نبأ رحيل الخيّرين من الناس ليس إلا ألماً يوجع الروح ويدمي القلب ويدمع العين.. فكيف سيكون الحال حين يكون الراحل هو الخير ذاته !!.. هذا ما يعجز البيان عن الإحاطة بوصفه وتوصيفه.. وهذا هو حالنا اليوم برحيل الخير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى -. لا أعرف لماذا تحوّل تفكيري مباشرة عندما سمعت النبأ الجلل عن رحيل سلطان الخير.. إلى الفئات المحتاجة من مرضى وأيتام ومعاقين وغيرها.. هل لأن هذه الفئات كانت الأقرب إلى قلب فقيدنا الكبير.. في الحقيقة لا يكاد يذكر سلطان الخير إلا وتحضر في الذهن مباشرة عطاءات يمين الخير سلطان رحمه الله.. مثلما لا يذكر ذوو الحاجات والعوز إلا ويلوح وجه سلطان فرجاً للكروب وابتسامة للأمل والفرح في مختلف اتجاهات الوطن وأينما حل المواطن السعودي. رحل فقيدنا سلطان.. بعد أن أسس لمنهج الخير والعطاء كيانات شامخة لن يكون أولها مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية.. مثلما لن يكون آخرها مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية.. هذا المنهج النبيل البليغ سيظل علامة راسخة في سماء الخير والعطاء لهذا الوطن المعطاء من أمير الخير والعطاء سلطان. على الجانب المقابل يبرز الجانب السياسي القيادي المحنك في شخصية فقيدنا الكبير ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - على المستويين الداخلي والخارجي.. فمن عطاءات تنموية خلاقة إلى إضافات تربوية تعليمية بارزة.. ومن إنجازات عسكرية مثالية إلى إسهامات إنسانية فريدة.. لتتزين جل هذه المنارات المشرقة في شخص فقيدنا المحبوب بتواضع خلقي أصيل يجعل منه مثالاً عالياً لكل فرد في هذا الوطن الأبي. اليوم ونحن نتحدث عن واجهة بحجم الإنسان سلطان بن عبدالعزيز.. فنحن أمام قيمة إنسانية قيادية عليا.. جمعت الحكمة الأصيلة والنظرة الثاقبة والقيادة المثالية والروح الإنسانية البليغة.. هذه الصفات العميقة في شخص الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - نبعت منذ نشأته الأولى في كنف قائدنا المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأخذت في النمو المتزايد طيلة مراحل حياة فقيد الوطن المحبوب عبر المهام القيادية التي تسنمها رحمه الله.. غفر الله لفقيدنا جمعياً - وطناً وشعباً - سلطان بن عبدالعزيز.. الذي لم يكن لأفراد الشعب السعودي كافة سوى الأب الحاني والأخ القريب والصديق الصادق.. وأصدق التعازي لنا جميعاً بدءاً بقائدنا الوالد المفدى الملك عبدالله بن عبدالعزيز ثم للأسرة السعودية الحاكمة قاطبة ثم للشعب السعودي عامة. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . عميد شؤون المعاهد بالخارج بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية