أكّد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد أن حاجة الناس لإيضاح مفاهيم الدين وشموليته ورحمته حاجة ماسة، مشيراً إلى أنّ سعادة البشرية لا يمكن أن تتحقق إلا باتباع الدين، بعد ذلك عرف فضيلته الرحمة، وقال: إن لها وجوهاً متعددة، منها الجنة، والإسلام، والإيمان، والنبوة، والقرآن، والمطر، والرزق، وأن الرحمة أساس الدعوة إلى الله تعالى، فقد قامت الدعوة الإسلامية على الرفق واللين. وتطرّق د. السديري في محاضرة ألقاها ضمن فعاليات معرض وسائل الدعوة الى الله «كن داعياً» الثالث عشر المقام حالياً في مركز الأمير سلطان الحضاري في محافظة خميس مشيط إلى ما كانت عليه الأمة قبل بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقد كانت الأمة في ضلالة عمياء لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً، واختلط فيه الصدق بالكذب وبعث الله النبي -صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق. وهنا كانت الرحمة، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }، ثم شرح بيان معنى الرحمة هو أنها شاملة في السلم والحرب، وفي المنشط والمكره، مبيناً أن شريعة الإسلام كلها رحمة لا كما يقول أعداء الله، فمنهم يصفون النبي -صلى الله عليه وسلم- بأقبح الأوصاف. كما تطرق د. السديري إلى محور آخر مهم وهو أن الإسلام دعا إلى الرحمة العامة والشاملة لجميع المخلوقات مستشهداً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، مبيناً بالأدلة الشرعية وجوب الإحسان حتى إلى المخالفين في الدين، كما سرد الأدلة الشرعية المتوافرة التي توضح شمولية الإسلام وما فيه من رحمة عامة. وتحدث الدكتور توفيق السديري بعد ذلك عن رحمة الإسلام وما تميزت به من رحمة حتى للضعفاء، فقد حث على التلطف والعناية بالضعفاء والمساكين كما في سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وتعامله مع الصغير والكبير والمؤمن والكافر، مبيناً الكثير من مظاهر رحمة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وكيف أنها أسهمت في نصرة الدين ودخول الكفار في دين الله تعالى، وذاكراً أن فريضة الصلاة هي مظهر من مظاهر الرحمة التي شرعها الإسلام. وتطرق إلى الحديث عن الرحمة المهداة للنبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يعامل الخدم وأهمية الإحسان إليهم والعطف عليهم، مشيراً إلى رحمة الله تعالى حتى في إقامة الحدود التي شرعها الله صيانة للمجتمعات، وكذلك أهمية حفظ المال وحفظ النفس، وأنه لا مكان لنشر الإرهاب بين الناس وترويعهم مستشهداً بالأقوال التي يتداولها الناس والدعاوى الباطلة التي تقول إن الرحمة تعارض الجهاد، وأن من الناس من يستخدم العنف بدعوى التغيير، وينشر الدعوة بهذه الطريقة، مؤكداً فضيلته أن هذا مخالف لرحمة الإسلام بقوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}. ثم ختم فضيلته المحاضرة ببيان أن الرحمة، وأن تكون الرحمة شاملة لحياة الداعية، مشيراً إلى أهمية مخالطة الأخيار، والبعد عن الذنوب والمعاصي لاكتساب الرحمة، كما كان عليه الصلاة والسلام، ومحذراً من الفتور في حياة الداعية، وشارحاً صفات الداعية، ومذكراً بصفات النبي صلى الله عليه وسلم أثناء الدعوة إلى الله تعالى، بعد ذلك أجاب الدكتور السديري على أسئلة الحضور.