أعلنت الحكومة العراقية أمس تحرير مدينة تكريت بالكامل بعد أسابيع من المعارك العنيفة مع عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مركز محافظة صلاح الدين. ونقل التلفزيون العراقي عن رئيس الوزراء حيدر العبادي قوله إن القوات الأمنية «حررت مدينة تكريت بشكل كامل» وإن «العلم العراقي رُفع فوق مبنى محافظة صلاح الدين». وكانت وزارة الداخلية أعلنت قبل ذلك أن قوات الأمن تمكنت من استعادة السيطرة على كل القصور الرئاسية ومعظم المباني الحكومية في مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين. وجاء في بيان للوزارة إن «قوات الشرطة الاتحادية تمكنت من تحرير المجمع الحكومي ومبنى المحافظة والمراكز الأمنية الأخرى والقصور الرئاسية جميعها وعددها 13 قصراً»، وأضاف أن «القوات تمكنت من السيطرة على جسر ناحية العلم»، مشيراً إلى أنه «تم قتل عشرات الانتحاريين وتدمير عدد كبير من عجلات الإرهابيين وتفكيك عشرات العبوات». كما أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية رفع العلم العراقي فوق مبنى محافظة صلاح الدين وسط تكريت. وقال الناطق باسم القيادة العقيد محمد البيضاني إنه «تم رفع العلم العراقي فوق مبنى محافظة صلاح الدين ومديرية التربية، عقب مقتل 40 عنصراً من داعش من جنسيات عربية». وأضاف أن «القوات الأمنية عثرت على 300 عبوة ناسفة وعلى منصات إطلاق صواريخ، فضلاً عن العثور على ثلاثة معامل للتفخيخ ومستودع التموين الذي يحتوي على مادة الطحين المرسوم عليه شعار داعش». وقالت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين إن القوات الأمنية تواصل تقدمها باتجاه مركز مدينة تكريت، وبحسب عضو في اللجنة فإن «القوات الأمنية تواصل تقدمها من المحاور الأربعة باتجاه مركز تكريت، وقد تمكنت خلال الساعات الماضية من استعادة السيطرة على شارع 40 وتجاوزت السكة الحديد من جهة حي الزهور». وأضاف أن «طيران الجيش العراقي يقدم تغطية جوية للقطعات العسكرية على الأرض»، مشيراً إلى أن «التقديرات الأمنية تؤكد أن السيطرة الكلية على المدينة ستحصل خلال ال 72 ساعة المقبلة». إلى ذلك، قال الناطق العسكري باسم هيئة «الحشد الشعبي» كريم النوري إن «القوات الأمنية ضيّقت الخناق على جماعات «داعش» في مساحة محددة في القصور الرئاسية بتكريت». وأضاف النوري في تصريحات إلى «الحياة» إن «طيران الجيش العراقي يتولى حالياً مهمة تقديم الإسناد الجوي للقطعات العسكرية، ولا وجود لطيران التحالف الدولي». وتوقع أن «يتم في الساعات المقبلة الإعلان عن تحرير تكريت بالكامل، بعد أن تكبدت عصابات داعش داخل المدينة خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات بسبب القصف الجوي والمدفعي المركز لمقارهم». وعن استئناف مشاركة «الحشد الشعبي» في المعارك، قال النوري: «فصائل الحشد لم تنسحب حتى تعود، ولكن كانت هناك اجتماعات مكثفة مع رئيس الحكومة حيدر العبادي تمخضت عن ضرورة مشاركة الحشد الشعبي في المعارك». من جهتها أعلنت «كتائب حزب الله» المنضوية في «الحشد الشعبي» استئناف مشاركتها في عمليات تحرير مدينة تكريت بعد اشتراطها وقف اشتراك طيران التحالف في المعركة. وقال الناطق العسكري للكتائب جعفر الحسيني في بيان إن «سرية الإسناد الصاروخي والمدفعي قصفت مواقع وتحصينات عناصر داعش في تكريت وكبدته خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات». وفي الأنبار، أكدت مصادر في المحافظة تمكن القوات الأمنية من صد هجوم لتنظيم «داعش» على مقر مديرية مكافحة الإرهاب وقصر العدالة وسط الرمادي، مشيرة إلى إلحاق خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات في صفوف المهاجمين، وقالت المصادر إن «عدداً من قذائف الهاون والصواريخ سقطت على مقر اللواء الثامن السابق ومقر مديرية مكافحة الإرهاب وقصر العدالة (مجمع قضائي) وسط الرمادي»، مبيّنة أن «عناصر داعش شنوا هجوماً عقب ذلك على هذه المقار الأمنية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع القوات الأمنية وأبناء العشائر». وأوضحت أن «الهجوم كان من منطقة التأميم غرب الرمادي إلا أن قوات الأمن تمكنت من صد المهاجمين وألحقت بهم خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات». وفي كركوك أفاد مصدر أمني بأن 22 عنصراً على الأقل من «داعش» قتلوا أو أصيبوا بقصف نفذته طائرات تابعة للتحالف الدولي على مواقع تابعة للتنظيم جنوب غربي المحافظة، وقال المصدر إن «طائرات تابعة للتحالف الدولي قصفت مواقع تابعة لمسلحي داعش في ناحية الرياض التابعة لقضاء الحويجة جنوب غربي كركوك»، موضحاً أن «القصف جاء بعد معلومات دقيقة عن حشود للمسلحين» في المواقع المستهدفة. كما أفاد مصدر عسكري في قوات «البيشمركة» أن «طائرات حربية تابعة لقوات التحالف استهدفت موقعاً لداعش في قرية باريما شرق الموصل، ما أسفر عن مقتل 10 عناصر من التنظيم». وأضاف أن «قوات البيشمركة مدعومة بطيران التحالف الدولي مستمرة في ضرب مواقع الإرهابيين في الموصل وحولها وتدمير قدراتهم العسكرية».