بدأ الجيش العراقي وحلفاؤه في «الحشد الشعبي» وأبناء بعض العشائر عملية عسكرية واسعة في مدينة تكريت، مركز صلاح الدين، فيما نفّذ تنظيم «داعش» هجمات انتحارية مباغتة في مدينة سامراء جنوب تكريت، واعترف عبر حسابه الرسمي على «تويتر» بتعرضه لهجوم واسع في تكريت. كما أعلن التنظيم أن الهجوم على سامراء يعتبر عملية استباقية لصد القوات المتوجّهة إلى تكريت، مشيراً إلى أن إحدى العربات المفخخة قادها الانتحاري أبو جابر المغربي. وأعلنت مصادر أمنية في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، بدء عملية عسكرية واسعة للسيطرة على مدينة تكريت، مركز المحافظة، بعد أيام من الاستعدادات لهذه العملية وتعبئة آلاف من عناصر الجيش و «الحشد الشعبي» وأبناء العشائر في صلاح الدين. وقال ضابط في قيادة عمليات صلاح الدين ل «الحياة» إن العملية بدأت فجر أمس من ثلاثة محاور، الأول عبر شمال سامراء بقيادة «الحشد الشعبي»، والثاني عبر قضاء العوجة بقيادة قوات مكافحة الإرهاب، والثالث عبر قاعدة «سبايكر» جنوب تكريت، بقيادة قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية. وأوضح أن قصفاً صاروخياً مكثفاً استهدف منذ مساء أول من أمس معاقل التنظيم في قرى وبلدات على أطراف تكريت حيث يتحصن عناصره، وساهم ذلك بانسحابه منها. ولفت إلى أن الخطة الأولى تتضمن السيطرة على أقضية وضواحٍ مجاورة لتكريت بينها العلم والدور والعوجة ومفرق الحويجة ومفرق بيجي، على أن يعقبها هجوم شامل على مركز تكريت، خصوصاً في منطقة القصور الرئاسية. ولم تعلن مصادر رسمية نتائج المعارك، لكن مصادر أخرى أعلنت تقدم القوات الأمنية في قضاء الدور وناحية العلم واقتحام أجزاء من تكريت. ونعى التنظيم عدداً من قتلاه خلال المعارك بينهم «أبو طلحة الأنصاري» المسؤول عن مفرزة ولاية صلاح الدين، وأبو عائشة الذي وصفه بأحد القادة الميدانيين للتنظيم في تكريت، وذكر أنهم قتلوا بسبب قصف الجيش على المدينة. وفيما أشار مسؤولون محليون في صلاح الدين إلى أن العملية العسكرية تنفّذ من دون مساعدة من التحالف الدولي بحجة مشاركة «الحشد الشعبي»، أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان أمس أن «قوات التحالف الدولي تواصل ضرباتها الجوية الموجعة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي الموجود في قاطعي الموصل وصلاح الدين، وأوقعت خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات في صفوف إرهابيي داعش». إلى ذلك، أعلنت مصادر أمنية في «قيادة عمليات سامراء» أن تنظيم «داعش» نفّذ هجمات انتحارية بثلاث عربات عسكرية مفخخة في مناطق شمال سامراء، بالتزامن مع العملية العسكرية في تكريت. وأوضحت المصادر أن التفجيرات الانتحارية استهدفت مقراً لقوات الشرطة الاتحادية قرب منطقة سور شناس الأثري، شمال سامراء، وأسفرت عن مقتل أحد عناصر الشرطة وجرح ثمانية. ولفتت المصادر إلى أن الانتحاريين حاولوا اقتحام المقر لكن القوات الأمنية تمكّنت من صدهم. وفي وقت لاحق نقلت وكالة «فرانس برس» عن ضابط قوله إن القتلى 11 والجرحى 46.