باريس، بانكوك – رويترز، أ ف ب - تقدمت النروج درجة واحدة متصدرة مؤشر الأممالمتحدة للتنمية البشرية الذي صدر أمس، لكن الصين حققت اكبر تقدم مسجلة سبع درجات إضافية بفضل تحسين مستوى معيشة مواطنيها. واحتفظت النروج بوضعها كأكثر بلاد العالم جاذبية للعيش فيها. وصنّف المؤشر أيضاً الدول الواقعة جنوب الصحراء في أفريقيا، التي تعاني من الحرب ومرض الإيدز، اقل الأماكن جاذبية. ويصنف المؤشر الذي يعده برنامج الأممالمتحدة للتنمية 182 بلداً استناداً إلى معايير متوسط معدل العمر والتعليم والانتساب إلى المدرسة، وإجمالي دخل الفرد. وأظهرت بيانات جمعت قبل الأزمة الاقتصادية العالمية، أن الناس في النروج واستراليا وأيسلندا يتمتعون بأفضل مستويات معيشة في العالم، في حين سجلت النيجر وأفغانستان وسيراليون الأسوأ على صعيد التنمية البشرية. وحلّت النروج واستراليا وأيسلندا في المراتب الثلاث الأولى في حين صنفت النيجر في المؤخرة، بعد أفغانستان. وذكر برنامج الأممالمتحدة، ان «على رغم التحسن الملحوظ على مر الوقت فإن التقدم كان متفاوتاً: دول كثيرة شهدت نكسات خلال العقود الأخيرة في مواجهة الانكماش الاقتصادي والأزمات المرتبطة بالصراعات وتفشي فيروس «اتش اي في» المسبب الإيدز، وهذا كان حتى قبل الشعور بتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية». وصعدت الصين سبع درجات على القائمة لتصبح في المرتبة 92 بين الدول الأكثر تقدماً بفضل تحسن مستويات التعليم والدخل ومتوسط الأعمار بين سكانها. كما تقدمت كولومبيا والبيرو خمس درجات إلى المرتبتين 77 و78 في حين عادت فرنسا إلى المقدمة لتحتل المرتبة الثامنة متقدمة ثلاث درجات بعد أن صنفت خارج الدول العشر الأكثر تقدماً في تقرير 2008. ويسلّط تقرير الأممالمتحدة الضوء على الفروقات الكبيرة بين الأغنياء والفقراء. ويعلن أن «الطفل المولود في النيجر لديه فرصة للعيش حتى فوق سن الخمسين بقليل، أي اقل بثلاثين عاماً من طفل يولد في النروج. وفي مقابل كل دولار يكسبه النيجري، يكسب النروجي 85 دولاراً». ولإعداد المؤشر هذه السنة اعتمدت معلومات جمعت في 2007 ولم تؤخذ في الاعتبار تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية. وقالت معدة التقرير جيني كلوغمان: «شهدت بلدان عدة تراجعاً كبيراً خلال العقود الأخيرة بسبب الأزمات الاقتصادية والنزاعات ومرض الإيدز». وألقت هذه العوامل بثقلها حتى قبل أن نلمس تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية». وأفغانستان التي عادت إلى اللائحة لأول مرة منذ 1996، هي البلد الآسيوي الوحيد من بين الدول العشر الأخيرة التي تضم سيراليون (المرتبة 180) بعد جمهورية افريقيا الوسطى. وأظهر المؤشر أن نصف الناس في أفقر 24 دولة أمّيون في مقابل 20 في المئة في دول صنفت على أن لديها مستويات متوسطة من التنمية البشرية. وعاش الشعب الياباني لفترات أطول من الآخرين إلى متوسط 82.7 سنة مع بلوغ متوسط العمر المتوقع في أفغانستان التي خربتها الحرب 43.6 سنة. وتملك إمارة ليشتنشتاين أعلى معدل ناتج للفرد في السنة يبلغ 85383 دولاراً وهي الإمارة الصغيرة سكانها 35 ألفاً وفيها 15 مصرفاً وأكثر من 100 شركة إدارة ثرية. ويبلغ متوسط دخل الفرد في جمهورية الكونغو الديمقراطية 298 دولاراً سنوياً. وأعلن برنامج الأممالمتحدة للتنمية الذي ينشر المؤشر سنوياً منذ 1990، أن التنمية البشرية تحسنت عالمياً 15 في المئة منذ 1980 وكانت الصين وإيران ونيبال افضل الصاعدين في المؤشر. الدول العشر الأولى في المؤشر هي: النروج، استراليا، أيسلندا، كندا، ارلندا، هولندا، السويد، فرنسا، سويسرا واليابان. وحلّت الولاياتالمتحدة في المرتبة الثالثة عشرة، متراجعة درجة واحدة.