيها يتم التركيز على أن تكون عناصرها الرئيسية من البيئة المحلية من تربة ونباتات وحيوانات وطيور مع الأخذ في الاعتبار تكوينات الوادي الرملية السطحية والعميقة والحياة والبرية من ثدييات وطيور وزواحف.
الحدائق العلمية: ومن خلالها بالإمكان رؤية الحدائق العلمية في المشروع الكبير بجانب التعليم الذي توفره الحديقة وتتكون من حديقة للطيور والفراشات والضوء والصوت وحديقة الفيزياء وحديقة الاكتشاف والمتاهة، وحديقة الطيور.. والأخيرة، تم تهيئتها لتكون مفتوحة من دون أقفاص للعديد من الطيور المحلية والمستوردة بل والنادرة للتعرف عليها وسط بيئتها الطبيعية التي تم استجلابها لهذا الغرض وتعد الحديقة من أهم العناصر التي تجذب صغار السن والشباب وهي أحد المكملات للبيئة وتوطن الحديقة العديد من أنواع الطيور المحلية والمستوردة المهاجرة في فصل الشتاء والصيف كالطيور الجارحة والصقور والحمام والبط والأوز، والحبارى، والبوم والسمان والنسور، والغراب والحدأة والحجل والدجاج، ومما يحسب للحديقة على هذا الصعيد تهيئتها بيئة جديدة للطيور المستوردة والمحلية لإيجاد توائم بين أنواع الطيور المختلفة مع بعضها البعض في بيئة مناسبة ومتكاملة العناصر.
ومن ضمن الحدائق العلمية حديقة المتاهة وتقدم عنصراً بديلاً للسياج التقليدي الذي يحيط بالحدائق ويمكن للزائر أن يسلك ممراً من الممرات المحمية من الصخور والمواد المحلية بحيث لا يوجد حاجة للصيانة المستمرة، وحديقة الصوت والضوء التي تهدف إلى التعرف على أنواع الصوت والضوء وملوثاتهما وطريقة معالجتهما وطريقة التعامل مع كل نوع، وسيكون تعليمياً بشكل مشوق وتفاعلي وتصميمه يسمح بالاستمتاع بزيارته، كما تحوي الحديقة العلمية الكبرى حديقة الفراشات: ومن المقرر أن تحتوي على عددٍ من الفراشات الصحراوية والرطبة والاستوائية والمحلية التي تزدهر في شبه الجزيرة العربية والبالغ عددها حوالي 150 نوعاً من الفراشات والشرانق التي يمكن العثور على الكثير منها، في الجبال والسهول في الحجاز وعسير في محافظات الغرب والجنوب الغربي من المملكة، وتتيح حديقة الفراشات التحكم ببيئتها بطريقة تسمح لها بالتوسع والانتشار، كما تتيح الحديقة القدرة على توفير بيئة طبيعية لحديقة الفراشات وبناء الملجأ مع مناخ مناسب لتلك الفراشات القادرة على البقاء على قيد الحياة في هذا البيئة، وأفضل الموائل الطبيعية للفراشات في المملكة العربية السعودية هي الوديان الجبلية جنوب غرب البلاد، حيث يوجد تشكيلة واسعة نسبيا من النباتات الخضراء والزهور، خصوصا بعد هطول الأمطار في فصل الشتاء.
الحديقة المائية: تبرز الحديقة المائية كأحد أهم عناصر المشروع ومن ضمن الحدائق الكبرى التي تتيح التعرف على أهمية المياه في حياة الإنسان وتقدير قيمتها الأساسية من خلال إعطاء تصور مباشر عن الثروة المائية، وإثارة أهمية المياه للنبات ليتعرف النشء على أنواع المياه وتحولاتها وكيفية المحافظة عليها وميزاتها وإمكان تجمعها العالمي وندرها في المنطقة وسوف يقام بجوار هذه الحديقة مركز للمياه تبرع به أحد رجال الأعمال بنحو 40 مليون ريال وسيكون مشابها لمركز المياه في سنغافورا وقد تم تقسيم المركز فيه على شكل برك صناعية وأماكن للجلوس.
الحدائق الدولية: وتهدف لاستجلاب مساهمات الدول الأخرى في حدائق الملك عبدالله التي تتيح إنشاء العديد من الحدائق الدولية بما يعكس ثقافتها ومعالمها مع توفير الخدمات التي تحتاجها، وقد تم تصميم هذه الحديقة فرصة للاستثمار، ومساحة الحديقة معروض بحسب العرض والطلب، وتتشابه هذه الحديقة مع العديد من الحدائق في العالم حققت نجاحات مثل حديقة تشيلسيا ومعرض باندس جارتن شوا بألمانيا ومعرض فلوريدا في هولندا.
الحديقة الطبيعية: وهي الحديقة السادسة في تعداد الحدائق الكبرى وتهدف إلى إعطاء عرض للتطبيقات الطبية المكتشفة في عالم النبات على مدى العصور، كما تتيح الحديقة التعلم عن طريق عرض مجموعة مختلفة من النباتات حول العالم والمستخدمة لأغراض طبية وتتكون الحديقة من عنصرين أساسيين. العنصر الأول الحديقة الطبية العالمية التي تشتمل على ثلاث مناطق في العالم وهي نباتات آسيا ونباتات أمريكا الشمالية والجنوبية ونباتات أفريقيا، أما العنصر الثاني ويمثل النباتات وفق تاريخها الزمني كحدائق النباتات الطبية في الماضي والحاضر والمستقبل.
وتشمل الحديقة الطبيعية على الحديقة الطبية العالمية والحدائق المنفصلة التي تحوي على عددٍ من الحدائق الصيدلانية المتخصصة وفقاً للمواضيع الطبية الأكثر شهرة على الصعيد النباتي مثل الأورام والتخدير والقلب والجلدية والأعصاب والروماتيزم والمعدة والأمعاء والعيون والطفيليات والأمراض النفسية، كما تشمل الحديقة الطبيعية على حديقة الاكتشاف وهي أن يتم تهيئة الحديقة بأن تكون للعائلات من أجل التعلم والتعليم في بيئة طبيعية وعرة تسمح بقضاء نشاطات للأطفال باستخدام التربة الرملية على شكل هلال في الأرض بتجويف وسطي وهيكل خرساني.
حديقة المتاهة: وتركز على مبدأ حب الاكتشاف لدى الإنسان والحديقة تعطي تصوراً بطريقة التعليم المباشر وغير المباشر، وتم استخدام الهندسة الدائرية في الحديقة بوجود طرق دائرية كثيرة وفي مركز المتاهة هناك كرة حجرية تتحرك ويصل وزنها إلى عدة أطنان توضع في وعاء متحرك عن طريق ضخ الماء.
المكونات التكميلية في الحديقة التي تعد جزءاً لا يتجزأ من المشروع وتحتوي على مواقع جلسات التنزه التي روعي فيها أن تكون مكانا مستهدفا للترفيه التفاعلي في كل أوقات اليوم والنزهة الليلية القصيرة على وجه الخصوص ساعد على ذلك موقع المشروع وتنظيم وترتيب المتنزه الذي يعكس عن قرب الثقافة السعودية حيث أُخِذ في الحسبان الأسر الكبيرة أو الصغيرة بالإضافة لمراعاة زوار الحديقة من الشباب، وتزويدهم بخدمات الطهي والاغتسال والتخلص من القمامة، ودورات المياه، بالإضافة للظلال الطبيعي والصناعي، كما قد أخذ في الحسبان المسافة بين المواقع وستكون 25 مترا على الأقل وهذا يؤمن الخصوصية للعائلات بمنطقة تفصل بين المواقع التي تم عملها من الحجارة والمواد المحلية.
ومن المكونات التكميلية الأخرى ممشى الوادي وهو من الأجزاء الأكثر أهمية في المشروع حيث من المعروف أن التنزه من الأنشطة المفضلة في الرياض وخصوصاً النزهة في وقت المساء ويظهر ذلك بشكل جلي في فصل الربيع وفي شهر رمضان المبارك وعيد الفطر ومن أجل ذلك وفرت حدائق الملك عبدالله مواقع للتنزه والمشي التي تربط بين العناصر الأساسية للمشروع وعناصر أخرى مساعدة للتنقل بين البيئات المختلفة الصحراوية القاحلة والمعشبة والبيئات المحمية والحدائق الخارجية والمحيط الخارجي للمشروع؛ لذا فيوجد في الحدائق أماكن متعددة يمكن أداء الأنشطة المختلفة ومنها، الممشى الرئيسي وهو العنصر الأساسي تتكامل فيه الخدمات ويمر عبر معارض الحدائق النباتية ومناطق البيئة الجافة وحديقة الوادي، بالإضافة إلى ساحة التجمع والمدخل الرئيسي، وفيها يجتمع الزوار لتوجيههم وإرشادهم طرق المشاة المحورية، وتقود الزوار مباشرة من أماكن وقوف السيارات إلى المنتزهات ومنطقة المعارض، طرق المشاة الإشعاعية وترتبط بمناطق المشاة الملتوية وتتصل بالطرق المحلية ضمن الحدائق العلمية وحدائق المياه والحدائق العالمية بمظلات طبيعية باستخدام أشجار محلية، ممشى الوادي ويرتبط بحديقة الوادي إلى أبراج المشاهدة وهي بنهاية الحديقة النباتية المغطاة، ويحد ممشى الوادي من اتجاهاته الأربعة الحواف العليا من المرتفع الجبلي الرئيسي للمشروع، وسيتم تحجير الممشى بالحصى المفروش الناعم بعرض ثلاثة أمتار على الأقل، ومقسم إلى مناطق جلوس من الصخور والنباتات الصحراوية ومسار الطريق سيتم توجيهه إلى أبراج المشاهدة الرئيسية عبر الوادي، حيث يصل الزائر إلى منحدر الوادي المحاط بمبنى الهلال الرئيسي متمتعاً برحلة على حافة الموقع.
ويمكن تجربة ممشى الوادي الذي يصل طوله إلى أربعة كيلو متر ضمن سلسلة من المسارات الفرعية التي تخدم عددا من النقاط في المشروع وتصل إليها. ومن العناصر التكميلية الأخرى أبراج المشاهدة: التي تعكس الهياكل التقليدية في حافة الوادي وهي فرصة لزيادة خبرة ومعلومات الزائر عن الموقع بشكل مجمل وتفصل بينها مسافات تتراوح بين 300 - 400 متر مقدمة الراحة والمعيشة للزائرين بتوفيرها للمطاعم والحمامات ومناطق الاغتسال والوضوء واللوحات الإرشادية الضرورية وساحات للتجمع والاحتفال بمساحة تقدر بحوالي خمسين ألف متر مربع ومثل هذه المساحة سيكون لديها القدرة على استيعاب 25.000 زائر والمتوقع وصولهم للموقع يوما ما معاً للاحتفال بمناسبة معينة، التي من الممكن أن تجذب هذا العدد هي احتفاليات العيد والمناسبات الرسمية وغيرها التي تنعقد عادة في الأوقات المناسبة لذلك وهذا الموقع فيه مجموعة من المناطق الواسعة تجنباً للازدحام لأن وسائل الجذب التي تضمنها الحدائق أحد الأسباب الداعية لذلك مع وجود وسائل نقل تقنية في الحدائق تتيح التنقل عن طريق السيارات الكهربائية المشحونة بالطاقة الشمسية أو العادية وإلى جانب ما سوف تقدمه حدائق الملك عبدالله من متعة وترفيه فإن ذلك هدف تسعى له عبر منظومة الأهداف الكبرى كالتعليم عن طريق الترفيه والابتكار والمعرفة، والتثقيف عن طريق الاكتشاف والعرض والإثارة من خلال الأسلوب التقني المتطور للتعليم الذي جعل من الرؤية والاكتشاف واللمس والعرض والإثارة أساليب تعليمية وتربوية وتوعوية.
ومن المؤمل أن تصنع حدائق الملك عبدالله من نفسها وجهة للزوار والسياح من أرجاء العالم نظير ما ستتفرد به عن بقية الحدائق في العالم بأسلوبها العصري المتوائم مع بيئتها المحلية التي روعيت بصحراويتها وصخورها ورمالها ويوجد في العالم أكثر من 2.500 حديقة نباتية سجلت العديد من ا لنجاحات في استزراع النباتات المحلية والمستجلبة إلا أن حدائق الملك عبدالله سوف تفرض نفسها كأحد المقاصد السياحية الجديدة لما تقدمه من فرصة لاستكشاف وتفسير التغيرات المناخية عبر النباتات الكربونية الجليدية والجيوراسية والصخرية والديفونية التي تحكمها يدوياً النظم الإيكولوجية النباتية في العالم وفق طرق وعناصر وتفاعلات ووظائف مشابهة لمكان بيئتها المادية الأصلية، حتى إنه بالإمكان مشاهدة الغابات على طرازها الأصلي في قلب المملكة الصحراوية بتكييفها عنوة مع البيئات المختلفة داخل هلالي الحدائق، واتفاقاً لهذا المرام تم تصميم الحدائق النباتية مجتمعة على شكل هلالين مائلين لبعضهما البعض للإيحاء الصحراوي التي تعرف به المنطقة وللقدرة على التكيف في البيئات المصنوعة سلفاً وتكيف النباتات المختلفة التي من المفترض أن يتم عرضها من خلاله.
وبدأت فكرة تجميع النباتات المحلية والعالمية النادرة في بيئات متحكم بها وفقاً للاهتمام البشري القديم بالزراعة حيث حدد علماء الآثار تاريخ بداية الزراعة منذ حوالي اثني عشرة ألف سنة مضت، ومنذ ذلك الوقت تطور ونما حب البشرية للزراعة والحياة النباتية وهذه الرغبة ارتكزت على الطعام والغذاء والدواء والأنشطة الاقتصادية ومن ذلك حدائق بابل المعلقة، والحديقة النباتية في الكاب، ومالبار، ويافا، وسيلون، وحدائق أخرى لتنمية النباتات والزهور والخضراوات والأشجار والحيوانات في أوروبا.
ومن الأمثلة المعاصرة للحدائق الحديثة، الحدائق النباتية في فرنسا، وحدائق كيو في بريطانيا، وحدائق هونتيجنتو الولايات المتحدة، وحدائق كارو الابتكارية بجنوب أفريقيا، في حين تبقى منطقة الشرق الأوسط من أقل المناطق في العالم تواجداً للحدائق لظروف مناخية على وجه الخصوص، وعلى الرغم من ذلك سوف تتفوق حدائق الملك عبدالله على العديد من الحدائق التي سبقتها في الإنشاء لتفرد الحديقة ريادتها بجمع النباتات من أنحاء العالم في بيئة يمكن التحكم بظروفها البيئية والمناخية تحت سقف مغطى هو الأول من نوعه على مستوى العالم.
هدية من الشعب للملك
وكيل أمانة منطقة الرياض للخدمات الدكتور إبراهيم الدجين أوضح أن حدائق الملك عبدالله هي عبارة عن هدية من شعب لملك بمناسبة البيعة يوم أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم، وقال: «من هذه النقطة جاء التفكير في مشروع يضاهي حجم المناسبة، ويعكس ما توليه المملكة من اهتمام بارز للبيئة والمحافظة عليها بتحقيق مشروع - حلم - يلبي حاجات المجتمع الاقتصادية والصحية والتنموية والاجتماعية»، ويضيف: «برزت فكرة إنشاء المشروع على هذا النحو من الشمولية لتحقيق العديد من القيم البيئية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والاستثمارية وقد وفرت أمانة منطقة الرياض الأرض على مساحة ما يقرب من مليوني متر مربع على طريق جدة السريع وقد تم اختيار المكان وفق اعتبارات بيئية وهندسية منها ما يتميز به الموقع من سهولة الوصول للقادمين من الشرق إلى الغرب على طريق مكة أو من الشمال عن طريق الملك خالد أو اتصاله المباشر بالغرب والطريق الدائري الجنوب الغربي».
وأبان أن المشروع قد قارب على الانتهاء من مرحلته الأولى حيث طُرحت مرحلة القطع والحفر والدفن والتسوية ووضع السياج والتنظيف والتهيئة والمراقبة والإلكترونية، وقال الدجين: «تم الانتهاء من أعمال الميول الترابية في المشروع وأنجز فيها 90 بالمئة وأنجز فيما يتعلق بأعمال الحفر الصخري 85 بالمئة وأعمال الميول وحدود الحفر والردم 45 بالمئة، وأعمال تنظيف الموقع وترحيل المخلفات 70 بالمئة، وأعمال التسوير 95 بالمئة وأعمال الكمرات والربط الاتصالي والإلكتروني 80 بالمئة ولوحة المشروع أنجز منها 75 بالمئة وغرف الحراس تم الانتهاء منها بنسبة نهائية تقريباً»، وتوقع الدجين أن تنتهي هذه المرحلة في مدة أقصاها 31-5-1431ه.. مضيفاً: «نحن بصدد الدخول في المرحلة الثانية وهي مرحلة بناء الحديقة، ومن أجل هذا الأمر تم تأهيل 16 شركة منها شركات أجنبية وشركات محلية وخليجية بتكلفة إجمالية تلامس المليار ريال».
وعدّ الدجين هذه المرحلة من أهم مراحل المشروع وهي مرحلة البناء والتشييد لذا كان لا بد من الاختيار الدقيق للمقاول حيث تم اختيار العديد من الشركات داخل المملكة وخارجها بلغت 17 شركة من السعودية والخليج واليونان وفرنسا والصين وكوريا وتركيا، ويتم تأهل المكتب الفائز عن طريق مكتب استشاري تم قبوله في الأمانة.
ولفت الدجين إلى الإضافة البيئية التي تتيحها حدائق الملك عبدالله العالمية مشيراً إلى أنه أهم مشروع بيئي على مستوى العالم وتناولته الصحف والمجلات العالمية، وقال: «انطلقت الكثير من المقالات والبحوث في أكثر من 40 جريدة عالمية ذائعة الصيت تصف هذا المشروع بالريادة العالمية حيث تناولت أهمية المشروع على المستوى البيئي وأهمية الحفاظ على كوكب الأرض وعلى المستوى التوعوي والتعريفي والتعليمي الذي تقدمه الحدائق بالإضافة لمشروع حفظ النباتات والعناية بها في منطقة الشرق الأوسط لأنها من أكثر المناطق التي تتعرض للتدمير البيئي».
وحول التصاميم الهندسية للمراحل الابتدائية والمتقدمة للمشروع تابع الدجين قوله: «تعددت الأفكار التصميمية للمشروع من قبل المكاتب المحلية والعالمية وقد طرحت مسابقة دولية وكونت لجنة تحكيم وتم إعداد الإعداد لطرحها بدعوة العديد من مكاتب دولية وقد طلب من المكاتب المحلية التضامن من المكاتب الدولية للدخول في هذه المسابقة وتقدمت 4 مكاتب ثم توالت المراحل الأخرى وصولاً إلى مرحلة التحكيم التي تتضمن الفرز وإعلان النتائج وقد تم طرح الوثائق عبر لجنة ممثلة لكافة الأبعاد الثقافية والعلمية والدينية والمعمارية والبيئية والنباتية والاستثمارية»، وأضاف: «بعد الانتهاء مما سبق تم وضع مجموعة من التصورات الأولية عن المشروع عبر مجموعة من المكاتب ولجنة التحكيم التي حددت نقاط القوة والضعف وتم اختيار التصميم الفائز بنسبة تصويت بلغت 69 بالمئة بناء على المعايير سابقة الذكر».
وتتبع للمشروع عدد من الإدارات وهي الإدارة التنفيذية وإدارة الإنتاج الإعلامي والتسويق وإدارة الموقع والمرافق وإدارة الحدائق والكائنات الحية ولكل إدارة تفصيلها الخاص بها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.