كل شيء في الاتحاد يدعو هذه الأيام للخوف والترقب والقلق، نتائج ضعيفة، ومصادمات عنيفة، ومهاترات من جهات عدة، نكسات متوالية، ومشكلات متلاحقة، لاعبون حولوا ساحة ميادين الكرة إلى حلبات مصارعة يمارسون فيها أنواع الضرب والركل والرفس مع منافسي الفرق الأخرى وآخرها مشهد العماني أحمد حديد مع لاعب النصر فيغاروا، والحركة العنترية من المدافع أسامة المولد مع المهاجم الشاب محمد السهلاوي التي كادت تنهي مشواره في الملاعب سريعاً، البطولات تتطاير الواحدة تلو الأخرى، والبداية كانت من بطولة دوري أبطال آسيا التي فقدها «العميد» من أمام فريق بوهانغ الكوري الجنوبي، ومروراً ببطولة كأس الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - التي ودعها الفريق من وقت باكر، وأخيراً بطولة دوري زين السعودي وهي البطولة الأقوى والأشهر في الوطن العربي التي حققها الفريق في العام الماضي عن جدارة واستحقاق، ونور يفقد لقب أفضل لاعب في قارة آسيا بشكل يثير الدهشة، أصابع الاتهام في هذه الإخفاقات المتزايدة تتجه صوب الإدارة مرة، وصوب الجهاز الفني واللاعبين مرة أخرى، الكل حائر، والنقاد والمحللون والمراقبون يتساءلون بمرارة «ماذا أصاب عميد الأندية السعودية»؟ ولم يكتف الاتحاديون بفقد البطولات وتوديع المسابقات والمنافسات الكروية المحلية والخارجية، بل سلكوا منهجاً جديداً وطريقاً مظلماً يكاد يحدث ذلك للمرة الأولى في تاريخ النادي العريق، حروب كلامية، وتصريحات نارية، واتهامات من كل حدبٍ وصوب، والجميع يدعي امتلاكه روشتة الدواء، استقالات نهائية، وتصرفات غير مسؤولة من بعض اللاعبين والضحية «النمور» التي باتت لا تقوى على الصمود في النزالات الكروية، مستويات أدائية ضعيفة، والانتصارات لا تأتي إلا بشق الأنفس، والهزائم مذلة وبنتائج قاسية أثارت الشفقة والحزن على الفريق الذي كان لا يُقهر، موسم اتحادي للنسيان، وسخط جماهيري كبير، ومطالبات برحيل الإدارة الاتحادية والمدير الفني الأرجنتيني كالديرون، وسلخ جلد الفريق وتسريح اللاعبين الذين يمثلون عالة حقيقية على الفريق. وفجرت خسارة اللقب الآسيوي من أمام بوهانغ الكوري الجنوبي الأوضاع في الفريق، وظهرت التشققات واضحة جلية على السطح الاتحادي من رجال كبار يمثلون القامة الشرفية في النادي، خلافات واسعة، وانتقادات لاذعة، ورئيس هيئة أعضاء الشرف المستقيل الأمير خالد بن فهد يؤكد أن إدارة الرئيس الدكتور خالد المرزوقي تتحمل المسؤولية كاملة في أكثر من لقاء فضائي، بعدما فرطت في بعض اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق أمثال الظهير الأيمن عبدالمطلب الطريدي، وعدم شراء عقود مهاجمين محليين يدعمون المقدمة الاتحادية، وظهر رئيس هيئة أعضاء الشرف المستقيل أيضاً طلعت لامي ينتقد الإدارة ويتعرض لهجوم كبير من قائد الفريق محمد نور في مكالمة هاتفية في برنامج فضائي على الملأ.