قُتل ثلاثة سياح من كوريا الجنوبية ومصري وجُرح 14 سائحاً في تفجير استهدف حافلة تقل سياحاً على بعد أمتار من منفذ طابا الحدودي في جنوبسيناء. والاعتداء هو الأول من نوعه الذي يستهدف سياحاً منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 تموز (يوليو) الماضي، إذ دأبت الجماعات المسلحة على قتل جنود الجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء وتفجير مقرات أمنية أو عسكرية في محافظات عدة. ومع استقرار الوضع الأمني نسبياً بدأت السياحة تستعيد عافيتها تدريجاً، حتى أن ميناء الغردقة استقبل أمس آلاف السياح الروس، لكن أتى حادث طابا ليمثل ضربة نوعية لقطاع السياحة المُتضرر منذ 25 كانون الثاني (يناير) 2011. وقالت وزارة الداخلية في بيان، إنه أثناء توقف إحدى الحافلات السياحية في ساحة انتظار الحافلات في منفذ طابا البري (المؤدي إلى إيلات الإسرائيلية) في جنوبسيناء انتظاراً للمرور إلى إسرائيل، حدث انفجار في الجزء الأمامي من الحافلة أسفر عن مقتل سائحين وسائق الحافلة المصري وجرح 14 آخرين. وأوضح البيان أن الحافلة كانت تقل عدداً من السياح من كوريا الجنوبية، لافتاً إلى أن الحافلة توقفت مرات عدة في الطريق أثناء رحلتها من القاهرة مروراً بمنطقة سانت كاترين. وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد القتلى إلى 4، ونقل الجرحى، وبينهم حالات خطرة، إلى مستشفيات نويبع وشرم الشيخ. وأقلت مروحيات إسعاف جرحى حالتهم خطرة إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي. وعُلم أن الحافلة كانت تقل 32 سائحاً من كوريا الجنوبية من القاهرة في طريقهم إلى إيلات الإسرائيلية، مروراً بدير سانت كاترين. ورجح مصدر أمني أن يكون الانفجار نتيجة زرع عبوة ناسفة أسفل مقعد السائق بسبب تحطم واجهة الحافلة في شكل كبير، فيما أصابت شظايا الانفجار ركابها، لكنه لم يحدد نوعية العبوة الناسفة. وتنتشر المكامن الثابتة على طول الطريق المؤدي من القاهرة إلى شرم الشيخ وطابا، حتى أن إجراءات أمنية مشددة تخضع لها كل السيارات والحافلات التي تعبر نفق الشهيد أحمد حمدي المؤدي إلى شبه جزيرة سيناء. كما تنتشر مكامن عند مداخل غالبية المدن، حتى أن السلطات أغلقت طريقاً مختصراً يؤدي إلى دير سانت كاترين قرب مدينة أبو رديس قبل شرم الشيخ بسبب خطورته الأمنية، ما اضطر منظمي الرحلات إلى الدير الشهير إلى السير عبر طريق طويل يستغرق بضع ساعات، لكنه يخضع لإجراءات أمنية مُشددة. ورجح المصدر الأمني أن تكون العبوة زُرعت في الحافلة أثناء توقفها في إحدى محطات الاستراحة المنتشرة على الطريق بعدما تخطت المكامن الثابتة، خصوصاً عند مدخل ومخرج نفق الشهيد أحمد حمدي، مستبعداً زرع تلك العبوة في القاهرة. وقال: «يستحيل أن تمر حافلة من نفق الشهيد أحمد حمدي وهى تحتوي على أي متفجرات»، لافتاً إلى أن «فحص الحافلات يشمل إجراءات تفتيش يدوية ومن خلال أجهزة كشف المتفجرات، وأيضاً الكلاب البوليسية، ولا تعبر حافلة واحدة من دون الخضوع لكل تلك الإجراءات». وأضاف أن «فريق البحث سيتعرف على أماكن توقف الحافلة في محطات الاستراحة من خلال شهادات الوفد السياحي، وسيتم تحديد الموقع الذي زُرعت فيه العبوة». وعلى الفور أغلقت السلطات منفذ طابا وشدّدت من إجراءات الدخول والخروج من شبه جزيرة سيناء وإليها في محاولة لضبط الجناة. كما تم تعطيل شبكة الاتصالات في محيط سانت كاترين وطابا لمنع وقوع أي تفجيرات محتملة عبر الهواتف النقالة. وتوجه وزير السياحة هشام زعزوع وقيادات أمنية وعسكرية وطبية إلى محيط منفذ طابا لمتابعة تداعيات الحادث والاطلاع على إجراءات التأمين. ودان رئيس الوزراء حازم الببلاوي الحادث، مؤكداً أهمية سرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، وتشديد إجراءات التأمين في المنطقة. وتركزت التفجيرات منذ عزل مرسي في محافظة شمال سيناء، ولم يطاول محافظة جنوبسيناء السياحية إلا تفجير واحد استهدف مقر مديرية الأمن في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وأسفر عن مقتل 5 أشخاص بينهم جنود. وتشتهر المحافظة بانتشار المنتجعات السياحية فيها. ونفذت قوات الجيش والشرطة حملة أمنية موسعة استهدفت مئات الوحدات السكنية في حي العبور في جنوبالعريش في شمال سيناء، وعززت من إجراءاتها فور تفجير طابا، وفحصت رواد فنادق عدة في العريش وأوقفت بعضهم. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية أن أجهزة الأمن في محافظة الشرقية أوقفت 5 من عناصر جماعة «الإخوان المسلمين» اتهمتهم «برصد تحركات ضابط وأفراد الشرطة لاستهدافهم»، كما أعلنت توقيف «خلية إرهابية» في محافظة الدقهلية في الدلتا «خططت لاستهداف ضباط الشرطة».