بدأت أمس خيوط حادث تفجير حافلة تقل سياحاً كوريين قرب منفذ طابا البري (جنوبسيناء) تتكشف، إذ رجحت السلطات الأمنية فرضية أن يكون وراء التفجير انتحاري دخل خلسة إلى الحافلة خلال وقوفها عند استراحة قريبة من المنفذ، فيما استمرت ردود الفعل المحلية والأجنبية المنددة بالحادث. وكان ثلاثة سياح كوريين وسائق مصري قتلوا خلال الانفجار. وأظهرت لقطات تلفزيونية الحافلة وقد تهشمت مقدمتها ونزع الانفجار الجزء الأكبر من سقفها. وقال مدير الإدارة العامة لمباحث جنوبسيناء اللواء مجدي موسى، إن التحريات التي يجريها الفريق الأمني المكلف بالتحقيق في انفجار الحافلة «أثبتت أن الحادث ارتكبه انتحاري نجح في استقلال الأوتوبيس قبل انفجاره، بعدما توقف قرب معبر طابا لإنهاء إجراءات العبور إلى الجانب الإسرائيلي». وأشار إلى أن «كاميرات المعبر رصدت نزول سائق الحافلة واثنين من الركاب لاستخراج حقيبة وأخذ شيء منها ثم وضعها في مكانها وصعود شخص إضافي إلى جانب الركاب الثلاثة يرجح أن يكون الانتحاري». وأشار موسى إلى أن أجهزة الأمن أطلقت سراح عدد من المشتبه بهم أوقفوا أمس بعدما أثبتت التحريات عدم صلتهم بالحادث، بينما لا تزال التحريات وأعمال الفحص جارية مع عدد آخر ظهرت ملامحهم من خلال فحص الكاميرات. وكشف مسؤول أمني ل «الحياة» أن السلطات قررت تنفيذ «مخطط الطوق الأمني» حول مدن قناة السويسوسيناء «لتحقيق أقصى سيطرة في محيط هذه المحافظات، خصوصاً على الطرق التي تربط بين مدن القناة»، لافتاً إلى أن «هناك تعاوناً وتنسيقاً كبيرين بين الجيش والشرطة لتنفيذ هذا المخطط الذي يهدف إلى تضييق الخناق على تحركات العناصر الإرهابية وجماعات العنف المسلحة والإيقاع بهم أثناء تحركاتهم، ومداهمة المناطق التي يمكن الاختباء بها، خصوصاً بين الإسماعيلية والشرقية والمناطق الزراعية والصحراوية فيهما». وأوضح أن «الخطة تتضمن الدفع بمزيد من التعزيزات والإجراءات التأمينية حول المجرى الملاحي لقناة السويس والعين السخنة في السويسوجنوبسيناء، بالتعاون مع بعض القبائل البدوية. وتم تشديد الإجراءات الأمنية على موانئ السويس وبور توفيق والزيتيات والأدبية والأتكة الخاص بالصيد، إلى جانب تأمين موانئ الطور وشرم الشيخ ونويبع في جنوبسيناء وميناء سفاجا، وتشديد الإجراءات الأمنية على مطار شرم الشيخ الدولي». واعتبر وزير السياحة هشام زعزوع أنه «لا يوجد تقصير من قبل أجهزة الأمن العاملة في جنوبسيناء لتأمين السياح». ورأى أن «حادث تفجير الحافلة قد يحدث في أعتى الدول»، لكنه أشار إلى أنه «ستتم مراجعة جميع الإجراءات الأمنية مع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لتأمين كل السياح على مستوى الجمهورية». وشدد على أنه «لا يوجد تقصير من قبل أجهزة الأمن العاملة في جنوبسيناء خلال تأمين الأفواج السياحية فور وصولها وحتى مغادرتها. لكن علينا ألا ننسى المتربصين بنا من أعداء الوطن... لا يمكن التكهن بمدى تأثير هذا الحادث في قطاع السياحة خلال هذه الفترة». وأشار إلى أنه «حتى الآن لا توجد شركة سياحية واحدة ألغت حجوزاتها الفندقية على مستوى الجمهورية». وقال محافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة، إن «جنوبسيناء خالية من الإرهاب تماماً، وأجهزة الأمن تقوم بسد جميع الثغرات التي يمكن استهداف المحافظة أمنياً من خلالها». وفي ردود الفعل، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «الحادث الإرهابي الذي استهدف حافلة للسياح عند منفذ طابا». ودعا في بيان نشر على موقع الأممالمتحدة الإلكتروني إلى «سرعة تقديم الجناة إلى ساحة العدالة»، فيما أعربت حكومة كوريا الجنوبية عن إدانتها الشديدة للحادث. وقالت في بيان: «نشعر بالاستياء والصدمة البالغة، ونقدم التعازي لأسر الضحايا الذين فقدوا أرواحهم». وأشاد بيان الحكومة الكورية بمصر وإسرائيل «لقيامهما بنقل الضحايا وعلاج المصابين بكل سرعة»، مشيرة إلى أنها «ستتعاون مع الحكومة المصرية والمجتمع الدولي لمعرفة ملابسات الحادث ودوافعه». وأضافت: «سنشارك في مساعي المجتمع الدولي للقضاء على العمليات الإرهابية بصورة إيجابية، على أساس مبدأ أن العملية الإرهابية هي من الجرائم ضد الإنسانية ولا مبرر لها ولا بد من استئصالها بأي حال من الأحوال». إلى ذلك، قال الناطق العسكري في بيان أمس إن قوات الجيش قتلت 5 من «العناصر التكفيرية» وألقت القبض على 3 آخرين في حملة أمنية في شمال سيناء، موضحاً أن قوات الجيش «اقتحمت عدداً من البؤر الإرهابية في مدن بئر العبد والشيخ زويد ورفح، ما أسفر عن مقتل التكفيريين، وأسفرت الحملة أيضاً عن حرق 34 عشة تستخدمها العناصر التكفيرية كقاعدة انطلاق لتنفيذ هجماتها ضد عناصر الجيش والشرطة، إضافة إلى تدمير عدد من السيارات والدراجات البخارية التي كانت تستخدم في هذه العمليات». وأشار إلى أن «قوات حرس الحدود بالتعاون مع عناصر الهيئة الهندسية في الجيش دمرت 21 نفقاً ليصبح إجمالي ما تم تدميره من الأنفاق حتى الآن 1275 نفقاً».