نبأ رحيل الكبار؛ قيمة ومقاماً , أثراً وإيثاراً, ليس إلا ألماً يُوجع الروح ويُدمع العين, فكيف سيكون الحال والمآل عندما يكون الراحل هو الخير والعطاء في ثياب رجل , هذا لعمري ما يُعجز اللسان والبيان, وهذا هو حالنا اليوم برحيل سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله. لقد تحوّل تفكيري مباشرة عندما سمعت النبأ الجلل عن رحيل سلطان الخير, إلى تلك الابتسامة الصافية التي غدت عنواناً دائماً له رحمه الله, تلك البشاشة التي لم تفارق محياه حتى في سنين مرضه الأخير, إنها سجية الكرماء تلك التي لا تُعرف بصدق إلا في أحلك الظروف, وأي ظرف أبلغ من مرض يسكن الجسد, فيهزمه سلطان لتنتصر الابتسامة كأثمن الهدايا لمحبيه من أقصى الوطن إلى أقصاه. بعدها جال الفكر والذكريات والتأملات في سجل الخير سلطان , فمن للفئات المحتاجة من مرضى وأيتام ومعاقين وغيرها.. هذه الفئات التي لا يكاد يذكر سلطان الخير إلا وتحضر في الذهن مباشرة عطاءاته لها رحمه الله.. مثلما لا يذكر ذوو الحاجات والعوز إلا ويلوح وجه سلطان فرجاً للكروب وابتسامة للأمل والفرح في مختلف اتجاهات الوطن وأينما حل المواطن السعودي. لقد رحل فقيدنا سلطان بعد أن أسس لمنهج الخير والعطاء كيانات شامخة لن يكون أولها مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية, مثلما لن يكون آخرها مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية هذا المنهج النبيل البليغ سيظل علامة راسخة في سماء الخير والعطاء لهذا الوطن المعطاء من أمير الخير والعطاء سلطان. وإلى الجانب المقابل يبرز الجانب السياسي القيادي المحنك في شخصية الفقيد رحمه الله على المستويين الداخلي والخارجي فمن عطاءات تنموية خلاقة إلى إضافات تربوية تعليمية بارزة ومن إنجازات عسكرية مثالية إلى إسهامات إنسانية فريدة, لتتزين جل هذه المنارات المشرقة في شخص فقيدنا المحبوب بتواضع خلقي أصيل يجعل منه مثالاً عالياً لكل فرد في هذا الوطن الأبي حيث نال المستفيدون من خدمات وزارة الشؤون الاجتماعية وخاصة فئة الأيتام لفتة إنسانية أبوية حانية بعطاء سموه الكريم. اليوم ونحن نتحدث عن واجهة بحجم سلطان بن عبدالعزيز فنحن أمام قيمة إنسانية قيادية عليا جمعت الحكمة الأصيلة والنظرة الثاقبة والقيادة المثالية والروح الإنسانية البليغة. هذه الصفات العميقة في شخص الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله نبعت منذ نشأته الأولى في كنف قائدنا المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله - وأخذت في النمو المتزايد طيلة مراحل حياة فقيد الوطن المحبوب عبر المهام القيادية التي تسلمها رحمه الله. غفر الله لفقيدنا جميعاً وطناً وشعباً سلطان بن عبدالعزيز الذي لم يكن لأفراد الشعب السعودي كافة سوى الأب الحاني والأخ القريب والصديق الصادق.. وأصدق التعازي لنا جميعاً بدءاً بقائدنا الوالد المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز (حفظهما الله) ثم للأسرة السعودية الحاكمة خاصة ثم للشعب السعودي عامة. "إنا لله وإنا إليه راجعون". وزير الشؤون الاجتماعية