يجري رئيس المؤسسة الفرنسية لتسويق الصناعة الدفاعية الفرنسية (أوداس)، الأميرال إدوار غيو، في بيروت اليوم، سلسلة اجتماعات مع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وكبار ضباط الجيش، في إطار انطلاقة العقد الفرنسي - السعودي لتسليح الجيش اللبناني، الذي يبدأ تنفيذه بمعدات وذخيرة تصل الى بيروت مع وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان في منتصف نيسان (أبريل) المقبل. ورأى مصدر فرنسي مطلع على العقد، أن تنفيذه ووصول جزء من الأموال السعودية لشراء المعدات، يعكسان استمرارية سياسة المملكة تجاه لبنان في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وتستمر اجتماعات غيو بكبار مسؤولي الجيش اللبناني طيلة اليوم وفق جدول أعمال وضعه الجانبان، على أن تتم انطلاقة العمل لتنفيذ العقد في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي. وكان غيو عقد أول من أمس، اجتماعاً مماثلاً في باريس مع ممثلين لأكثر من 50 شركة تصنيع للأسلحة الفرنسية في إطار انطلاقة المشروع. ووصف مصدر فرنسي مقرّب من أجواء العقد، المعدات التي طلبها الجيش اللبناني بأنها مناسِبة وجيّدة لتلبية حاجاته. وقال إن «حصول الجيش على هذه المعدات الحديثة، يتطلب إعادة تنظيمه ليتحوّل جيشاً حديثاً، وهو يدرك كلياً هذا الأمر». وطلب الجيش اللبناني فترة خمس سنوات في العقد، لتقوية قدراته العملية وهو أمر مكلف. ورأى المصدر أن هذا يشير الى تحرّك ذكي وناضج. وقال إن هناك نوعين من التدريب، أحدهما من الشركات المصنعة للمعدات وهذا يدخل في الكلفة، والتدريب الآخر عملي تقدّمه القوات الفرنسية للبنان. وذكر المصدر أن ما ورد في بعض وسائل الإعلام اللبنانية عن وصول لو دريان مع طوافات للجيش اللبناني، خطأ فادح. فالجيش اللبناني اشترى فعلاً طائرات هيليكوبتر للنقل، ستصنع وتكون جديدة ويستغرق تصنيعها نحو سنة، وهي طوافات مزوّدة بالسلاح، منها ما هو مزود بالمدافع ومنها ما هو مزود بالقذائف. واشترى الجيش اللبناني صواريخ قصيرة المدى (مسترال)، وهي من أحدث الطرز، كما أن تصنيع الزوارق يستغرق سنة ونصف السنة. وقال المصدر إن اجتماع اليوم بين غيو والجيش اللبناني، سيركّز على موعد وصول المعدات الفرنسية الى لبنان ومتى سيتم التدريب وكيف ستتم مراقبة ما يحصل عليه وكيف يتم انتقال الملكية لهذا السلاح، وهي أمور إدارية تعني انطلاقة الاتفاق. وقال المصدر إن جزءاً قليلاً جداً من المعدات يأتي من مخزون سلاح القوات العسكرية الفرنسية، لأن معظم المعدات العسكرية الفرنسية جديدة، وعلى عكس ما قيل فليس هناك طوافات أو زوارق في مخزون القوات الفرنسية. وتوقع أن تصل الدفعة الأولى من المدرعات في الصيف، وهي من صنع «رينو تراك». ولفت الى أن الأميركيين يروّجون إعلامياً لما يقدمونه للجيش اللبناني لدى وصول معداتهم العسكرية الى مرفأ بيروت، لكن وعلى سبيل المثال فإن المدافع التي قدموها هي من طراز سنة 1950، في حين أن فرنسا ستزود الجيش بمدافع قوتها ثلاثة أضعاف ومن أحدث الإنتاجات وتمتاز بدقتها.