عنوان هذه المقالة، هو عنوان لكتاب قيّم صدر في المملكة العربية السعودية، من تأليف الدكتور صالح بن حامد الرفاعي، واستهله مؤلّفه بتمهيد تحدث فيه عن هجرة النّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة المنّورة، وأشار فيه إلى ما أحدثته الهجرة النّبوية الشريفة من تحولات في تاريخ تلك المدينة العظيمة، وما نتج من تلك التحولات من تطور عظيم في كل مناحي الحياة، ما أدى إلى أن تستقطب تلك المدينة المشرَّفة أنظار المسلمين وقلوبهم من أول يوم حلّ بها رسول الله، وسيستمر ذلك الاستقطاب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وقسّم المؤلِّف الكتاب إلى ثلاثة أبواب، وخاتمة، وفهرس لموضوعاته. وذكر في الباب الأول الأحاديث التي وردت في فضائل المدينة المنوّرة عموماً، ومنها الأحاديث التي وردت في أسمائها، والأحاديث التي وردت في تحريمها بقوله (صلى الله عليه وسلم): «إن إبراهيم حرَّم مكّة ودعا لها، وحرّمت المدينة كما حرّم إبراهيم مكّة، ودعوت لها في مدّها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة» رواه البخاري ومسلم، والأحاديث التي وردت في أن المدينة تنفي خبثها، كقوله (صلى الله عليه وسلم)عنها: «إنّها طيبة، تنفي الخبث كما تنفي النَّار خبث الفضة» رواه البخاري ومسلم، والأحاديث الواردة في حماية المدينةالمنورة من الدجّال، والطّاعون، وإخراج الحُمَّى منها، كقوله (صلى الله عليه وسلم): «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجّال، إلا مكةوالمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافّين يحرثونها ثم ترتجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيخرج الله كل كافر ومنافق» رواه البخاري ومسلم، وكحديث «المدينة يأتيها الدجال، فيجد الملائكة يحرسونها، فلا يقربها الدجّال ولا الطّاعون إن شاء الله» رواه البخاري وغيره. وكحديث: «اللهم حبّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدّنا وصحّحها لنا وانقل حُمّاها إلى الجُحفة» رواه البخاري ومسلم، وفي الأحاديث الواردة في فضل الموت في المدينة، كحديث: «من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل، فإني أشفع لمن مات بها» رواه أحمد والترمذي والبغوي في «شرح السنة» وقال: هذا حديث حسن، وصحّحه الشيخان أحمد محمد شاكر ومحمد ناصر الدين الألباني، وفي الأحاديث الواردة في حبّ النبي (صلى الله عليه وسلم) للمدينة، كحديث «اللهم حَبِّبْ إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشدّ، اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا». وذكر في الباب الثاني من الكتاب، الأحاديث الواردة في فضل المسجد النّبوي الشريف، كحديث أبي سعيد الخدري، قال: «دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه، فقلت: يا رسول الله، أي المسجدين الذي أسس على التقوى - يعني المسجد النّبوي أو مسجد قباء - قال: فأخذ كفّاً من حصباء فضرب به الأرض، ثم قال: «هو مسجدكم هذا» يعني مسجد المدينة»، رواه مسلم، وذكر الأحاديث الواردة في فضل الصلاة في المسجد النّبوي الشريف، كحديث «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في ما سواه إلا المسجد الحرام» رواه البخاري ومسلم، والأحاديث الواردة في شدّ الرحال إلى المساجد الثلاثة (المسجد الحرام) و(المسجد النّبوي) و(المسجد الأقصى) كحديث «لا تشدّ الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى» رواه أحمد في المسند وإسناده صحيح، والأحاديث الواردة في الروضة الشريفة، كحديث «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنّة، ومنبري على حوضي» رواه البخاري ومسلم، والأحاديث الواردة في فضل منبره (صلى الله عليه وسلم)، كحديث «منبري هذا على ترعة من ترع الجنّة» رواه أحمد في «المسند» وغيره وهو حديث صحيح، وفي الأحاديث الواردة في إثم من حلف عند منبره (صلى الله عليه وسلم) كاذباً، كحديث «من حلف على منبري آثماً تبوأ مقعده من النّار» رواه مالك في «الموطأ» وهو حديث صحيح. وفي الباب الثالث من الكتاب، ذكر المؤلّف الأحاديث الواردة في فضل أماكن أخرى في المدينة وما ورد في تمرها، كحديث «من خرج حتى يأتي هذا المسجد - يعني مسجد قباء - فيصلي فيه كان كعدل عُمرة» رواه أحمد في «المسند» وكحديث «من توضأ فأحسن وضوءه، ثم خرج عامداً إلى مسجد قباء، لا يخرجه إلا الصلاة فيه، كان بمنزلة عُمرة» رواه الحاكم في «المستدرك على الصحيحين» وصحّحه جماعة من العلماء، وكحديث «هذه طابة، وهذا أُحُدٌ جبل يُحبنا ونحبّه» رواه البخاري ومسلم، وكحديث «بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم» رواه أحمد في «المسند» وإسناده صحيح. وكحديث طلحة بن عبيد الله اذ قال: خرجنا مع رسول الله يريد قبور الشهداء، حتى أشرفنا على حرّة واقم، فلما تدلينا منها وإذا بقبور بمحينة، قال: قلنا: يا رسول الله، أقبور إخواننا هذه؟ قال: «قبور أصحابنا» فلما جئنا قبور الشهداء، قال: «هذه قبور إخواننا» رواه أبو داود وغيره وإسناده حسن، وصحّحه جماعة من العلماء، والأحاديث الواردة في فضل وادي العقيق، كحديث «أتاني الليلة آت من ربّي فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك، وقل: عُمرة في حجّة» رواه البخاري وغيره. والأحاديث الواردة في فضل تمر المدينة، كحديث: «من تصبّح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضرّه في ذلك اليوم سمٌ ولا سِحْرٌ» رواه البخاري ومسلم. وخلاصة القول: إن هذا الكتاب القيّم بصفحاته ال (184) من القطع الكبير، يحاكي في فضل تأليفه كتاب الإمام المفضّل بن محمد الجَندي المتوفى سنة 308ه / 920م ، ويصنّف في عداد المؤلفات النّفيسة التي عنيت بإيراد الأحاديث النّبوية الشريفة التي تتحدث عن فضائل المدينة النّبوية.