يعتبر أيمن عودة (40 عاماً)، من خلال نشاطه الإعلامي والسياسي وبفضل حسه التنظيمي، أحد أهم أسباب نجاح «القائمة العربية المشتركة» في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، وحصولها على 13 مقعداً، لتصبح للمرة الأولى القوة الثالثة في الكنيست. ويصر عودة على التحالف مع القوى الديموقراطية الإسرائيلية كبديل عن اليمين المتطرف «حتى لا نترك الساحة، وإلا أكلتنا الفاشية، والعرب أول من سيدفع الثمن». يوصف عودة بأنه سياسي مرن يحافظ على شعرة معاوية، ويستوعب كل الأقطاب. ولد عام 1975، ونشأ على قمم جبال الكرمل وفي مدينة حيفا المختلطة ذات الأكثرية اليهودية، حيث لا يزال مقر سكنه. وهو وإن كان الأصغر بين نواب القائمة العربية، لكنه يمارس النشاط والعمل السياسي منذ التسعينات. درس عودة، ووالده كان عامل بناء، المحاماة وأصبح الأمين العام للجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة التي يشكل الحزب الشيوعي عمودها الفقري، على رغم أنه ليس عضواً في الحزب. انتخب عضواً في مجلس بلدية حيفا منذ عام 1998 حتى عام 2003 ممثلاً عن الجبهة، واعتقل خلال فترة عضويته مرات نتيجة نشاطه السياسي. اهتم بإطلاق الأسماء العربية على شوارع القرى والمدن العربية، وقد تحقق ذلك في عشر قرى ومدن، ويسعى إلى إنشاء صندوق قومي للعرب في إسرائيل على غرار الصندوق اليهودي. وقبل إعلان النتائج الرسمية للانتخابات أمس، توجه عودة لزيارة البدو في النقب، حيث أعلن أنه قبل أيام من الخطاب الأول له في الكنيست بعد تشكيل الحكومة، سيزور قرى البدو الأربعين غير المعترف بها، وسيتوجه منها سيراً على الأقدام إلى القدس الغربية، حيث مقر الكنيست بهدف تسليط الضوء على «الظلم الواقع على أبناء هذه القرى المحرومة من مقومات الحياة الأساسية». وخلال الحملة الانتخابية، اعتبرته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي ومعظم الصحف، أفضل رئيس قائمة انتخابية على الإطلاق في كل المناظرات التي جرت مع كل رؤساء القوائم البالغ عددها 26، باستثناء زعيم «ليكود» بنيامين نتانياهو، ورئيس قائمة «المعسكر الصهيوني» اسحق هرتسوغ اللذين لم يشتركا في أي مناظرة. وقال عودة أن خوض الانتخابات على رأس القائمة العربية جعله «يشعر بمسؤولية أكبر»، مشيراً إلى «تجربة فريدة ومسؤولية استثنائية»، وهو لطالما أكد أن الأساس سيكون «التصدي للفاشية والعنصرية التي تريد عزل العرب وتشرع المزيد من المشاريع العنصرية لإسقاط حقوقنا القومية». تأثر عودة خلال طفولته باجتياح لبنان عام 1982، وبالانتفاضة الأولى عام 1987. وفي المرحلة الثانوية، أصبح أحد الناشطين البارزين، وانتخب رئيساً لمجلس طلاب المدرسة، ولوحق من «شاباك» الإسرائيلي (الأمن العام) بسبب نشاطه السياسي. يتميز عودة بطبعه الهادئ وحبه للناس وتلقائيته وحسن تخطيطه لحياته السياسية والعملية. وهو متزوج بالطبيبة ناردين عاصلة، ولهما ثلاثة أولاد هم الطيب وأسيل وشام. وكانت إحدى معاركه السياسية القريبة عندما دفع صديقه النائب السابق محمد بركة إلى الانسحاب هو وثلاثة أعضاء كنيست سابقين من التنافس الداخلي على رئاسة الجبهة التي نجح فيها. ترأس لجنة مناهضة الخدمة المدنية وأشكال تجنيد الشباب العرب كافة ضمن الجيش الإسرائيلي والخدمة المدنية البديلة للجيش، ويلتقي آلاف الطلاب سنوياً. في الوقت نفسه، يرفض بشدة تخوين الذين يؤدون الخدمة، قائلاً أن «النضال يتركز ضد المؤسسة الحاكمة، أما هؤلاء الشباب فهم أبناؤنا الذين يجب أن نصل إليهم ونقنعهم بصحة موقفنا، لأنهم ليسوا خونة وإن ضللوا وغرر بهم». ويعتبر أن الفلسطينيين داخل إسرائيل البالغة نسبتهم 20 في المئة، لن يحصلوا على حقوقهم لوحدهم من دون تعاون مع القوى اليهودية التي ترى أن عدم المساواة تعني عدم ديموقراطية الدولة.