نيل الأهلي لكأس الأبطال إضافة جديدة لإنجازات هذا النادي الراقي.. فهي بطولة مرت بعدة مُنعطفات.. فأجل الأهلاويون حسمهم لها حتى اللحظة الأخيرة، ولذا كان لفوزهم طعم الشهد ولون الطيف وقيمة وطعم الفوز غالية وثمينة.. إنها بطعم الكأس التي استلموها من قائد نهضة البلاد، من قبضة الوالد عبدالله بن عبدالعزيز. الفرح الأهلاوي بالكأس جاء بقدر أهمية كسب البطولة لاعتبارات عديدة أهمها أن الفريق بحاجة إلى إعادة فرض هيبته اسمه التي فقدت شيئاً من مكانتها الأهلي كان بحاجة إلى استعادة توازنه؛ خاصة أنه كان إلى (ما) قبل البطولة فريقا (مهلهل) وتحول بجهود جماعية في النهائي إلى فريق (مُمتع) فهذا إعجاز..! ولكن هكذا (هُم) الأبطال وحدهم دون غيرهم يعرفون متى يُطلقون صيحات (النصر) ووحدهم دون غيرهم يعرفون قيمة المُنازلات الكبرى والتاريخية وفوق هذا كُله أن الروح الأهلاوية عندما تكون حاضرة.. وفي قمة توهجها يكون لنجوم الأهلي وقفتهم البطولية..! تفوق الأهلاويون على كافة الأوضاع النفسية والفنية السيئة التي عاشوها وهذا شيء خيالي.. فقبل المباراة تردد كثيرا عدم مقدرة الأهلي على استعادة توازنه ومكانته؛ خاصة أنه يُقابل المُنافس التقليدي الاتحاد، وهذا شكل ضغطا أكبر على لاعبي الأهلي.. غير أن الأهلاويين استطاعوا بجهودهم الجماعية من (لملمة) أوراقهم المُتناثرة بقدرة عجيبة.. وتستحق التقدير والاحترام.. ولذا كانت بطولة الأهلي إنجازاً خاصا من نوع خاص، وذا مذاق خاص.. ! التكريم الخاص..! في غمرة الفرح وفي (عز) أمجاد البطولة.. تذكر الأهلاويون وقفات الأمير خالد بن عبدالله.. فكرموه بزيارتهم له في منزله عقب المباراة مباشرة.. تذكروا أن هذا الرجل.. دعم.. وكافح.. وسهر.. وتعب.. من أجل الأهلي. هُنا نقف احتراما لرئيس هذا النادي الراقي الأمير فهد بن خالد.. حيث كان لهذه اللفتة أبعاد كثيرة.. ومعاني جميلة، ولذلك لا تستغربوا كُل هذا الرُقي للنادي الراقي طالما أنه يُدار بهذه العقلية الناضجة.. والفكر الصحيح والسليم..! مبروك لكل بطل من أبطال هذا النادي الراقي.. مبروك للأمير خالد بن عبدالله.. وللرئيس الذي تعب واجتهد وخطط.. فاستحق التهنئة.. مبروك لكافة الجماهير الأهلاوية.. تلك الجماهير التي باتت مصدر فخر وقوة لفريقها..! بقي القول.. لتكن هذه البطولة التاريخية.. دافعاً حقيقياً لمواصلة تحقيق الذهب لقلعة الكؤوس.. ولتاريخ هذا النادي العريق الذي ازداد إشراقاً.. وتألقاً.. في مُنعطف هام بتاريخ الأهلي.. فأجزم أن الأهلاويين عرفوا الآن قيمة ومعنى أن تكون كلمتهم واحدة من أجل كيانهم.. وأنهم عندما يكون همهم.. وحضورهم.. من أجل الأهلي.. والأهلي فقط.. فإنهم يختصرون المسافات نحو الذهب..! ماذا.. تغيّر في لغة ماجد..؟! ظهر علينا الكابتن ماجد عبدالله في آخر لقاء تلفزيوني له والذي كان في البرنامج المُتألق دوماً (في المرمي) مع بتال القوس.. ظهر وهو مشدود للغاية.. وظروف عدم استلامه مُستحقاته من حفل اعتزاله واضحة على محياه.. وماجد من الأشخاص أصحاب النوايا الطيبة.. الذين يرفضون إلا أن يكون التعامل بالمثل..! لكن ما لفت انتباهي في (حديث) ماجد الأخير.. هو تكراره.. بأن الجماهير لا تنسى ماجد.. وأن ماجد حالة خاصة.. وبينه وبين الجماهير توأمة خاصة.. وأن آثار أقدامه لازالت موجودة بالملاعب.. وما سمعناه من ماجد يختلف كُليا عما (اعتدناه) منه، ففي الفترة الذهبية له كلاعب لم نسمع ذات مرة منه يتحدث عن نفسه بهذا الشكل..! ماجد منذ بدأت فيها شمسه كنجم وهداف.. كان لا يتحدث عن نفسه وعن نجوميته.. وكان يدع الآخرين هم من يتحدثون عنه.. ولا أعلم ما الذي حلّ بماجد لتجعله يُغير لغة حديثه..؟! ولماجد نقول: أنت السهم المُلتهب.. وأنت أفضل لاعب قدمه النصر في تاريخه.. ولا يختلف اثنان على أنك أحد رموز الكرة السعودية.. وأحد أبطال جيل الثمانينيات.. هذا ما نقوله نحن.. وما يقوله المُنصفون.. وهو حديث لا شك يستحقه ماجد عطفاً على ما قدمه لناديه ومنتخب بلاده.. ولذا لن يستغرب أحد هذا الحديث.. لكن الذي يُستغرب هو حديث ماجد عن نفسه بهذا الشكل.. خاصة أننا لم نألف من ماجد لغة حديثه تلك.. فما الذي تغيّر يا تُرى..؟!