يستمر السباق المحموم على مستوى التقنيات المتطوّرة التي تُخفّض من الإنبعاثات ومعدّل استهلاك الوقود. في معرض فرانكفورت الذي أقيم خلال أيلول (سبتمبر) الماضي، برزت شركة بي أم دبليو الألمانية مع نموذج تصوّري يحمل اسم Vision EfficientDynamics، وابتكارات مستقبلية واعدة في مجال خفض استهلاك الوقود وانبعاثات الكربون. أثار نموذج Vision EfficientDynamics الانتباه بشدة نظراً لما يتمتع به من تصميم ديناميكي جذّاب في قالب سيارة كوبيه من بابين تتّسع لأربعة مقاعد، إضافة إلى النظام الهجيني المعتمد الذي يستفيد من محرك توربو ديزل ومحرّكين كهربائيين اضافيين، ومكوّنات عالية الجودة خفيفة الوزن، وتقنيات متقدّمة مثل نظام التشغيل والإبطال الآليين للمحرك، وأيضاً نظام استعادة الطاقة المفقودة المتأتية من خلال الضغط على دواسات الكبح، إلى طاقة دفع للسيارة ككل، بعد تحويل تلك الطاقة الحركية إلى بطاريات المحرك الكهربائي المعتمد... ومن هذا المنطلق يجّسد Vision EfficientDynamics سوبر كار تجمع الأداء الخارق لعروض الفرع الرياضي M، والمصروف المتدنّي من الوقود والإنبعاثات المحدودة لغازات العادم التي تتفوّق حتى على تلك المتأتية من الموديلات المُدُنية الصغيرة التي تملأ الشوارع في العالم. جدية ورياضية يحمل التصميم الخارجي لنموذج Vision EfficientDynamics وفاء واضحاً لتصاميم باقي عروض بي أم دبليو، وهذا ما لاحظناه على مستوى الواجهة الأمامية التي لبست صبغة مستقبلية رياضية. ويبرز شبك التهوئة المكوّن من جزءين والمصابيح الرئيسة ذات الإمّتدادات الأفقية الضيّقة، إلى جانب غطاء المحّرك المموّج الخطوط، مع إمكان رؤية المحرّك من خلاله عبر المساحات الزجاجية الشفّافة في المنتصف، فضلاً عن خط السقف الملتوي بشدّة باتّجاه المؤخّر، علماً أن السقف كله مصنوع من زجاج شفّاف من مادة البولي كربونات، يُعزّز الشعور بالانشراح للركّاب جميعهم. ويبلغ الطول الإجمالي لنموذج بي أم دبليو الجديد 4.60 متر، العرض 1.90 م، والارتفاع 1.24 م. كذلك لا بدّ من الإشارة إلى الأكتاف العريضة التي تخفي وراءها عجلات ضخمة قياس 21 بوصة مكسوّة بإطارات قياس 195/55، والمصابيح الخلفية كبيرة الحجم على شكل حرف C، إضافة إلى المرايا الجانبية النحيفة والأبواب التي تفتح نحو الأعلى بزاوية واسعة، وغيرها من اللمسات الأيرودينامية المستوحاة من عالم سباقات فورمولا - واحد لتتمة الطابع الرياضي عموماً. كما أسهمت بدورها في أن تبلغ نسبة تدفّق الهواء 0.22 درجة بمقياس «سي إكس». وتجدر الإشارة إلى المصابيح الرئيسة والخلفية والتي جاءت من فئة «LED» المتوهّجة، إلى جانب الخطّ الضوئي الأزرق اللون الذي يلُف السيارة بأكملها، وهو من فئة «LED» أيضاً ما يعزز الصورة الغرافيكية لهذا النموذج. مقصورة متطوّرة نال نموذج Vision EfficientDynamics مقصورة مزوّدة بأربعة مقاعد مستقلة تكفل راحة جلوس عالية للركّاب، علماً أنه يغلب على تصميمها الطابع المستقبلي الحالم، مع الاستعانة ببعض الابتكارات الجذّابة والعملانية في آن واحد؛ ففتحات تهوئة المكيّف بمعزل عن توفيرها لجو مريح داخل المقصورة، تُشكّل جزءاً لا يتجزّأ من تصميم لوحة القيادة. كما تشهد المقصورة تداخل مكوّنات خفيفة الوزن تظهر جلياً على الأزرار وعتلات التحكّم بمختلف الوظائف الحيوية، مع الجلود الفاخرة ولمسات الألومينيوم اللافتة. ومن ضمن المكوّنات خفيفة الوزن التي دخلت في صُلب تصميم المقصورة أيضاً، يُمكن ذكر المقاعد المصنوعة من مواد مُعاد تدويرها، وحشيات السقف والأبواب وجلود المقاعد المصنّعة من مواد طبيعية صديقة للبيئة. تقنياً، يُمكن لكل من السائق والراكب الأمامي التحكم بخيارات المكيّف الأوتوماتيكي عالي الفعالية وأنظمة التواصل المعلوماتي، عبر أزرار وعتلات تحكّم مثبّتة بالكونسول الوسطي الأفقي الامتداد، إلى جانب حسّاسات الأمطار ومثبّت السرعة النشط، إضافة إلى خاصية التشغيل والإبطال الآليين للمحرك والنظام الملاحي الإلكتروني. كما نال Vision EfficientDynamics نظام Head-Up Display المعروف من بي أم دبليو، الذي يعرض المعلومات الحيوية على الزجاج الأمامي مباشرة أمام عيني السائق الذي لا يضطر إلى تحريك رأسه للحصول على هذه المعلومات، وبالتالي يتابع تركيزه على القيادة وامور مهمة أخرى. هجينة بأداء لافت ميكانيكياً، زود نموذج بي ام في Vision EfficientDynamics بنظام هجين يتضمّن محرك توربو ديزل من ثلاث أسطوانات بسعة 1.5 ليتر، مثبّتاً بوضعية وسطية أمام المحور الخلفي مباشرة. ويولّد قدرة 163 حصاناً، إضافة إلى 290 نيوتن متر كحد أقصى لعزم الدوران، مع اتصاله بعلبة تروس أوتوماتيكية مزدوجة الصفائح من ست سرعات. كذلك نالت هذه السيارة الاختبارية محرّكين كهربائيين يتبنيان تقنية النظام الهجيني النشط العائد لبي أم دبليو، علماً أن أحد المحركين مثبّت في المحور الأمامي، والآخر في الخلفي. ويولّد المحرك الكهربائي الأخير 25 كيلوواط من الطاقة، و 38 كيلوواط أو 290 نيوتن- متر من عزم الدوران، وفق ظروف القيادة المختلفة، مع إمكان السير بالسيارة بالطاقة الكهربائية وحدها. وعند تفعيل الكبح، يعمل المحرك الكهربائي المذكور كمولّد لإمداد البطارية بالطاقة اللازمة، أي من خلال استعادة الطاقة المفقودة المتأتية من خلال الضغط على دواسات الكبح، إلى طاقة دفع للسيارة ككل، بعد تحويل تلك الطاقة الحركية إلى بطاريات المحرك الكهربائي المعتمد. ويولّد المحرك الكهربائي الثانوي المثبّت بالمحور الأمامي، 60 كيلوواط من الطاقة و220 نيوتن- متر من عزم الدوران. وبذلك تصبح النتيجة الإجمالية للطاقة المجمّعة المتولّدة من النظام الهجين 356 حصاناً مع أقصى عزم دوران يبلغ 800 نيوتن متر، تكفل الانطلاق بالسيارة من السكون الى سرعة 100 كلم/س في غضون 4.8 ثانية، إلى جانب 250 كلم/س كسرعة قصوى. وأشارت مصادر بي أم دبليو إلى أن معدّلات استهلاك الوقود، تصل الى 3.76 ليتر من وقود الديزل لكل 100 كلم، في مقابل إنبعاث 99 غراماً من ثاني أوكسيد الكربون لكل كيلومتر. www.carsandspeed.com