قال مصدر أمني عراقي أمس إن تنظيم «القاعدة» يحاول استعادة نشاطاته في مناطق «قوس محيط بغداد» التي شهدت هجمات كبيرة خلال الاسابيع الماضية، فيما اعلن قائد الشرطة في محافظة الانبار (غرب بغداد) اعتقال «متسللين» والسيطرة على الطريق الدولي السريع الذي يربط العراق بالأردن. وكانت قاعدة عسكرية في بلدة الحبانية جنوب الرمادي تعرضت أمس لهجوم نفذه انتحاري بحزام ناسف أدى الى مقتل وجرح العشرات، فيما اعلن تنظيم «القاعدة» في بيانات نشرت في يوم واحد تبنيه سلسلة هجمات أثارت جدلا سياسيا وأمنيا. وقالت المصادر الامنية إن منفذ الهجوم هو أحد جنود المعسكر، وإنه تسلل الى مطعم في وقت تجمع الجنود وفجّر نفسه. وتضاربت الأنباء عن حصيلة الهجوم، وأكدت مصادر سقوط 22 شخصاً وجرح 48 آخرين، فيما أعلنت أخرى مقتل 16 وجرح 50. وقال قائد الشرطة في الانبار اللواء الركن طارق العسلي في اتصال مع «الحياة» إن الحادث «ادى الى اصابة 17 جنديا اصابات عدد منهم بسيطة». وعن المخاوف من عودة التنظيمات الارهابية الى المحافظة وورود أنباء عن دخول متسللين من خارج العراق الى المناطق النائية قال العسلي إن «الوضع الامني مسيطر عليه، وشرعنا منذ يومين بنشر قطعاتنا على جانبي طريق بغداد - عمان، لزرع الثقة في نفوس المسافرين في هذا الخط الحيوي. ونحن نرصد الوضع بشكل دقيق. واستطعنا خلال الأيام القليلة الماضية القبض على اثنين من المتسللين قبل ان ينفذا ما جاءا من أجله»، من دون ان يفصح عن جنسيتهما أو الجهة التي تسللا منها الى العراق. وتفجير الانتحاري في الرمادي أمس واحد من سلسلة هجمات وقعت خلال االأسبوعين الماضيين، بدأت في منطقة ابو غريب، ثم محافظة ديالى، وامتدت الى بغداد التي شهدت موجة تفجيرات بسيارات مفخخة. ثم الهجوم الانتحاري بشاحنة مفخخة في الموصل. وكان آخر هذا المسلسل سيارة ملغومة في كركوك أول من امس والانبار أمس. وقال مصدر أمني عراقي إن المعلومات المتوفرة لديه تشير الى محاولة تنظيم «القاعدة»، بالتعاون مع «انصار الاسلام» وجماعات بعثية اعادة السيطرة على مناطق قوس محيط بغداد، لتسهيل الوصول الى العاصمة وجنوبها. وأضاف ان الهجمات الأخيرة «تحمل بصمات موحدة وان كانت تضرب في اتجاهات مختلفة ومتباعدة، مستغلة نقاط الضعف في المنظومات الامنية». وأعرب اللواء في الجيش العراقي السابق ياسين النعيمي عن خشيته من «ان يتطور التصعيد الامني في محافظة الانبار الى انهيار ينسف كل النجاحات التي تحققت خلال السنتين الماضيتين بجهود الأجهزة الأمنية ورجال الصحوة من ابناء العشائر». وتوقع في تصريح الى «الحياة» ان تكون «خطط المسلحين معتمدة على نظرية الأولوية الهرمية التي تبدء بالحلقة الأضعف لإخضاعها والسيطرة على مناطقها تدريجاً». وقال المقدم صالح الجبوري إن هناك منطقة «نعتبرها خاصرة رخوة تؤثر في محافظات الانبار وصلاح الدين وديالى، وهي ناحية الضلوعية التي تقع في مثلث حدود هذه المحافظات وتضم مناطق تصعب السيطرة الكاملة عليها مثل مسعدة وبيشكان والبوصليل». وكان تنظيم «دولة العراق الاسلامية» تبنى في بيانات حملت تاريخ 15 نيسان (ابريل) الجاري عمليات عدة. وأفاد التنظيم المرتبط ب «القاعدة» ان «ليثاً من ليوث دولة العراق الإسلامية من كتيبة الاستشهاديين انطلق، في يوم الجمعة 10/4/2009، ليخترق بشاحنته المفخخة الحواجز المؤدية الى مقر الشرطة في حي المنصور في الجانب الايسر في ولاية الموصل، وفجّر شاحنته». وتبنى في بيان اخر عملية انتحارية في بلدة ابو غريب في 10 آذار (مارس) الماضي نفذت ضد تجمع للعشائر ورجال الأمن. وجاء في بيان ثالث ان «فارسا من فرسان دولة العراق من كتيبة الاستشهاديين فجر يوم السبت 11/4/2009، حزامه الناسف وسط تجمع كبير للصحوة اثناء حضورهم لتسلم رواتبهم في احد المقرات في منطقة اللطيفية». وأكد بيان آخر تبني التنظيم هجوم كركوك اول من امس.